جروك 4 ينافس GPT 5 بالتفوق على سعره: 300 دولار شهريًا. فهل يستحق؟

في خطوة أثارت فضول مجتمع التقنية حول العالم، كشفت شركة XAI المملوكة لإيلون ماسك رسمياً عن إصدارها الجديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي، "Grok 4"، قبل وصول النسخة المترقبة من ChatGPT-5. الإعلان جاء في بث مباشر يوم الخميس، 10 يوليو، حيث استعرضت الشركة إمكانيات النسخة الأساسية إلى جانب نسخة أعلى أداءً تحمل اسم "Grok 4 Heavy"، مع إطلاق باقة اشتراك جديدة تحت عنوان "SuperGrok Heavy".

لطالما شكلت سباقات الذكاء الاصطناعي محط اهتمام كبير، وها هي XAI تقلب الموازين بالإعلان عن "Grok 4" الذي تصفه بأقوى نموذج ذكاء اصطناعي في العالم. يؤكد فريق الشركة أن القدرة المعرفية والتحليلية للنموذج الجديد تتفوق على مستوى باحث يحمل شهادة الدكتوراه، إذ يستطيع التعامل مع كم هائل من المعلومات باحترافية وسرعة غير مسبوقة. وعلى الرغم من أن النموذج لم يصنع حتى الآن تقنية جديدة، ألمح ماسك إلى أن إمكانية ذلك ليست بعيدة عن متناول المستقبل. هذا الإطلاق يمثل خطوة استراتيجية تهدف لترسيخ حضور الشركة على أجهزة أندرويد وiOS عبر تطبيق Grok الذي أصبح متاحاً للجمهور فوراً.

ومع تصاعد وتيرة المنافسة، يضع هذا الإعلان XAI أمام قوى تقنية عظمى مثل أوبن إيه آي وجوجل، خصوصاً مع اقتراب إطلاق ChatGPT-5 المتوقع أن يكون علامة فارقة. وهذا يبرز مدى جرأة قرار الشركة بطرح منتج متقدم قبل الجميع.

حصد "Grok 4" إشادات أولية بسبب نتائجه في اختبارات علمية متخصصة، وأهمها اختبار "Humanity Last Exam" الذي يقيس قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي على مستوى التخصصات البحثية. دون أي أدوات مساعدة، أحرز النموذج نسبة نجاح بلغت 25.4%، متفوقاً على نماذج عملاقة كـ"Gemini 2.5 Pro" من جوجل ونموذج "o3" التابع لـ OpenAI. أما في حال السماح باستخدام الأدوات الرقمية، فقد وصلت نسبة النجاح إلى 44.4%، لتتجاوز بذلك حتى أقوى منافسيها. الجدير بالذكر أن مثل هذه الاختبارات تُقيم عمليات التفكير التحليلي والتوليد المعرفي بدقة عالية.

استناداً لتلك المؤشرات، يصبح واضحاً أن XAI تسعى بخطى مدروسة لإثبات ريادتها وإحداث نقلة نوعية في عالم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجال تحليل المعلومات المعقدة ودعم البحث العلمي.

مع الإعلان عن "Grok 4" لم تتوقف XAI عند الحد التقليدي، بل كشفت عن "Grok 4 Heavy" الموجه للاستخدامات المتقدمة، وخصصت له باقة اشتراك شهرية باهظة تبلغ 300 دولار أمريكي. هذه الحزمة الجديدة ليست للجميع، بل صُممت خصيصاً للباحثين ومطوري البرمجيات والمحترفين الذين يعتمدون الذكاء الاصطناعي في عملهم اليومي، مثل علماء الحاسوب، خبراء التقنيات الحديثة، والفرق البحثية. ورغم جاذبية العروض التقنية المتطورة، يبقى التسعير عائقاً كبيراً أمام الهواة أو الجمهور العادي.

وبينما تستهدف الشركة بهذه الفئة النخبوية تحقيق عوائد تجعلها قادرة على مواصلة الابتكار، تؤكد التجربة أن نموذج التسعير العالي قد يحد من انتشار الخدمة بين عموم المستخدمين مقارنةً بمنافسين يقدمون خطط اشتراك مرنة.

المستقبل بين تنافس الابتكار وتحديات السوق
يتضح إذن أن شركة XAI بدخولها في سباق إطلاق نماذج الذكاء الاصطناعي تتبنى استراتيجية تنافسية تركز على الإنجاز العلمي، ومنافسة العمالقة في وادي السيليكون. ورغم أن "Grok 4" يقدم قدرات متقدمة في الفهم اللغوي، التحليل الواقعي، وتوليد النصوص الذكية، إلا أن سعر الاشتراك المرتفع يكشف مفارقة بين سرعة الابتكار وحدود الوصول للكثيرين.

في النهاية، يبقى المشهد مفتوحاً أمام مزيد من التحديثات والابتكارات، وسط ترقب عالمي لما ستقدمه نماذج الذكاء الاصطناعي في الأعوام المقبلة، سواء لتحقيق قفزات معرفية أو تيسير الأعمال الإنسانية والمعرفية للجميع.