ذكاء اصطناعي

جدل جديد يرافق آبل… MacBook Pro في أوروبا يصل بلا شاحن

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

أطلقت آبل MacBook Pro في أوروبا بدون شاحن لتقليل البصمة الكربونية.

شراء شاحن بقوة 70 واط يكلف المستخدم الأوروبي تكلفة إضافية.

في الولايات المتحدة يأتي الجهاز مزودًا بشاحن، مما يثير تساؤل البعض.

تستمر المناقشات حول ما إذا كانت هذه الخطوة بيئية أم استراتيجية اقتصادية.

المستهلكون منقسمون بين دعم البيئة وتحمل التكاليف الإضافية.

أطلقت شركة آبل نسختها الأحدث من **MacBook Pro** في الأسواق الأوروبية، لكن المفاجأة أن الصندوق لا يحتوي على شاحن. هذه الخطوة ليست غريبة تمامًا على الشركة الأميركية التي سبق وأن أوقفت تضمين الشواحن في أجهزة **الآيفون** قبل أعوام بحجة تقليل النفايات الإلكترونية، لكنها الآن تثير نقاشًا جديدًا حول مدى ملائمة القرار لأجهزة الحواسيب المحمولة.

يبدو أن "التفاحة المقضومة" تراهن من جديد على وعي المستخدم البيئي، فبحسب تبريرها الرسمي، الهدف هو **خفض البصمة الكربونية** وتقليل كمية المكونات الزائدة في التغليف. غير أن العديد من المستخدمين يرون الأمر مختلفًا، خاصة أن امتلاك شاحن **USB-C** بقوة كافية لتغذية **ماكبوك برو** ليس أمرًا شائعًا كما في حالة الهواتف الذكية.

وهذا يقودنا إلى النقطة التالية حول التكلفة التي يتحملها المستهلك.


تكلفة إضافية للمستخدم الأوروبي


في بريطانيا سيضطر من يشتري الجهاز لاقتناء محول طاقة بقدرة 70 واط مقابل نحو 59 جنيهًا إسترلينيًا، بينما يبلغ السعر في ألمانيا نحو 65 يورو. صحيح أن الصندوق يتضمن كابل **USB-C إلى MagSafe 3**، لكن غياب الشاحن نفسه يفرض عبئًا ماليًا على المشتري العادي.

وهذا يسلط الضوء على تباين السياسات بين الأسواق المختلفة. ففي الولايات المتحدة ومعظم الدول خارج الاتحاد الأوروبي، يأتي الجهاز مزودًا بالشاحن في العلبة، ما يجعل القرار الأوروبي استثناءً مثيرًا للتساؤل.

وهنا تبدأ تساؤلات المستهلكين حول أسباب هذا التمييز الإقليمي.


دوافع آبل وخيارات السوق الأوروبية


منذ عام 2020، بدأت الشركة إزالة الشواحن من علب منتجاتها بدءًا من **iPhone 12**، مؤكدة أن هذه الخطوة جزء من التزامها بخطة الاستدامة. ومع أن الحكومات الأوروبية تدعم التوجه نحو **توحيد منافذ الشحن** واستخدام المعيار العالمي USB-C، فإن بعض الخبراء يرون أن آبل ربما تُعيد تفسير هذا الالتزام بما يخدم أهدافها الاقتصادية أيضًا.

بمعنى آخر، فبينما تُسوّق الشركة قرارها كإجراء بيئي، يُشير محللون إلى أنه يحقق وفورات كبيرة في تكاليف الإنتاج والشحن. وهو ما يجعل الجدل مستمرًا بين من يصف الخطوة بأنها "خضراء" ومن يعتبرها مجرد **استراتيجية تسويقية** ذكية.

وهذا يعيدنا إلى العلاقة التقليدية بين القيم البيئية ومصالح الشركات التقنية العملاقة.


الجدل المستمر: بيئة نظيفة أم أرباح إضافية؟


ما زال الموقف من آبل منقسمًا؛ فالمستهلكون الذين يملكون شواحن سابقة لن يتأثروا كثيرًا، لكن الفئة الأكبر تضطر لدفع المزيد. في المقابل، تتفاخر الشركة بأنها خفّضت ملايين الأطنان من الكربون خلال عمليات الإنتاج والنقل بفضل تقليص حجم العبوات.

ذو صلة

يبقى السؤال: هل سيتقبل المستخدم الأوروبي هذه المقايضة بين **الحفاظ على البيئة** و**الراحة الشخصية**؟

وفي الختام، تظهر قضية الشاحن كحلقة جديدة في سلسلة قرارات آبل المثيرة للجدل بين الريادة البيئية والبحث عن الربحية. وبينما تستعد الأسواق العالمية لاستقبال طرازات أخرى من أجهزة **MacBook** و**iPhone** بمعايير بيئية أشد، يبقى توازن المعادلة بين الاقتصاد والاستدامة هو التحدي الحقيقي الذي سيواجه جميع الشركات التقنية في السنوات القادمة.

ذو صلة