تحولات صادمة: هل تشهد شراكة OpenAI وMicrosoft نهاية غير متوقعة؟

2 د
تواجه شركتا Microsoft وOpenAI توترات قد تؤدي إلى خلافات قانونية.
بدأت OpenAI تفكر في تحويل نفسها إلى شركة نفع عام، ما يحتاج موافقة Microsoft.
الخلافات تتمحور حول الحصص والمشاركة في الأرباح المستقبلية بين الشركتين.
تسعى OpenAI لاستخدام خدمات سحابية بديلة لتحسين استقلاليتها عن Microsoft.
تحتاج الشركتان إلى حلول وسط للحفاظ على الشراكة دون تصادم.
في عالم التقنية والأعمال ليس هناك صداقات أبدية، فأصدقاء اليوم قد يصبحون منافسي الغد. وهذا بالضبط ما تشير إليه الأحداث الأخيرة بين عملاق التكنولوجيا "مايكروسوفت" ومنصة الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي" OpenAI، الشركة المطورة لتطبيق المحادثة الشهير ChatGPT.
فبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" يبدو أن العلاقة الدافئة بين الشركتين قد بدأت تتوتر في الآونة الأخيرة، ما قد يدفع OpenAI إلى تقديم شكوى ضد شريكتها القديمة Microsoft بتهمة ممارسة سلوك غير تنافسي. وأوضحت الصحيفة أن مثل هذا التحرك قد يشمل طلب مراجعة فيدرالية رسمية لطبيعة التعاون والعقود بين الطرفين، بل وربما إطلاق حملة إعلامية لزيادة الضغط والوصول لحل يرضي الشريكين.
ويدور الحديث حالياً حول تحول OpenAI إلى نموذج شركة نفع عام أو "Public-benefit corporation"، وهو نموذج إداري يجمع بين الربحية وخلق منافع اجتماعية. لكن هذه الخطوة تحتاج موافقة Microsoft باعتبارها شريكاً أساسياً ومستثمراً رئيسياً، وهنا تكمن العقدة الأساسية بين الطرفين. فقد كشفت التقارير الإعلامية أن أشهر من التفاوض قد مرت دون الوصول لأي اتفاق يرضي الجانبين.
تحديداً، تثير نقطتان أساسيتان الخلاف بين الشركتين حالياً؛ الأولى تتعلق بالحصص والمشاركة في الأرباح المستقبلية. إذ أشارت مصادر تقنية، وتحديداً تقرير من منصة The Information، إلى أن OpenAI اقترحت منح Microsoft حصة تصل إلى 33% في الوحدة التي يُعاد تشكيلها، بشرط أن تتنازل Microsoft عن حقوقها في العوائد المستقبلية التي قد يجنيها تطبيق ChatGPT والنماذج الأخرى. أما النقطة الثانية، فهي تتعلق برغبة OpenAI في تعديل بعض البنود الحصرية التي تعطي لمايكروسوفت وحدها حق استضافة وتشغيل نماذج OpenAI على خدمتها السحابية Azure.
ومن الجدير بالذكر أن العلاقة الوثيقة بين Microsoft وOpenAI ليست وليدة اللحظة؛ فقد استثمرت مايكروسوفت مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي عام 2019، وكانت تأمل بأن يعزز هذا التعاون مكانتها الريادية في مجال الذكاء الاصطناعي. لكن OpenAI بدأت في الآونة الأخيرة بالبحث عن طرق جديدة لتنويع مصادر دعمها التكنولوجي وتقليل اعتمادها على مايكروسوفت؛ فوفقاً لما نقلته وكالة رويترز، تعتزم الشركة بقيادة سام ألتمان استخدام خدمة الحوسبة السحابية من شركة Alphabet (الشركة الأم لجوجل)، سعياً لتقوية قدراتها الحاسوبية وتحقيق المزيد من الاستقلال.
يبدو أننا أمام سيناريو متكرر في عالم الأعمال: شراكات قوية تجمع بين رواد السوق، ثم تبدأ الخلافات حول المصالح والعوائد المالية في الظهور، ما يجعل استمرار العلاقات الاستراتيجية على المدى الطويل أمراً صعباً. وإذا أرادت الشركتان الحفاظ على شراكة ناجحة، ينبغي لهما إيجاد حلول وسط تخدم مصالحهما المشتركة دون الوصول لمرحلة الصدام العلني. وربما يكون الحل الأمثل هو اتفاق واضح يتضمن تنازلات متبادلة ومحددة بوضوح لمنع أي سوء فهم مستقبلي أو مزيد من التوتر، ما يسمح لكل منهما بتحقيق استفادة تراعي مصالح الطرفين.