جوجل تدرس إطلاق خطة “لايت” جديدة لجيميناي: هل يصبح الذكاء الاصطناعي المتقدم في متناول الجميع؟

3 د
تخطط جوجل لإطلاق خطة اشتراك جديدة "Google AI Lite".
تهدف الخطة لاستهداف شريحة واسعة من المستخدمين بتكاليف منخفضة.
ستوفر الخطة وصولاً إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي المتقدمة دون تكلفة مرتفعة.
تهدف لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية بتكاليف معقولة.
وسط تسارع المنافسة على خدمات الذكاء الاصطناعي، بدأت تظهر أخبار تشير إلى أن جوجل قد تكون في طور التجهيز لطرح خطة اشتراك جديدة تحت اسم "Google AI Lite" لخدمة جيمنياي (Gemini)، بحيث تصبح متاحة بين الخطتين المجانية والمدفوعة الحالية. هذه الخطوة المرتقبة قد تفتح الأبواب أمام فئات أوسع من المستخدمين للتمتع بإمكانات أكبر من الذكاء الاصطناعي دون اضطرارهم لدفع مبالغ طائلة كل شهر.
حالياً، تتيح جوجل استخدام جيمنياي مجاناً لكل من لديهم حساب شخصي، لكن هذه النسخة المجانية تخضع لقيود على مستوى الاستعمال وخاصة عند تجربة ميزات متقدمة مثل توليد الصور، البحث المتعمق، أو الاستفادة من النماذج الأحدث. أما الاشتراك الشهري المدفوع، فيبدأ من حوالي 19.99 دولاراً، ما يجعل العروض المتقدمة محصورة بالشركات أو المستخدمين المحترفين فقط. لهذا، يرى كثيرون أن سقف الاشتراك الحالي يشكّل عائقاً لمن يرغب في المزيد من المرونة دون التزامات مالية مرتفعة.
تفاصيل خطة "لايت": بين التوقع والحقيقة
ويبدو أن الإشارات الأولى حول خطة الذكاء الاصطناعي الخفيفة ظهرت عبر تحليل أكواد النسخة التجريبية من تطبيق جوجل على أندرويد (APK Teardown)، حيث تم رصد رموز وأسماء تخص خطة "Google AI Lite" أو أحياناً تظهر باسم "Lite Mode". ورغم أن هذا الكشف لا يعني بالضرورة خروجها للنور قريباً، إلاّ أنه يعكس نية جوجل بإعادة النظر في سياسة الاشتراكات، خاصة مع تزايد المنافسة في قطاع الخدمات السحابية وتقنيات الروبوتات والبحث الذكي والتعلم الآلي.
هذا التقصي البرمجي كشف عن عدة نقاط دخول لعرض الخطة الجديدة على المستخدمين، خصوصاً عندما يبلغون حداً مجانياً في خصائص مثل توليد الفيديو أو استخدام البحث المتقدم. كما قد يحصل المشتركون بخطة لايت على وصول محدود لبعض النماذج المتقدمة من الذكاء الاصطناعي مثل Gemini 2.5 Pro، ما يمنحهم طعماً للميزات الكبرى دون ثمن باهظ.
إلى جانب ذلك، تشير بعض الشيفرات في تطبيق Google One إلى هذه الخطة باستخدام اختصار "AIL"، ما يثير ترجيحات بأنها قد تكون شبيهة بالخطة المخففة الموجودة لخدمة التخزين السحابي. فمنذ فترة وجيزة، طرحت جوجل خطة Google One Lite التي تمنح مزايا متواضعة ولكن بأسعار زهيدة للغاية، ولم ترتبط بالكثير من العروض الإضافية، وإنما بزيادة بسيطة في حدود التخزين.
استناداً لهذا التشابه، من المنطقي أن تكون خطة Google AI Lite تهدف لمنح المزيد من سقف الاستخدام أو رفع الحدود قليلاً، دون أن تقدم إمكانيات جديدة أو عميقة تضاهي الاشتراكات الباهظة.
هذا التطور المحتمل يندرج في توجه أوسع لجوجل يسعى إلى جعل أدوات الذكاء الاصطناعي في متناول المستخدم العادي، خاصة لأولئك الذين يريدون تجربة الوظائف الذكية مثل إنشاء الفيديو، البحث المدعم بالذكاء الاصطناعي، أو التفاعل مع نماذج لغوية حديثة، دون الالتزام بخطط اشتراك للشركات أو الوظائف الاحترافية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن وجود هذه الرموز في الأكواد لا يضمن بالضرورة إطلاق الخدمة قريباً، إذ قد تتعرض الخطط للتغيير أو التأجيل، وقد لا ترى النور مطلقاً.
في ظل هذا الحراك، يبدو أن جوجل تراقب بدقة حاجات مستخدميها، ومستعدة لتقديم خيارات أكثر تنوعاً ومرونة لمواكبة الاتجاه المتنامي لاعتماد الذكاء الاصطناعي في الحياة الرقمية اليومية. وبينما لم يصدر إعلان رسمي حول تفاصيل أو موعد إطلاق خطة "Google AI Lite"، إلا أن المتابعين يترقبون مستجدات قد تغيّر طريقة استفادتنا من التقنيات الذكية في المستقبل القريب.
ومن باب تحسين هذه التغطية، ربما من الأفضل أحياناً تبديل مصطلح "خطة لايت" إلى "خطة خفيفة" لجعلها أقرب للمتلقي العربي، أو يمكن الإشارة إلى الاشتراكات الاقتصادية بدلاً من التركيز حصراً على حدود الاستعمال. كما أن مزيداً من الربط بين ما تقدمه جوجل وما يقدمه المنافسون قد يمنح القارئ صورة أوسع عن مشهد الذكاء الاصطناعي الشامل.