الصين تكشف تقنية جديدة لإعادة تدوير شفرات توربينات الرياح

2 د
ابتكر باحثون صينيون حلاً لإعادة استخدام شفرات توربينات الرياح كحواجز رملية.
تتميز الشفرات بمتانتها، مما يجعلها فعّالة في تثبيت التربة ومكافحة التصحر.
الحواجز الجديدة تتفوق على المواد التقليدية وتقليل تآكل الرمال بنسبة 56%.
يمثل الحل الجديد اندماجًا بين الاستدامة الاقتصادية والابتكار البيئي.
تُظهر النتائج المتقدمة إمكانية توسيع الفكرة لمكافحة التصحر في مناطق واسعة.
في الوقت الذي يواجه فيه قطاع الطاقة المتجددة مشكلة متزايدة تتعلق بالتعامل مع شفرات توربينات الرياح الخارجة من الخدمة، وجد باحثون صينيون طريقة مبتكرة لتحويل هذا العبء البيئي إلى أداة فعّالة لمكافحة التصحر. الفكرة تقوم ببساطة على إعادة توظيف تلك الشفرات الضخمة كحواجز رملية في المناطق الجافة وشبه الجافة.
من النفايات إلى أدوات بيئية
البحث المنشور مؤخراً في مجلة علمية متخصصة أوضح أن شفرات التوربينات، بفضل قوتها الميكانيكية ومتانتها العالية، يمكن قطعها وتشكيلها لتصبح حواجز رمال مثقبة تثبت التربة وتقلل من زحف الكثبان. ما يميز هذه الفكرة أنها تعالج مشكلتين في آن واحد: التخلص من نفايات ضخمة يصعب تدويرها، وابتكار وسائل جديدة لحماية البيئات الهشة من العواصف الرملية. وهذا يربط بين تحديات قطاع الطاقة المتجددة والحلول البيئية المطلوبة في مواجهة التغير المناخي.
كفاءة أعلى من المواد التقليدية
على النقيض من الحواجز المصنوعة من القصب أو الأخشاب، والتي تُعرف برخص تكلفتها وسهولة تركيبها لكنها تتآكل بسرعة، أثبتت الشفرات المعاد استخدامها قدرة استثنائية. فقد أظهرت التجارب أن معدل التآكل في هذه الحواجز يقل بنسبة تصل إلى 56% مقارنة بمواد الخشب الصناعي، كما أن قوة الانحناء لديها تفوقها بنحو 14 مرة. وهذا التفوق التقني جعل الباحثين يصفونها بأنها تجمع بين مرونة الحواجز التقليدية وصلابة تلك المصنوعة من الأسمنت والمعادن. وبذلك يتضح أن التطوير الجديد ليس مجرد بديل، بل خطوة نحو نقلة نوعية في تقنيات مكافحة التصحر.
حل اقتصادي وبيئي مستدام
التعامل مع شفرات التوربينات المستهلكة عادةً ما يواجه مصاعب مالية وتقنية، إذ يصعب تفكيكها أو إعادة تدويرها دون تكاليف مرتفعة ومخاطر تلوث. لذلك يرى العلماء أن دمجها في مشاريع تثبيت الرمال يوفر حلاً دائماً يجمع بين الاستدامة الاقتصادية والجدوى البيئية. وهذا يربط بين إدارة النفايات الصناعية وتفعيل الابتكار في مجال حماية النظم البيئية.
نتائج واعدة للمستقبل
اختبارات مقاومة الأشعة فوق البنفسجية والثبات الحراري والقدرة على التحمل أكدت أن هذه الحواجز الجديدة تتمتع بعمر افتراضي أطول بكثير من بدائلها. بل إن أفضل أداء سُجّل عند مستوى مسامية يبلغ 20%، حيث وُجد أنه يُقلل من حركة الرمال بدرجات ملحوظة. هذه النتائج جعلت الباحثين يتوقعون تطبيقاً واسع النطاق للفكرة في صحراء جوبي والمناطق المتأثرة بالتصحر، لاسيما حيث تهدد العواصف حياة السكان والبنية التحتية. وهكذا يظهر أن ما كان يُعتبر عبئاً صناعياً يمكن أن يتحول إلى عنصر رئيسي في استراتيجية التنمية المستدامة.
خاتمة
ما بين إدارة النفايات وتحقيق الأمن البيئي، تقدم الصين نموذجاً يمكن أن يلهم بقية العالم: تحويل بقايا التوربينات إلى خط دفاع متين ضد زحف الرمال. إنها خطوة تذكّرنا بأن ما يُصنّف عادةً كقمامة قد يصبح مورداً ثميناً عند النظر إليه بمنظور الابتكار.