ترامب لـ تيم كوك: ادفع ثمن عدم مرافقتي للشرق الأوسط

3 د
هدد ترامب بفرض ضرائب جديدة على آيفون مصنع خارج الولايات المتحدة.
يأتي هذا القرار كرد فعل على غياب تيم كوك من زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط.
أثار غياب كوك استياء ترامب، خاصة مع تسارع تصنيع آبل بمنتجاتها في الهند.
تُظهر التهديدات توتر العلاقات بين ترامب وآبل وتصعب موقف كوك أمام الإدارة المحتملة.
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول تطبيق تعرفة جمركية جديدة على أجهزة الآيفون التي لا تُصنّع داخل الولايات المتحدة ضجة كبيرة، ويبدو أن وراء هذا الموقف سبباً شخصياً مرتبطاً بشخصية بارزة، وهي تيم كوك، المدير التنفيذي لشركة آبل.
بدأت القصة عندما أعلن ترامب يوم الجمعة الماضي أنه يعتزم فرض ضريبة تصل إلى 25% على كل أجهزة الآيفون التي يتم تصنيعها خارج الولايات المتحدة، خاصة في الهند ودول أخرى، وهو أمر فاجأ كلاً من شركة آبل وحتى الإدارة الأمريكية نفسها. لكن التفاصيل الجديدة التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت عن سبب خفي وراء هذا القرار، يتعلق بموقف ترامب من عدم حضور تيم كوك رحلته الأخيرة إلى منطقة الشرق الأوسط.
الرحلة التي ضمت عدداً من نجوم عالم التقنية مثل جينسن هوانج الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، وسام ألتمان المدير التنفيذي لأوبن إيه آي، شهدت غياباً لافتاً لواحد من قادة شركات التقنية الكبار وهو تيم كوك. ويبدو، وفقاً لتقارير الصحيفة، أن ترامب لم ينس هذا الغياب، حتى إنه أثناء إحدى خطاباته في العاصمة السعودية الرياض وجّه كلامه بشكل غير مباشر بتلميح واضح ومقصود قائلاً:
"تيم كوك ليس هنا، لكنكم أنتم هنا"
هذا الغياب أثار استياء ترامب بشكل واضح، خصوصاً بعد تزايد تصنيع آبل منتجاتها في الهند، الأمر الذي أثار غضب الرئيس السابق وجعله ينتقد الشركة بشدة، مشيراً إلى "مشكلات صغيرة مع تيم كوك"، ليأتي بعدها بيوم واحد إعلان التهديد بفرض التعريفة الجمركية الجديدة على الآيفون، في إشارة واضحة إلى رغبته في رد الاعتبار بسبب الموضوع الشخصي المرتبط بزيارة الشرق الأوسط.
التصعيد الأخير من جانب ترامب يمكن تفسيره أيضاً في سياق العلاقات التاريخية المعقدة بين شركة آبل وإدارة ترامب خلال فترة رئاسته السابقة. فقد حرص كوك في الماضي على الحفاظ على علاقة إيجابية مع ترامب، عبر حضوره اللقاءات والفعاليات التي تجمعهما، بل وتبرعه أيضاً بمبلغ مليون دولار في حفل تنصيب الرئيس. غير أن هذا التوازن الدقيق الذي كان يحرص عليه كوك بات اليوم محل اختبار حقيقي أمام الرأي العام وإدارة ترامب الجديدة المحتملة.
وبين التهديدات الرسمية والجوانب الشخصية التي تتصدر مشهد العلاقة بين البيت الأبيض وآبل، ينظر محللون إلى هذا التوتر باعتباره دليلاً على أهمية الحفاظ على التوازن بين مصالح الشركات الكبرى ومراكز صُنع القرار السياسي. ويشيرون إلى أن هذا الأمر يجب أن يكون درساً للشركات العملاقة في عدم الاعتماد بشكل تام على علاقات شخصية هشة أو التحركات القائمة على الانطباعات الشخصية.
وقد يتساءل البعض الآن: هل ستتأثر شركة آبل فعلياً بهذه التصريحات؟ في الواقع، الإجراءات مثل تلك التي أعلنها ترامب، في حال تنفيذها، يمكن أن تشكل ضربة قاسية للشركة. فهي لا تستطيع، بطبيعتها العالمية، التحوّل السريع لنقل كامل الإنتاج إلى الولايات المتحدة. كما أن تطبيق تعرفة جمركية بنسبة 25% على الآيفون سيجعل منتجها الرئيسي أصعب تسويقاً وأكثر تكلفة للمستهلكين الأمريكيين.
وفي نهاية المطاف، يبقى من الضروري بالنسبة لشركة آبل أن تستعد جيداً لمثل هذه السيناريوهات، تحديداً من خلال البحث عن حلول تضمن استقرار سلاسل الإنتاج وإعادة دراسة استراتيجية العلاقات العامة والسياسية، خصوصاً في مرحلة انتخابية حساسة كالتي تمر بها الولايات المتحدة حالياً. فمن الواضح أن القرارات السياسية القائمة على المشاعر الشخصية يمكن أن تصبح عاملاً مؤثراً جداً، ولا سيما على الشركات الناجحة مثل آبل.