اكتشاف جديد يكشف سرًا مذهلًا: هل القهوة هي مفتاح إبطاء الشيخوخة الخلوية؟

3 د
تشير الأبحاث إلى أن الكافيين قد يبطئ الشيخوخة الخلوية ويعزز عمليات الاستقلاب.
البروتين AMPK يلعب دورًا محوريًا في تحسين إدارة الطاقة داخل الخلايا.
الكافيين ينشط AMPK ويقلل من نشاط مسار TOR، ما يؤخر الشيخوخة.
الدراسة أكدت فعالية الكافيين في ظروف الإجهاد على خلايا الخميرة.
هناك حاجة لدراسات إضافية لتحديد تأثير الكافيين على خلايا البشر تحديدًا.
ربما لم يتخيل عشاق القهوة أبدًا أن فنجانهم الصباحي يمكن أن يكون له تأثير مباشر على إبطاء الشيخوخة الخلوية، لكن أحدث الأبحاث العلمية تشير إلى أن الكافيين قد يحمل بالفعل فوائد مدهشة في مكافحة التقدم في السن على مستوى الخلايا.
فقد توصل فريق بحثي في جامعة كوين ماري بلندن، في مختبر دراسة شيخوخة الخلايا، إلى نتائج مثيرة حول الطريقة التي يؤثر بها الكافيين على الخلايا ويبطئ عملية تقدمها بالعمر. ما السر في ذلك إذن؟
مستشعر الطاقة الخلوي AMPK: مفتاح جديد لمحاربة الشيخوخة؟
السر يكمن في بروتين يُعرف باسم AMPK، أو كيناز البروتين المنشط بواسطة AMP، وهو عبارة عن مستشعر دقيق يعمل كمقياس حيوي لقياس وحفظ الطاقة داخل خلايا الجسم. هذا البروتين ينشط بشكل خاص عندما تنخفض مستويات الطاقة في الجسم، فيقوم بتنظيم وإدارة عمليات التمثيل الغذائي لضمان استقرار مستويات الطاقة.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الكافيين يعمل على تفعيل بروتين AMPK، مما يؤدي إلى تحسين عمليات الاستقلاب، وتعزيز قدرة الخلايا على إصلاح حمضها النووي (DNA)، والتحكم بشكل أفضل في استجابتها للضغوط البيئية المختلفة، وبالتالي إبطاء عملية الشيخوخة الخلوية.
ولم تكتفِ الدراسة بهذه النقطة، بل أوضحت مزيدًا من التفاصيل حول العلاقة الوثيقة بين الـ AMPK ومسار آخر مهم يعرف باسم مسار "TOR"، وهو جزء أساسي أيضًا من شبكة تنظيم النمو في الخلايا. هذا المسار (TOR) ينشط عادة في ظروف توافر الغذاء والطاقة ليعزز النمو والانقسام الخلوي، لكنه يتوقف حين تنخفض موارد الطاقة، لتبدأ عمليات أخرى مثل الالتهام الذاتي، وهي أشبه بنظام "الصيانة الذاتية" للخلايا.
وبحسب الباحثين، عندما يقوم الكافيين بتنشيط بروتين AMPK، فإنه بشكل غير مباشر يقلل من نشاط مسار TOR، لذلك فإن خلايا الجسم تصبح قادرة على تأخير الشيخوخة وإبقاء طاقتها وكفاءتها في الظروف الصعبة لفترة أطول.
ومن المثير للانتباه، أن النتائج التي توصل إليها الباحثون من خلال دراستهم على خلايا "الخميرة الانشطارية"، التي تتشارك عددًا من الخصائص المهمة مع الخلايا البشرية، قد أوضحت بشكل كبير كيف يمكن للكافيين أن يكون له تأثير ملحوظ ليس فقط في ظروف الإجهاد القاسية (مثل الجوع أو تلف الحمض النووي)، ولكن أيضًا تحت ظروف الشيخوخة الطبيعية.
هذه النتائج تفتح الباب على مصراعيه للأبحاث في مجال الشيخوخة الصحية، خصوصًا وأن AMPK يُعد مستهدفًا لأدوية معروفة مثل "الميتفورمين"، والذي يتم دراسته حاليًا لاحتمالات قدرته على إطالة عمر الإنسان.
ورغم النتائج المبشرة، يشير الباحثون إلى أن هناك حاجة لدراسات إضافية تركز على التأثير الدقيق للكافيين على خلايا البشر أنفسهم، للتحقق من مدى فعاليته وأفضل الجرعات الممكن استخدامها لتحقيق أقصى استفادة دون أضرار جانبية.
إذن، وبينما تستمتع غدًا بفنجان قهوتك المفضل، ربما تتذكر أنك، بجانب متعة الطعم ورائحة البن الغنية، قد تكون أيضًا تساهم في تعزيز صحة خلايا جسمك وتأخير شيخوختها. ومن يدري، ربما يكون فنجان القهوة اللذيذ الذي نحتسيه كل صباح هو فعلاً السر الذي طال البحث عنه في رحلة الإنسان لإبطاء التقدم في العمر خلايانا—رحلة العلم المستمرة لاكتشاف كل جديد ومفيد في سبيل حياة صحية أفضل.