ذكاء اصطناعي

اكتشاف معبد قديم يكشف جوانب مثيرة عن حضارة تيواناكو التي سبقت الإنكا

محمد كمال
محمد كمال

3 د

اكتشف فريق جامعة بنسلفانيا معبدًا تابعًا لحضارة تيواناكو في بوليفيا.

يقع المعبد في موقع استراتيجي يربط بين ثلاث مناطق بيئية مختلفة.

عُثر داخل المعبد على أوانٍ خزفية تُستخدم في شرب مشروب شيشا التقليدي.

يساعد الاكتشاف على فهم الأسباب وراء انهيار حضارة تيواناكو الغامض.

ساهمت النتائج في تعزيز التراث المحلي والسياحة في منطقة كاراكويو.

هل سمعت من قبل عن حضارة تيواناكو؟ ربما لا يكون اسمها مشهورًا بقدر حضارة الإنكا، لكن هذه الحضارة القديمة ازدهرت قبل الإنكا وكان لها تأثير عميق على منطقة الأنديز في أمريكا الجنوبية. مؤخرًا، اكتشف علماء من جامعة بنسلفانيا بالتعاون مع باحثين في بوليفيا معبدًا قديمًا تابعًا لحضارة تيواناكو، مما يفتح الباب لفهم أعمق لهذه الحضارة المذهلة.

يمتد تاريخ حضارات منطقة الأنديز القديمة إلى 3500 قبل الميلاد، وتعد حضارة تيواناكو من أشهر وأبرز هذه المجتمعات قبل ظهور حضارة الإنكا. عُرف عن التيواناكو أنها كانت تملك نظامًا اجتماعيًّا وسياسيًّا معقدًا، وتركت وراءها أطلالًا مذهلة تتضمن معابد هرمية، ومنحوتات حجرية ضخمة، ومنصات احتفالية منظمة بطرق هندسية دقيقة.


معبد بالاسباتا الغامض يكشف التاريخ المخفي

فريق الباحثين بقيادة خوسيه كابريلز، بروفيسور الأنثروبولوجيا في جامعة بنسلفانيا، تمكن من تحديد الموقع عبر استخدام الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية وتقنية التصوير بالطائرات بدون طيار. وبدمج هذه الصور باستخدام تقنية التصوير المساحي ثلاثي الأبعاد (الفوتوغراميتري)، استطاع العلماء كشف تفاصيل هذه المنشأة القديمة بوضوح أكبر وتحديد معالمها ومرافقها بدقة متناهية.

تبيّن أن المعبد الذي أطلق عليه اسم "بالاسباتا"، يقع في موقع استراتيجي يربط بين ثلاث مناطق بيئية مختلفة: المرتفعات المحيطة ببحيرة تيتيكاكا، وهضبة الألتيبلانو الشهيرة برعي حيوان اللاما، ووادي كوتشابامبا الخصب المثالي لزراعة الذرة. هذا الموقع الاستراتيجي الفريد يُرجّح أنه كان مركزًا هامًا للتواصل والتجارة والتفاعلات الاجتماعية والاقتصادية والدينية.

كما عثر علماء الآثار داخل المعبد على بقايا أوانٍ خزفية تُعرف باسم أكواب "كيرو"، كانت تُستخدم لشرب مشروب شيشا التقليدي، وهو نبيذ يتم تخميره من الذرة. ولأن الذرة لا تنمو في المناطق المرتفعة بشكل طبيعي، كشف هذا الاكتشاف عن العلاقات التجارية البعيدة المدى التي أدارتها تيواناكو مع الوديان الخصبة المجاورة.

وهذا بالطبع يربطنا مباشرة بالتساؤل عن سبب المكانة الاستراتيجية التي حظي بها هذا المعبد، فقد شكّل حلقة وصل حيوية تربط بين مناطق مختلفة، وساعد في تعزيز الوحدة الثقافية والدينية التي ساهمت في استقرار هذه الحضارة لقرون طويلة.

اللافت أيضًا أن هذا الاكتشاف جاء مفاجأةً حتى للسكان المحليين والمسؤولين، فقد أكد خوستو فينتورا غوارايو، عمدة بلدية كاراكويو القريبة من الموقع، أهمية هذا الاكتشاف قائلًا: "هذه الاكتشافات الأثرية تشكل إضافة مهمة لتراثنا المحلي، الذي ظل مجهولًا لفترة طويلة، وتساعدنا في تعزيز السياحة وإظهار تاريخنا الغني والمتنوع للعالم".

ذو صلة

وعلى الرغم من ازدهار حضارة تيواناكو طويلاً، فإنها انهارت فجأة في حوالي عام 1000 من الميلاد لأسباب لا تزال غامضة حتى الآن. ويأمل العلماء أن توفر هذه الاكتشافات الجديدة فرصًا لفهم الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تدهور مجتمع بهذه القوة والتنظيم.

في ختام الأمر، يمثل اكتشاف معبد بالاسباتا خطوة هامة في رحلة استكشاف تاريخ أمريكا الجنوبية القديم قبل الإنكا، ويذكرنا بأن كل حجر وجدار نكتشفه يحمل وراءه قصصًا عن تحولات اجتماعية واقتصادية عميقة. سيكون من المفيد دائمًا ربط التفاصيل المكتشفة ضمن إطار تاريخي أشمل، مع اقتراح الاهتمام بمزيد من البحث المكثّف للكشف عن الألغاز التي أحاطت بانهيار هذه الحضارة العريقة بوضوح أكبر.

ذو صلة