ذكاء اصطناعي

تيسلا تدرس إنتاج شاحنة كهربائية أصغر بعد تراجع مبيعات سايبرتراك

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تدرس تيسلا تصنيع شاحنة كهربائية أصغر بعد تراجع مبيعات سايبرتراك.

المبيعات الفعلية جاءت أقل بكثير من توقعات الشركة وحاجتها للتكيف مع السوق.

تناقش تيسلا بالفعل فكرة إنتاج شاحنة أصغر حجماً وأكثر تقليدية.

تهدف تيسلا للاستفادة من تقنيات البطاريات المتقدمة في تطوير نماذجها الجديدة.

تأتي هذه التغييرات لمواجهة المنافسة وتلبية احتياجات السوق المتغيرة.

لطالما أثارت شاحنة تيسلا سايبرتراك ضجة كبيرة منذ الإعلان عنها في 2019، فقد وعدت الشركة بإحداث ثورة حقيقية في عالم المركبات الكهربائية. لكن الرياح لا تجري دائماً كما تشتهي السفن، فالمبيعات الفعلية للسايبرتراك جاءت أقل بكثير من توقعات إيلون ماسك وفريقه، وهو ما دفع الشركة اليوم لإعادة التفكير في خططها ومحاولة تلمّس طريق جديد داخل سوق الشاحنات البيك أب.

حسب التقارير، كان التوجّه الأوليّ داخل تيسلا هو إنتاج نحو 250 ألف وحدة سنوياً من سايبرتراك، مع خطط طموحة للوصول إلى نصف مليون وحدة سنوياً لاحقاً. هذا الطموح الكبير استند إلى حماس واسع النطاق وخطة لاجتياح سوق المركبات الكهربائية بقوة، خاصة في قطاع الشاحنات الذي يزداد تنافسية باستمرار. غير أن الواقع كان مختلفاً؛ فإن الإنتاج الحالي لا يتجاوز 20 ألف وحدة سنوياً، أي أن الشاحنة تُباع بما لا يزيد على 10% فقط من قدرتها التصنيعية المقررة.

هذا التفاوت بين التوقعات والنتائج وضع الشركة في موقف يتطلب مراجعة كبيرة للمسار. ومن هنا تبرز فكرة التحول نحو تصميم وإنتاج شاحنة كهربائية أصغر حجماً أو أكثر تقليدية في شكلها، خاصة وأن بعض المنافسين مثل فورد وشيفروليه وجدوا نجاحاً ملموساً مع نماذجهم الكهربائية مثل F-150 Lightning وسيلفرادو EV. يرتبط هذا التحول بالتغير الواضح في مزاج المشترين الذين يبدون ميلاً متزايداً للشاحنات العملية والصغيرة نسبياً، مثل شيفروليه كولورادو وفورد رينجر، والتي نجحت أيضاً في طرح نسخ رياضية مغرية كالرابتر.

وفي ضوء تلك الحقائق، صرّح لارس مورافي، نائب رئيس الهندسة في تيسلا، بأن فريق التصميم في الاستوديو يتباحث فعلياً حول مفهوم الشاحنة الصغيرة. وأشار مورافي إلى أن النقاشات دارت منذ البداية حول جدوى تطوير شاحنة بحجم أصغر تلبي احتياجات الشرائح التي لم تجد ضالتها في سايبرتراك الضخمة ذات التصميم المستقبلي الجريء. ويمكن القول إن هذه التحركات تعكس وعياً عميقاً من تيسلا بضرورة التنويع وتكييف المنتجات حسب رغبات الزبائن وسلوك السوق الحديث، خصوصاً وأن التصميم المثير للجدل للسايبرتراك قد يكون أحد الأسباب الرئيسية في عزوف بعض المشترين لصالح نماذج أكثر بساطة أو أقل إثارة للجدل.

الانتقال إلى خطة جديدة للشاحنات لا يعني التخلي عن الخبرات التي اكتسبتها تيسلا أثناء تطوير سايبرتراك. فعلى العكس، كل تقنيات البطاريات المتقدمة، وتحسين الأداء، وخبرات التصنيع الذكية ستلعب دوراً محورياً في تطوير أي نموذج مقبل. وهذا ما يجعل الشركة قادرة على استثمار دروس الماضي وتجنب تكرار الإخفاقات. إضافة لذلك، يبقى المجال مفتوحاً لتقديم شاحنة كهربائية تجمع بين المدى الكبير للجذب ونوعية التصنيع وأداء القيادة، وهي ثلاثية يصعب مقاومتها في سوق شديد التنافس مثل سوق الشاحنات.

ذو صلة

من الواضح إذن أن مسار تيسلا يتغير باطراد، إذ لم يعد التعويل على تصميم سايبرتراك المستقبلي وحده كافياً للاحتفاظ بالصدارة في قطاع الشاحنات الكهربائية. فالحاجة المُلحّة لمواجهة التحديات الإنتاجية وتحقيق تطلعات الجمهور والرد على المنافسة القوية تدفع الشركة لإعادة النظر في كل الخيارات. الحفاظ على مرونة التصنيع وتقديم موديلات متنوعة هو الطريق الأمثل لبناء ولاء الزبائن على المدى الطويل، خصوصاً أن أسواق السيارات الكهربائية تتغير بسرعة وتتطلب فهماً عميقاً لكل تطور جديد.

وفي المحصلة، يبدو أن تطلع تيسلا لإنتاج شاحنة أصغر وأكثر تقليدية قد يكون تحركاً ذكياً يضمن بقاء الشركة في قلب المنافسة. لم تُعلن الشركة بعد عن قرار نهائي، لكن المؤشرات كلها تشير لأننا سنشهد قريباً نموذجاً جديداً يمكنه منافسة الشاحنات الصغيرة ذات الشهرة في أمريكا والعالم. وربما يكون دمج مصطلحات أدق مثل “تجربة المستهلك” بدلاً من “رغبات الزبائن”، أو إضافة جملة تعزز الترابط حول أهمية استلهام الدروس من إخفاقات الماضي لتحقيق مستقبل أفضل، كفيلً بإضفاء مزيد من القوة على العرض الصحفي، لكن يبقى الأساس هو مرونة تيسلا واستعدادها الدائم لتغيير الاتجاه وتعزيز ابتكاراتها بما يلائم عالم المركبات الحديث.

ذو صلة