تصنيف أعمار جديد في تطبيقات أبل: خطوة لتعزيز أمان الأطفال على الأجهزة الذكية

4 د
أبل تعلن عن تصنيفات عمرية جديدة لتطبيقاتها لتعزيز أمان الأطفال على الأجهزة الذكية.
تشمل التصنيفات الجديدة فئات عمرية 13+، 16+، و18+، مع الاحتفاظ بتصنيفي 4+ و9+.
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من مبادرة أبل "لحماية الأطفال على الإنترنت".
يطلب من مطوري التطبيقات تقديم تفاصيل أكبر حول ميزات تطبيقاتهم ومستوى ملاءمتها للأعمار المختلفة.
يسعى التحديث إلى تعزيز ثقة العائلات وتحسين تجربة الاستخدام الرقمي تحت إشراف الوالدين.
في وقت يزداد فيه استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بين الأطفال والمراهقين، أعلنت شركة أبل عن إضافة تصنيفات عمرية جديدة لتطبيقاتها المختلفة، بهدف منح الأسر سيطرة أوضح على المحتوى الذي يصل إلى أبنائهم. قفزت أبل عبر هذه الخطوة لتعزيز حماية الصغار من التطبيقات والألعاب غير الملائمة، في ظل موجة واسعة من الجدل العالمي حول أمن الأطفال في الفضاء الرقمي.
ابتداءً من الإصدارات القادمة لأنظمتها (iOS 26، iPadOS 26، macOS Tahoe 26، tvOS 26، visionOS 26 وwatchOS 26)، ستجد الأمهات والآباء ثلاث فئات عمرية مستحدثة على جميع أجهزة أبل: 13+، 16+ و18+. وبالتزامن مع إدخال هذه التصنيفات، حذفت الشركة التصنيفات القديمة مثل 12+ و17+، مع الاحتفاظ بتصنيفي 4+ و9+ لتظل الخيارات متاحة للعائلات التي تفضل هذه الدقة في التنظيم.
يُمكن ملاحظة أن خطوة أبل الجديدة ليست عشوائية، بل تأتي كتعزيز لمبادرة "حماية الأطفال على الإنترنت" التي أطلقتها الشركة مؤخراً. فمن خلال هذه التنظيمات الأكثر دقة، تسعى أبل لإرساء دعائم بيئة آمنة للأطفال والمراهقين وتحسين تجربة الاستخدام الرقمي تحت إشراف الوالدين. وهذا الربط بين التصنيف العمري الصارم ومبادرات السلامة الرقمية يُظهر التزام أبل بحماية خصوصية وأمن الجيل الصاعد في مواجهة المحتوى المثير للجدل والتطبيقات المشبوهة.
إشادة من خبراء السلامة الرقمية
وفي هذا السياق، لفتت فريدة شهيد، مؤسسة شركة "سيكوفا" المتخصصة في سلامة الأطفال على الإنترنت وأحد أبرز وجوه قائمة "فوربس 30 تحت 30"، إلى أن التغيير يُعد "خطوة رائعة في الاتجاه الصحيح". إذ ترى شهيد أن التصنيفات السابقة كانت غامضة وتفتقر للمرونة المطلوبة، ما جعل كثيراً من الأسر تشعر بعدم الثقة في تقييماتها. وتضيف: "مع التحديث الجديد، أعتقد أن ثقة العائلات في التصنيفات ستزداد وستتاح لهم فرصة أفضل لحماية أبنائهم". ويستدل هذا الحديث بكثرة التساؤلات حول خصوصية البيانات وسياسات الرقابة، وهو ما يريد الجميع الأطمئنان إليه.
استكمالاً لنقاش سلامة الأطفال على الوسائط التقنية، تبرز نصيحة شهيد للآباء والأمهات بضرورة بناء قنوات تواصل مفتوحة وصادقة مع الأبناء حول ما يواجهونه في التطبيقات والألعاب الرقمية. فحسب تعبيرها، "أفضل وسيلة لحماية أطفالكم هي علاقتكم الوثيقة والصريحة معهم، بحيث يمكنكم مناقشة كل ما يرونه ويختبرونه—الجيد والسيء".
مسؤولية المطوّرين وشمول التصنيف للمحتوى الذكي
وما يجدر التوقف عنده في تحديثات أبل، أن العبء بات ليس على المستخدم فقط، بل امتد للمطورين أيضاً. إذ صار لزاماً على مطوّري التطبيقات الإجابة عن المزيد من الأسئلة التفصيلية حول خصائص تطبيقاتهم—بما في ذلك أدوات التحكم، المواضيع العنيفة، المعلومات الطبية، والميزات المتعلقة بالصحة النفسية والذكاء الاصطناعي. وتبرز أهمية هذا التغيير عند النظر إلى اتساع ظاهرة "الشات بوت" والذكاء الاصطناعي ضمن التطبيقات المعاصرة.
وهنا، نرى كيف تزداد الأمور تعقيداً بسبب التقنيات الرقمية الحديثة. فبحسب روبى تورني، مدير برامج الذكاء الاصطناعي في منظمة Common Sense Media، فإن الانتشار الكبير للدردشة الآلية يصعّب تحديد مدى ملاءمة التطبيقات لمراحل عمرية بعينها، لأن هذه البرمجيات كثيراً ما تستعين بمحتوى بالغ جُمع من الإنترنت، وقد ينتج عنها نصوص أو نصائح ضارّة حتى إن كانت مصمّمة لتناسب أعمار المراهقين. إذن، التكامل بين تصنيف الأعمار، اللجوء للذكاء الاصطناعي، وتدقيق الخصائص الداخلية للتطبيقات، يشكل معاً شبكة أمان أشمل للأطفال.
وبينما تُطالب أبل المطورين بمراعاة تأثير جميع الميزات بما فيها المساعدات الذكية والدردشة التفاعلية على كثافة المحتوى الحساس في تطبيقاتهم، تترك لهم حرية وضع حدّ عمر أعلى إذا قدّرت الشركة أن تقييمها الأصلي قد لا يكون كافياً. وهكذا، تشدد الشركة على المسؤولية الجماعية—ليس فقط على عاتقها، بل أيضاً على مطوري التطبيقات أنفسهم.
ومع اتساع دائرة النقاش حول أمن البيانات، الرقابة الأبوية، وتصنيف المحتوى الرقمي، يبقى الأمل أن تُلهم تجربة أبل شركات التقنية الأخرى لتبنّي تصنيفات أكثر شفافية ودقة. يجدر النظر، من أجل مزيد من التماسك في النص، إلى إمكان استبدال عبارة "التقنيات الرقمية الحديثة" بكلمة "الابتكارات الرقمية" لزيادة قوة التعبير، أو إضافة جملة تربط بين أهمية تصنيف الأعمار وحاجة مجتمع اليوم لتقوية الوعي الرقمي عند الأسر والأبناء.
خلاصة القول، شهد عالم التطبيقات تغييرات جوهرية مؤخراً، ولا شك أن تصنيفات أبل الجديدة ستكون علامة فارقة في منظومة أمان الأطفال الرقمي. ومع بقاء باب التحسين دائماً مفتوحاً، يبقى التعاون بين المطورين، الأسر، والمنصات التقنية هو الضمانة الأكبر لمستقبل رقمي آمن لأجيالنا.