تيك توك يدخل التاريخ مع مصر… بث مباشر عالمي من قلب المتحف المصري الكبير

في خطوة تعكس تزاوج التاريخ العريق مع التكنولوجيا الحديثة، أعلنت **هيئة المتحف المصري الكبير** عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أن حفل الافتتاح الرسمي للمتحف سيُنقل مباشرة وحصرياً على منصة **تيك توك**، التي تضم نحو مليار ونصف مستخدم حول العالم. يمثل هذا القرار توجهاً جديداً لإيصال الحدث الثقافي الأبرز في مسيرة السياحة المصرية إلى جمهور شبابي عالمي واسع.

كما أوضحت الهيئة أن فعاليات الحفل ستبدأ في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة، يوم السبت الأول من نوفمبر المقبل، حيث تستعد قاعة المتحف الضخمة لاستقبال ضيوف من مختلف القارات للاحتفال بمشروع طال انتظاره. وهذا الإعلان يعيد تسليط الضوء على الابتكار الرقمي الذي بات ركيزة في الترويج للوجه الحضاري لمصر.

وفي سياق متصل، وافق مجلس الوزراء المصري خلال اجتماعه الأخير على إصدار **عملات تذكارية** محدودة التداول من الذهب والفضة بمناسبـة الافتتاح المنتظر. وستتراوح الفئات بين جنيه واحد ومئة جنيه، في بادرة تهدف إلى تخليد أهم حدث ثقافي في مصر الحديثة. ويرى المراقبون أن هذه الخطوة تمثل امتداداً لاهتمام الدولة بالرمزية التاريخية والاقتصادية للمتحف بوصفه مشروعاً قومياً ضخماً.

هذا القرار يعكس أيضاً رغبة الحكومة في منح المواطنين والمقتنين حول العالم قطعة معدنية تمثل لحظة فريدة في الذاكرة الوطنية، وتؤكد اهتمام الدولة بالتفاصيل الثقافية والاقتصادية في آن واحد. ومن هنا يتجلى الترابط بين الاحتفال الفني والرموز النقدية التي توثق فخر الشعب المصري بتراثه.

وأكدت الحكومة أن **الافتتاح الرسمي** سيُقام في احتفال ضخم يمتد لثلاثة أيام كاملة، تبدأ مساء السبت، بحضور عدد من رؤساء الدول والسفراء وكبار الشخصيات الدولية. ويتوقع أن يشهد الحدث سلسلة عروض فنية وثقافية تجسد عمق الحضارة المصرية وتنوعها. كما أن بث الحدث على تيك توك سيجعل ملايين المتابعين يعيشون أجواء الافتتاح وكأنهم في قلب المتحف نفسه.

وهذا يربط بين حرص مصر على إبراز تراثها بوسائل عصرية، وبين سعيها لتأكيد مكانة المتحف كأكبر صرح أثري مخصص لحضارة واحدة في العالم، إذ يضم آلاف القطع من كنوز توت عنخ آمون وغيرها من الآثار الفرعونية النادرة.

وسيُفتح المتحف للجمهور في الرابع من نوفمبر 2025 بعد انتهاء احتفالات الدولة الرسمية، ليكون متاحاً أمام الزوار المحليين والسياح على حد سواء. وبهذا تبدأ مرحلة جديدة في مسار السياحة الثقافية، حيث يتحول المتحف إلى أيقونة تجمع بين الفن المعماري المعاصر وعبق التاريخ.

بهذا المزج الفريد بين التراث العميق والتقنيات الحديثة، تسعى مصر إلى تقديم المتحف المصري الكبير بصفته رسالة حضارية للعالم، تجمع الماضي بالحاضر وتعيد تعريف تجربة زيارة المتاحف في القرن الحادي والعشرين.