تحول جديد في عالم الذكاء الاصطناعي: ChatGPT يقترب من أن يصبح منصة اجتماعية متكاملة بميزة الرسائل الخاصة

أشارت أحدث التقارير إلى أن شركة OpenAI تعمل على اختبار ميزة "الرسائل المباشرة" داخل تطبيق ChatGPT، تمهيدًا لتحويله إلى منصة اجتماعية متكاملة تتيح للمستخدمين التواصل، التعاون، وتبادل الأفكار في وقت واحد، وليس فقط التفاعل مع الذكاء الاصطناعي بشكل فردي. وقد تم رصد هذه الخاصية الجديدة في النسخة التجريبية من تطبيق ChatGPT على نظام أندرويد، تحت الاسم الرمزي "Calpico" و"Calpico Rooms".

خلال العام الماضي، أظهرت OpenAI توجهًا واضحًا نحو جعل ChatGPT منصة شاملة للذكاء الاصطناعي. فبعد إطلاق نموذج الفيديو Sora 2، طرحت الشركة متجر التطبيقات المدمج داخل ChatGPT من خلال حزمة تطوير البرمجيات (Apps SDK)، ما سمح للمطورين ببناء تطبيقات مصغّرة تعمل داخل واجهته مباشرة. الميزة الجديدة للرسائل المباشرة تبدو خطوة تالية منطقية في سلسلة هذا التحول.

وفقًا لتقرير نشره موقع Live Mint، ستتيح هذه الخاصية للمستخدمين التعاون في الوقت الفعلي: تبادل الأفكار، إنشاء الصور، أو حتى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل جماعي في محادثة واحدة. لكن الشركة أكدت -بحسب التسريبات- أن ذاكرة ChatGPT الشخصية تظل محمية، ولن يستطيع أي مستخدم الاطلاع على بيانات مستخدم آخر داخل المحادثة.

تجربة OpenAI السابقة في إطلاق ميزة مشاركة المحادثات علّمتها الكثير عن حساسية بيانات المستخدمين. فقد أُثير جدل واسع عندما ظهرت بعض محادثات المستخدمين على نتائج البحث في جوجل دون قصد، ما اضطر الشركة إلى التعاون مع محركات البحث لإزالتها وإعادة النظر في تصميم ميزة المشاركة. هذه الخلفية تجعل أي مشروع جديد للرسائل بحاجة إلى توافق دقيق بين الانفتاح الاجتماعي والحماية الصارمة للخصوصية.

هذا التطور لا يأتي بمعزل عن اتجاه أوسع يشهده سوق الذكاء الاصطناعي. شركات مثل Meta وAnthropic وGoogle تجرّب بدورها دمج أدوات المحادثة مع مساحات العمل الجماعي. وفي حال أطلقت OpenAI ميزة الرسائل قريبًا، فإن ChatGPT قد ينتقل من كونه أداة إنتاج فردي إلى بيئة تواصل جماعي منظّمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي كمحرّك فكري مشترك، أشبه بـ"شبكة معرفية" أكثر منها تطبيق دردشة.

كما يثير هذا المسار تساؤلات حول طبيعة المنافسة المقبلة: هل سيواجه ChatGPT منصات اجتماعية تقليدية مثل واتساب أو تيليجرام؟ أم سيتحول إلى فئة جديدة بالكامل من تطبيقات "الذكاء التفاعلي"؟ الإجابة قد تتحدد مع التفاصيل القادمة حول التشفير، آلية الانضمام، ودمج الذكاء الاصطناعي في التفاعل الاجتماعي نفسه.

ربما تبدو ميزة "الرسائل" خطوة صغيرة على ورقة التحديثات، لكنها تمثل منعطفًا في فهم دور الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية: من محاور يجيب على الأسئلة، إلى وسيط يربط بين البشر والأفكار بذكاء. وإذا نجحت OpenAI في تصميم التجربة بحسّ إنساني وتوازن تقني، فقد نكون أمام أول منصة اجتماعية يقودها الذكاء الاصطناعي لا البشر.