الصين تكشف عن طائرة تجسس بحجم بعوضة لمهام عسكرية سرية

3 د
كشفت الصين عن طائرة تجسس صغيرة بحجم بعوضة لأغراض عسكرية سرية.
تتميز الطائرة بكاميرات متقدمة ومايكروفونات للحساسية الفائقة في التقاط الصور والأصوات.
تم تطوير الطائرة بتعاون بين خبراء في مجالات متعددة لتعزيز قدرات الحرب الذكية.
تعتبر خطوة الصين جزءًا من استراتيجية لتطوير الطائرات المسيّرة ذاتية التوجيه.
تخيل أن يكون بإمكانك الإمساك بطائرة استطلاع متطورة بين أصابعك كأنها بعوضة! قد يبدو هذا الأمر وكأنه مشهد من أفلام الخيال العلمي، ولكنه بالفعل واقع حققته الصين مؤخراً ضمن أحدث ابتكاراتها التقنية في المجال العسكري.
فقد كشفت الجامعة الوطنية الصينية لتكنولوجيا الدفاع مؤخراً عن نموذج لطائرة مراقبة صغيرة جداً بحجم بعوضة، يصل طولها نحو 1.3 سنتيمتر فقط، وهي مجهزة لاستخدامات عسكرية بالغة الدقة والخصوصية. هذه الطائرة الدقيقة ظهرت للمرة الأولى خلال تقرير بثته القناة العسكرية الرسمية الصينية CCTV 7 هذا الشهر، وتتميز بهيكل خارجي وأجنحة رقيقة تشبه أوراق الشجر وأرجل دقيقة جداً شبيهة بأرجل حشرة حقيقية، مما يسهل عملية تمويهها كأنها جزء من الطبيعة.
وتتمتع هذه الطائرة المتناهية الصغر بإمكانيات تكنولوجية متطورة، مثل كاميرات دقيقة متناهية الحساسية قادرة على التقاط الصور، بالإضافة إلى مايكروفونات متطورة للغاية تستطيع تسجيل الصوت والتقاط إشارات إلكترونية بدقة متناهية. كما يمكن التحكم بالطائرة عن بعد وبسهولة جداً عبر هاتف ذكي، ما يجعلها أداة عملية بامتياز للمهام الاستطلاعية السرية وجمع المعلومات الحساسة التي تعجز عنها الطائرات الكبيرة.
ولا يعد الوصول إلى هذه المرحلة من التصغير والقدرة على المحاكاة البيولوجية أمراً بسيطاً على الإطلاق، بل جاء نتيجة تعاون وثيق بين خبراء في عدة مجالات مثل هندسة الأجهزة المصغرة وعلوم المواد وعلم المحاكاة البيولوجية (بيونيكس)، لتعزيز قدرات الجيش الصيني في ما يعرف بـ"الحرب الذكية" المعتمدة على الأنظمة غير المأهولة – أي الأنظمة التي تعمل دون وجود كادر بشري على متنها.
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية عسكرية صينية أوسع تهدف إلى تطوير تقنيات متقدمة في مجال الروبوتات الصغيرة والطائرات المسيّرة الذاتية التوجيه. كانت الصين قد قدمت في وقت سابق أيضاً طائرات "مايكرو درون" صغيرة أخرى، تقل أوزانها عن الكيلوغرام الواحد، إلا أنها قادرة على حمل ضعف وزنها وحتى تزويدها بقنابل يدوية، وهو ما يفتح الأبواب أمام استخدامات أوسع في العمليات العسكرية المستقبلية.
ومن الجدير بالذكر أن الصين ليست وحدها في هذا المجال، إذ تشهد الساحة العالمية تنافساً كبيراً بين القوى العسكرية الكبرى كالنرويج والولايات المتحدة الأمريكية في مجال تطوير الطائرات المسيّرة شديدة الصغر. فعلى سبيل المثال، طوّرت النرويج سلسلة طائرات "بلاك هورنيت" (Black Hornet) التي لا يزيد حجم الواحدة منها عن كف اليد، بينما تعزز الولايات المتحدة قدراتها العسكرية بتطوير برامج مشابهة لهذه الطائرات الصغيرة.
وبالرغم من الفرص الكبيرة التي تتيحها هذه التكنولوجيا الجديدة، تبرز العديد من التحديات التي يجب تذليلها قبل اعتمادها بشكل واسع. فحجم هذه الطائرة شديد الصغر يعطيها ميزة تخطي أنظمة الرادار التقليدية بسهولة والتسلل إلى أبنية محصنة أو مناطق ذات أمن عالٍ، مثل المنشآت الحكومية أو العسكرية، ولكن ذلك قد يأتي على حساب محدودية مدة التشغيل والحمولة التي تستطيع حملها بسبب صغر الحجم وضعف سعة البطارية.
ومع هذا، يعتقد الباحثون والخبراء المتخصصون أن هذه الطائرات لديها إمكانيات مستقبلية مميزة قد لا تقتصر فقط على الأغراض العسكرية، بل يمكن توظيفها أيضاً في مجالات مراقبة الأشخاص أو تسجيل المحادثات في إطار العمليات الأمنية والاستخباراتية، وهو أمر قد يثير نقاشات حول قوانين استخدامها وحدود تطبيقاتها في المستقبل.
في نهاية المطاف، من الواضح أن هذه التقنية الصغيرة تحمل في طياتها اتساعاً وتنوعاً في استخداماتها المستقبلية. وبينما ترسم الصين صورة مثيرة للإعجاب لمستقبل الحرب الذكية والتكنولوجيا المتطورة، يظل من الضروري العمل على تحسين جوانب مثل عمر التشغيل والقدرات التحميلية لهذه الطائرات، إلى جانب وضع ضوابط واضحة لاستخداماتها بهدف الحفاظ على خصوصية الأفراد وتجنب سوء الاستغلال. وبإمكان إضافة جمل بسيطة تربط بين النقاط بشكل أفضل أو استبدال بعض العبارات بأخرى أقوى أن تجعل النص أكثر سلاسة وجاذبية للقارئ.