ذكاء اصطناعي

اكتشاف مثير في عُمان: أعمدة بركانية خفية تحت سطح الأرض تهز عالم الجيولوجيا!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

اكتشف العلماء براكين تحت الأرض تُعرف بـ"الأعمدة الشبحية" بخلاف البراكين التقليدية.

تم الكشف عن "عمود داني" في سلطنة عُمان على عمق يتراوح بين 410 و660 كيلومترًا.

تُسبب هذه الأعمدة تغييرات جيولوجية قد تُؤثر على تحركات الصفائح الأرضية.

يُشير الاكتشاف إلى احتمالية وجود مزيد من الأعمدة الشبحية حول العالم.

يُمكن لهذا الاكتشاف أن يُحدث تحولات في فهمنا لجيولوجيا الأعماق والصفائح التكتونية.

عندما نتخيل البراكين، فإن الصورة المعتادة التي تتبادر إلى أذهاننا تتعلق بالجبال العالية التي تقذف الحمم والرماد إلى السماء. ولكن ماذا لو أخبرتك أن هناك براكين أخرى خفية تحت الأرض؟ براكين لا ترى النور ولا تلامس السطح قط؟ هذا بالضبط ما اكتشفه مؤخراً فريق دولي من العلماء يقودهم مجموعة من الجيولوجيين والكيميائيين وعلماء المناخ في سلطنة عُمان.

الاكتشاف الأخير، الذي سلطت الضوء عليه مجلة "Earth and Planetary Science Letters"، يتعلق بنوع جديد من النشاط البركاني تحت سطح الأرض يعرف باسم "الأعمدة الشبحية" (ghost plumes). هذه الأعمدة تمثل براكين تظل غير ظاهرة على السطح، حيث لا تندفع بشكل واضح كالجبال البركانية التقليدية. ويمكن لهذه الأعمدة أن تؤثر بشكل ملحوظ في بنية طبقات الأرض وحركتها.

بدأت القصة عندما لاحظ العلماء تغيرات غريبة في حركة الموجات الزلزالية التي تمر من خلال الصخور في منطقة تقع أسفل أراضي سلطنة عُمان. هل تتخيل ماذا شعروا به حين وجدوا أن سرعة الموجات تتباطأ بشكل واضح جداً عند مرورها من نقطة معينة؟ هذا ما دفع الفريق العلمي للغوص أعمق باستخدام الأدوات الدقيقة وتطوير نماذج حاسوبية متقدمة للتأكد مما يوجد تحت سطح الأرض هناك.

النموذج الحاسوبي المتطور كشف بشكل دقيق أن الأعمدة الشبحية تمتد على عمق يتراوح بين 410 و660 كيلومتراً من سطح الأرض. وأطلق على هذا العمود تحديداً اسم "عمود داني" (Dani plume)، ويتراوح قطره بين 200 و 300 كيلومتر، ويتميز بحرارة تزيد ما بين 100 إلى 300 درجة مئوية مقارنة بالصخور المحيطة به. ما يثير الدهشة أكثر أن الفريق يقول إن هذا العمود ربما تشكل منذ قرابة 40 مليون سنة، واستمر مصدراً مستمراً للحرارة والطاقة، ربما حتى قبل فترة طويلة من ظهور الإنسان نفسه.

ذو صلة

وعلى ما يبدو، فإن "عمود داني" الخفي قد يكون المسؤول عن تغيرات جيولوجية نلاحظها في ارتفاع الأراضي في مناطق من سلطنة عُمان، ومن الممكن أنه كان يؤثر طوال ملايين السنين على تحركات الصفائح الأرضية المحيطة مثل الصفيحة الهندية. هذا الاكتشاف لا يكشف فقط عن حقيقة وجود هذه الظاهرة الغامضة، بل يعد بإمكانية وجود مئات أو حتى آلاف من الأعمدة الشبحية الأخرى المخفية تحت قشرة كوكبنا في مناطق أخرى من العالم.

هذا الاكتشاف يزيد الإثارة حول مجال دراسات جيولوجيا الأعماق والصفائح التكتونية، فوجود هذه الأعمدة يفتح باباً مهماً نحو فهم أكبر للغلاف الأرضي الداخلي، كما يشير إلى ضرورة مراجعة بعض النظريات الحالية حول كمية الحرارة المتسربة من مركز كوكبنا. ربما سيكون من المفيد في المستقبل إضافة مزيد من الأبحاث الميدانية والنمذجة لتحديد مدى اتساع هذه الأعمدة وتأثيرها الحقيقي على جيولوجيا سطح الأرض. في النهاية، يساعدنا فهم هذه المجالات الجديدة المقدمة بوضوح وسلاسة على إعادة صياغة رؤيتنا حول طبيعة كوكب الأرض وطبيعة التفاعلات الجيولوجية التي نعيش فوقها من آلاف السنين.

ذو صلة