ذكاء اصطناعي

الزهايمر يتراجع لأول مرة… جسيمات نانوية تنظّف الدماغ وتعيد الذاكرة من العدم!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

توصل فريق بحثي دولي إلى ابتكار جديد يعكس أعراض الزهايمر لدى الفئران باستخدام جزيئات نانوية.

يستخدم العلاج الجديد جزيئات نانوية لإعادة ترميم الأوعية الدموية الدماغية وليس الخلايا العصبية مباشرة.

الجزيئات النانوية تعمل كأدوية مباشرة تعدّل وظيفة مستقبلات الأوعية الدموية وتعزز تصريف البروتينات السامة.

شهد العلاج انخفاضًا بنسبة 60٪ في تراكم الأميلويد خلال ساعة واحدة فقط من الحقن الأولى.

تشير النتائج إلى دور التحكم البيئي الوعائي في علاج أمراض التنكس العصبي وتعريضًا لمستقبل بشري واعد.

في إنجاز علمي يفتح باب الأمل أمام ملايين المصابين بمرض الزهايمر حول العالم، تمكن فريق دولي من الباحثين في معهد **الهندسة الحيوية في كاتالونيا (IBEC)** بالتعاون مع **مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان** من **عكس أعراض الزهايمر في الفئران بعد ثلاث حقن فقط باستخدام جزيئات نانوية ذكية**. المدهش في الأمر أن العلاج الجديد لا يستهدف الخلايا العصبية مباشرة، بل يعيد **ترميم الأوعية الدموية الدماغية** واستعادة أدائها الطبيعي، وهو توجه علاجي غير مسبوق في هذا المجال.

هذا التحول في منهج العلاج يسلّط الضوء على دور الأوعية الدقيقة و«الحاجز الدموي الدماغي» في تطور أمراض الخرف، ويمنح الأطباء آفاقاً جديدة لفهم آليات المرض وعلاجه.


جزيئات نانوية تعمل كدواء بحد ذاتها


اعتمد الباحثون على ما يُعرف بـ«الأدوية فوق الجزيئية»، وهي جزيئات نانوية تمتلك **نشاطاً علاجياً مباشراً**، بخلاف النانوجسيمات التقليدية التي تُستخدم فقط كحاملات للأدوية. هذه الجزيئات صُممت لتعديل وظيفة مستقبلات معينة في جدار الأوعية الدماغية والتحكم في مرور البروتينات السامة مثل **بيتا أميلويد (Aβ)** إلى مجرى الدم، ما يسمح بتصريفها خارج الدماغ بفعالية.
وهذا يربط بين استراتيجية الفريق الجديد ودور الحاجز الدموي الدماغي كخط الدفاع الأول عن الدماغ من السموم والعوامل الممرضة.


نتائج مبهرة بعد حقن قصيرة المدى


حقق العلماء **انخفاضاً بنسبة 60٪ في تراكم بروتين الأميلويد خلال ساعة واحدة فقط** من الحقن الأولى، وهو رقم مذهل بالنظر إلى سرعة الاستجابة. وبعد متابعة الفئران لمدة ستة أشهر، لاحظ الباحثون أن الفئران المسنة التي عولجت استعادت سلوكاً طبيعياً شبيهاً بالفئران السليمة. هذه النتيجة ترجّح أن التأثير العلاجي طويل المدى ناجم عن **إصلاح المنظومة الوعائية الدماغية**، وليس عن تفاعل عصبي مؤقت.
ومن هنا يتضح أن التحكم في البيئة الوعائية للدماغ قد يكون المفتاح لإبطاء أو حتى عكس مسار أمراض التنكس العصبي.


كيف يعمل العلاج على المستوى الجزيئي


في الحالة الطبيعية، يقوم بروتين يُعرف باسم **LRP1** بتسهيل إخراج بروتين الأميلويد من الدماغ. غير أنّ تراكم هذه البروتينات يؤدي إلى تعطّل النظام وتفاقم المرض. هنا يأتي دور الجزيئات النانوية المبتكرة التي تعمل كمفاتيح بيولوجية تستعيد وظيفة LRP1، فتُعيد فتح مسار تصفية النفايات البروتينية وتمنع انسداد الأوعية الدقيقة.
هذا الأسلوب المبتكر الذي يعتمد على **الهندسة الجزيئية الدقيقة** يوفّر تحكماً في حجم الجزيئات وعدد المستقبلات التي ترتبط بها بدقة نانومترية، ما يمنح العلاج **انتقائية واستقراراً فائقين**.


آفاق مستقبلية نحو علاج بشري

ذو صلة


المؤلفة المشاركة **لورينا رويز بيريز** أوضحت أن هذه النتائج تمهّد الطريق لتطوير **علاجات سريرية قائمة على البحوث النانوية** قادرة على معالجة الأسباب الجذرية للزهايمر وليس أعراضه فقط. وأضافت أن الدراسة أثبتت فعالية ملحوظة في استعادة الوظيفة الطبيعية للأوعية الدماغية وتسريع إزالة البروتينات الضارة.
وهذا يربط بين الطابع الهندسي للتقنية والبعد الإكلينيكي الذي قد يحسّن من **جودة الحياة ومستوى الإدراك لدى المرضى** في المستقبل القريب.

في النهاية، يقدم هذا الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة *Signal Transduction and Targeted Therapy*، نموذجاً جديداً لعلاج الزهايمر من منظور وعائي، يجمع بين **النانوتكنولوجيا الحيوية، وعلوم الأعصاب، وهندسة المواد** ليعيد الأمل إلى ميدان طالما بدا مستعصياً على الاختراق.

ذو صلة