اكتشاف فصيلة دم جديدة في فرنسا.. بارقة أمل للطب

3 د
اكتشاف فصيلة دم جديدة باسم "GWADA negative" في فرنسا.
تعاون فريق من الباحثين لاكتشاف نظام دم PigZ الجديد.
يمثل الاكتشاف أهمية حيوية في عمليات نقل الدم المتطابق.
تعزز الاكتشافات الجديدة دقة التشخيص وإنقاذ الأرواح.
يؤكد هذا الإنجاز الدور الرائد للعلماء الفرنسيين في علوم الدم.
هل تعرف فصيلة دمك؟ يبدو هذا السؤال بسيطاً، ولكنه في بعض الحالات يكون لغزاً محيراً، كما حدث مع امرأة فرنسية اضطرت لعملية نقل دم في عام 2011، لتكتشف أن دمها لا ينتمي لأي من الفصائل التي نعرفها، ولا يمكن تحديد متبرع متوافق معها بسهولة. فما قصة هذا الاكتشاف الطبي المفاجئ الذي قد يغير مستقبل عمليات نقل الدم؟
لأعوام ظل لغز هذه المرأة الفرنسية يقلق الباحثين، فقد حاولت الفرق الطبية المتخصصة مراراً تحديد نوع فصيلة الدم دون جدوى؛ كل المحاولات التقليدية كانت تصل إلى طريق مسدود. والمفاجأة لم تظهر سوى مؤخراً بعد سنوات طويلة من البحث والتحاليل.
اكتشاف علمي غير مسبوق.. نظام فصائل دم جديد
الخبر السار جاء على يد فريق من الباحثين الفرنسيين في مراكز إنسيرم (INSERM)، جامعة باريس سيتيه، جامعة جزر الأنتيل، وخدمة الدم الوطنية الفرنسية (EFS)، إلى جانب مركز المراجع الوطنية لأنظمة فصائل الدم (CNRGS). حيث قام العلماء بتحليل عميق للعينة من خلال تقنية متطورة تقوم بتسلسل كامل الجينوم (فحص الحمض النووي الكامل للجسم البشري)، وهي عملية معقدة تشمل حوالي 22 ألف جين.
وبفضل هذه التقنية المتطورة، وصل الفريق إلى نتيجة مدهشة بعد دراسة شاملة ودقيقة: المرأة تمتلك فصيلة دم جديدة تماماً، لم تعرف من قبل. أطلق الباحثون على هذا الاكتشاف اسم نظام الأسهم PigZ، وقد سجلت هذه الفصيلة رسمياً في السجل العالمي كالنظام الـ 48 لفصائل الدم المعروفة عالمياً.
والفصيلة المكتشفة من هذا النظام يطلق عليها اسم "GWADA negative"، نسبة لأصل المريضة من جزيرة غوادلوب الواقعة ضمن جزر الأنتيل الفرنسية، وتعتبر شديدة الندرة، وربما تكون الفصيلة الوحيدة من نوعها في العالم إلى اليوم.
ولا يخفى علينا أهمية هذه الاكتشافات الفارقة، فكل نظام دموي نعرفه يعتمد على وجود أو غياب بروتينات خاصة (تسمى المستضدات) على سطح كريات الدم الحمراء. هذه المستضدات تحدد نوعية الاستجابة المناعية في حالة نقل دم غير متطابق؛ لأن نقل دم من فصيلة غير متناسقة قد يؤدي لردود فعل مناعية شديدة الخطورة، وربما مميتة.
وللتوضيح لأصدقائنا القراء بشكل مبسط أكثر؛ فصائل الدم المعروفة والشائعة جداً هي "ABO" ورمز "Rh" (الموجب أو السالب مثل +A أو -O). وهناك عدة أنظمة دم أخرى أقل انتشاراً ومناعة، ولا يتم إجراء فحوصات لها عادة إلا في حالات نادرة.
بفضل مثل هذه الاكتشافات الجديدة، يتم فتح أبواب جديدة نحو التشخيص الأكثر دقة، وتوفير أفضل الحلول لحالات المرضى الذين يمتلكون فصائل نادرة وغير معتادة، مما قد يساهم حرفياً بإنقاذ أرواح الكثيرين.
هذا الإنجاز العلمي المهم، ليس غريباً على العلماء الفرنسيين؛ فبحسب الإحصاءات الحديثة، من بين الـ 17 نظاماً دموياً جديداً التي تم اكتشافها على مستوى العالم منذ عام 2012، تمكن العلماء الفرنسيون من اكتشاف 10 منها، في دليل ملموس على أهمية الدور الفرنسي في مجال علوم الدم والإمدادات الطبية الحيوية.
مع المستقبل الواعد في الاكتشافات الطبية، يدرك الباحثون أهمية استمرار الأبحاث في هذا المجال، خصوصاً أن نقل الدم يعد عملية طبية حياتية وعاجلة في الحالات الطارئة. وتأتي مثل هذه الاكتشافات لتوفر أملاً جديداً لمن يعانون من مشكلات صحية يصعب فيها توفير دم متطابق.
لقد كان هذا الاكتشاف ثمرة جهود جبارة وعمل دؤوب امتد لأكثر من عامين بقيادة الباحث والمتخصص في فصائل الدم النادرة، الدكتور سليم عزوزي وفريقه، الذين بذلوا كل ما باستطاعتهم للبحث عن إجابات وفتح باب جديد لمعرفة أسرار جسم الإنسان.
في النهاية، اكتشاف نظام دم جديد كهذا لا يُعتبر مجرد خبر مثير فحسب، بل يحمل معه رسالة أمل وتفاؤل كبيرة في قدرة العلم والطب الحديث على معالجة تحديات معقدة وتوفير حياة أكثر أماناً وفعالية للجميع.
بإمكاننا مستقبلاً تعزيز قوة النص واستخدام مفردات أكثر إثارة لتقريب القصة للقارئ بشكل أكبر. كما يمكن زيادة الترابط بين فقرات المقال عبر جمل ربط سلسة، تجعل من القراءة تجربة مثيرة ومشوقة تقرّب الفكرة العلمية إلى عموم الجمهور بكل بساطة.