ترامب يُلمّح بالتراجع… ووسم صيني يُحوّله إلى نكتة عالمية بـ110 ملايين مشاهدة

3 د
لمّح ترامب إلى احتمال تخفيض التعريفات الجمركية على الصين دون إلغائها.
سجلت الأسواق العالمية انتعاشًا بعد تصريحات ترامب عن تغيير محتمل للموقف التجاري.
لا تزال الصين ترد بعقوبات متبادلة، وتطالب بتفاوض يقوم على الاحترام المتبادل.
ترامب يرغب في استئناف المفاوضات التجارية، ويتوقع توافقًا مستقبليًا مع بكين.
في خطوة قد تُمثل تحوّلًا واضحًا في مواقفه السابقة، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية إجراء تغيير كبير في سياسته المتعلقة بالتعريفات الجمركية على الصين. وخلال حديثه يوم الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض، أكد ترامب أن التعريفات الجمركية العالية على البضائع الصينية "ستنخفض بشكل كبير"، لكنها في الوقت نفسه "لن تصل إلى الصفر".
تلميحات جديدة واحتمالات تهدئة للأزمة التجارية
تصريحات ترامب الجديدة تمثل تغيرًا كبيرًا في نبرة خطابه، خاصةً أنه اعتمد أسلوبًا متشددًا على مدار الأسابيع الماضية ضد بكين، ما أدى إلى تصاعد غير مسبوق في التعريفات، وصلت نسبتها إلى رقم مذهل هو 145 بالمئة على بعض السلع الصينية التي تدخل الأسواق الأمريكية.
التحركات الأخيرة من ترامب جاءت ردًا على حديث وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي صرّح خلال مؤتمر استثماري عُقد برعاية مجموعة "جي بي مورجان تشيس"، أن ارتفاع التعريفات الجمركية بين البلدين قد أدى فعليًا إلى حالة أقرب إلى المقاطعة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وأشار إلى أن هذا الوضع "غير قابل للاستمرار"، عبر توقعه أن التوتر الحالي سيتراجع في المستقبل القريب.
وأشار الوزير الأمريكي إلى أن الهدف النهائي من المواجهة الحالية ليس الانفصال الاقتصادي الكامل بين الصين وأمريكا، وإنما إعادة توازن العلاقة التجارية بين البلدين.
انفراجة في الأسواق العالمية بعد تصريحات ترامب
وسرعان ما انعكست هذه التصريحات على أسواق المال والشركات الكبرى، حيث قفزت مؤشرات الأسهم الأمريكية الثلاثة الرئيسية يوم الثلاثاء إلى أعلى مستوياتها في ذلك اليوم بعد أنباء التغيير المحتمل في موقف الرئيس. ولاحقًا يوم الأربعاء، لاحظ المستثمرون في آسيا انتعاشًا واضحًا في الأسواق، إذ ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 2.5 بالمئة، كما سجل مؤشر نيكاي الياباني ارتفاعًا يقارب 2 بالمئة، وكوسبي الكوري الجنوبي 1.5 بالمئة.
ردود فعل ساخرة وموجة انتقادات من الصين
لكن المشهد في الصين اتخذ طابعًا ساخرًا، حيث تصدّر وسم "ترامب يتراجع" منصات التواصل الاجتماعي الصينية مثل "ويبو"، محدثًا ضجّةً كبيرة، وتم تسجيل أكثر من 110 ملايين مشاهدة للوسم خلال وقت قصير.
من جهتها، ما زالت الصين تتمسك بموقفها المتحفظ، مع استمرار سياسة الرد على العقوبات الأمريكية بعقوبات مشابهة شملت رفعًا للتعريفات الجمركية على منتجات أمريكية مهمة إلى 125 بالمئة، إضافةً إلى إدراج شركات أمريكية جديدة في قوائم سوداء وتحديد صادرات المعادن الحساسة التي تستخدم في صناعات أساسية كأجهزة الآيفون وأنظمة الصواريخ.
الموقف الصيني: "مستعدون للتفاوض لكن بشروط عادلة"
أما من الجهة الصينية، فقد شدد مصدر مطلع على الموقف الرسمي للحكومة الصينية أن بلاده لا تمانع في العودة إلى المفاوضات التجارية، مؤكِّدًا أن المحادثات يجب أن تقوم على "الاحترام المتبادل" وعلى مبدأ التوازن والاستمرارية.
وذكر نفس المصدر أن بكين كانت قد اختارت مسؤولًا رفيعًا لقيادة الحوار مع واشنطن قبل تصاعد الأزمة الأخيرة، لكنها تساءلت عن جدية التعامل الأمريكي وتحديدًا بشأن من سيكون الطرف الأمريكي المستعد للتفاوض.
وبينما أثار عدد من أعضاء حكومة ترامب جدلًا بتصريحاتهم المعادية للصين، أكدت المصادر أن صمت ترامب إزاء هذه التصريحات يفسَّر في بكين على أنه موافقة ضمنية عليها، على الرغم من تصريحاته الإيجابية عن الرئيس شي جين بينغ.
وفي ظل هذا المشهد الدبلوماسي والتجاري المرتبك، يبقى الاقتصاد العالمي مترقبًا لتطورات الوضع بين واشنطن وبكين، مع أمل الأسواق العالمية في أن تتمكن الدولتان من إيجاد أرضية توافق مشتركة لدعم الاستقرار وتعافي الاقتصاد العالمي.