بعد وعود القيادة الذاتية الكاملة… تسلا تفكر في إعادة عجلة القيادة إلى Cybercab
تستعد تسلا لإضافة مقود ودواسات لـ"سايبركاب" لامتثال القوانين التنظيمية.
تُظهر قيود التنظيم تحديات أمام رؤية تسلا للقيادة الذاتية الكاملة.
القيود القانونية الحالية في أمريكا تحد من إنتاج السيارات دون مقود أو دواسات.
تعكس توسعات التوظيف في تسلا استعدادها للتكيف مع الواقع.
واجهت تسلا عقبات مقارنةً بشركات أخرى تتقدم في تراخيص تشغيل سيارات بلا سائق.
في خطوة لافتة بدت كتراجعٍ عن الرؤية المستقبلية التي رسمها إيلون ماسك، أعلنت روبين دنهولم، رئيسة مجلس إدارة شركة تسلا، أن الشركة مستعدة لإضافة عجلة قيادة ودواسات إلى سيارة الأجرة الذاتية "سايبركاب" إذا اقتضت الحاجة التنظيمية. التصريح جاء في مقابلة مع وكالة بلومبرغ، ليشكل مفاجأة لعشاق التسلا الذين اعتادوا وعود القيادة الذاتية الكاملة دون أي تدخل بشري.
وهذا ما يفتح الباب أمام نقاش واسع حول العلاقة بين التنظيم الحكومي والطموح التكنولوجي.
تعكس تصريحات دنهولم اعترافاً ضمنياً بأن القيود التنظيمية لا تزال تقف حاجزاً أمام تسلا لتحقيق رؤيتها الكاملة. فالقوانين الأمريكية الحالية لا تسمح بإنتاج أكثر من ٢٥٠٠ مركبة سنوياً من دون مقود أو دواسات، وفقاً لإدارة السلامة الوطنية على الطرق. هذا الرقم المحدود يجبر تسلا على التفكير بواقعية أكبر إن أرادت جعل "سايبركاب" منتجاً جماهيرياً لا مجرد نموذج تجريبي محدود.
بين الطموح والقيود
وهذا يربط بدوره بين خطة إنتاج الشركة في "جيجافاكتوري تكساس" وبين واقعها الفعلي. لم تتقدّم تسلا بعد بطلب الإعفاء الرسمي من تلك القواعد، رغم إعلانها أن بدء التصنيع سيبدأ في الربع الثاني من عام ٢٠٢٦. في الوقت نفسه، تتوسع الشركة في التوظيف لفريق "سايبركاب"، بدءاً من الفنيين إلى مهندسي التجميع، ما يعكس استعدادها العملي لمرحلة جديدة من الإنتاج.
ومن هنا تتضح ملامح التوازن الصعب الذي تحاول تسلا الحفاظ عليه بين الابتكار والمسؤولية التنظيمية.
حين كشف ماسك عن "سايبركاب" في أكتوبر ٢٠٢٤، شدد على أنها ستكون "روبوتاكسي نقي" بلا مرايا أو عجلة قيادة. لكنه اليوم يبدو أكثر استعداداً للتكيف مع المشهد الواقعي الذي يحكمه بطء التقدم في القيادة الذاتية الكاملة. فحتى الآن، لا تزال برمجية "القيادة الذاتية الكاملة" التابعة للشركة تصنَّف كـ"مشروطة بالمراقبة"، أي تحتاج تدخل السائق عند الضرورة.
البيانات تكشف الفجوة بين المثال والواقع
وتغذي الأرقام هذا الإدراك الجديد داخل الشركة. فبيانات الأمان الأخيرة تُظهر أن سيارات تسلا المزوَّدة بتقنية "القيادة الآلية" تسجل حادثاً واحداً لكل ٦.٣٦ ملايين ميل، مقارنة بمتوسط وطني يبلغ حادثاً كل ٧٠٢ ألف ميل. ورغم أن المعدل يبدو مطمئناً، فإن الخبراء يؤكدون أن الوصول إلى قيادة من دون إشراف بشري لا يزال بعيداً، خاصة في ظل التحقيقات الفدرالية الجارية بشأن أنظمة القيادة الذاتية.
وهذا الأداء النسبي يسوقنا إلى مقارنة حتمية مع المنافسين.
شركات مثل "وايمو" سبقت تسلا في الحصول على تراخيص تشغيل سيارات تجارية بلا سائق في عدة مدن أمريكية، بعد سنوات من الاختبارات وجمع البيانات. في المقابل، ما زالت تسلا تواجه عقبات تنظيمية في ولايات مفصلية مثل كاليفورنيا وتكساس، على الرغم من التطور المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة التخطيط الحركي لديها.
في الختام، يبدو أن تسلا أمام مفترق طرق حقيقي: إما أن تُبطئ خطواتها لتتكيف مع الإطار القانوني الحالي، أو تواصل الدفع باتجاه طموح القيادة الذاتية الكاملة بفعل الجرأة التقنية التي ميّزت تاريخها. وبين المقود والدواسة من جهة، وخوارزميات التحكم الذكي من جهة أخرى، تبقى "سايبركاب" مرآةً لصراعٍ متجدد بين المستقبل والتنظيم.









