جوجل تطلق منصة Opal: مستقبل صنع التطبيقات بلا برمجة بين يديك!

4 د
أطلقت جوجل منصة "أوبال" لتطوير التطبيقات الذكية بلا برمجة للمستخدمين الأمريكيين.
تتيح منصة "أوبال" تحويل التعليمات النصية إلى تطبيقات وظيفية بكل سهولة.
تشمل المنصة محررًا بصريًا و"معرض المجتمع" لقوالب جاهزة قابلة للتخصيص.
تشجع "أوبال" المبتدئين والمحترفين على الابتكار بدون حدود برمجية.
منصة "أوبال" جاهزة لأن تكون رائدة في تقنيات الذكاء الاصطناعي اللا برمجية.
بدأت جوجل فصلاً جديداً في عالم الذكاء الاصطناعي الموجه للجميع بإطلاقها منصة “أوبال” (Opal)، وهي منصة تجريبية لا تتطلب خبرة برمجية، تتيح للمستخدمين تحويل التعليمات النصية البسيطة إلى تطبيقات ذكية مصغّرة قابلة للمشاركة. هذه الخدمة الجديدة متاحة حالياً بنسخة بيتا للمستخدمين في الولايات المتحدة فقط، وترسم ملامح مستقبل بناء البرامج باستخدام الذكاء الاصطناعي والواجهات البصرية.
بمجرد دخولك إلى أوبال، تجد أمامك محرراً بصرياً بديعاً هو محور التجربة اللا برمجية. يتكوّن كل تطبيق من خطوات مترابطة عبارة عن عقد مرئية: هناك عُقدة لإدخال المعطيات، وأخرى لاستدعاء النماذج الذكية، أو لدمج أدوات خارجية، أو حتى لفروع منطقية وتعامل مع البيانات وإخراج للنتيجة. يمكن لأي مستخدم ضغط أي عقدة وتعديل إعداداتها، مثل قوالب التعليمات، إعدادات النموذج الذكي، أو حتى منطق إعادة المحاولة، من دون الحاجة إلى سطر واحد من الكود. وهذا الأسلوب السلس يجعل بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي متاحاً للمبتدئين والخبراء على حد سواء. وبينما يضمن المحرر البصري سهولة الربط بين الخطوات عن طريق السحب والإفلات، يدعم النظام أيضاً تفاعلاً شفهياً: يكفي أن تشرح متطلباتك نصياً ليقوم أوبال بتحديث المخطط فوراً بما يناسب رغباتك. ودون انقطاع مع الزخم التقني المتسارع، تتيح أوبال بناء تطبيقات دن الحاجة إلى إعداد البيئات التقنية أو كتابة كود أربطة معقد.
ومن هنا، يأتي سحر التحويل المباشر للنوايا النصية إلى تطبيق وظيفي. يبدأ المستخدم بوصف فكرة التطبيق، فتقوم منصة أوبال بتحليل هذا الوصف وتوليد مخطط مرئي يختزل كافة المراحل الضرورية: من التأكد من اختيار النموذج الملائم، إلى ربط الأدوات المساعدة وتحويل البيانات بين المراحل، وصولاً للإخراج المطلوب. كل ذلك يتم دون أن ينشغل المستخدم بمصطلحات برمجية مثل نقاط النهاية أو إعدادات الواجهات البرمجية (API). ومع سهولة اختبار التطبيق مباشرة ثم تعديله عبر المحرر البصري، يكمن جوهر أوبال في تقليص المسافة بين الفكرة والتنفيذ، سواء كنت مطوراً محترفاً أو مبتدئاً يطرق أبواب الذكاء الاصطناعي لأول مرة.
ولتعزيز تجربة المستخدم وجعلها أكثر ثراء، تضم أوبال “معرض المجتمع”، وهو مكتبة ضخمة من القوالب الجاهزة. يمكنك هناك استكشاف وتنفيذ تطبيقات معدة سلفاً لمهام متنوعة، مثل تلخيص النصوص المطولة، كتابة ردود دعم فني تلقائياً، إعادة صياغة النصوص الإعلانية، وأتمتة الجداول الزمنية للمشاريع، أو حتى بناء مخطط يومي شخصي بناءً على جدولك. ما يميز المعرض أن كل مثال قابل للتخصيص: لك الحق في نسخ الفكرة وتعديلها بحرية، وتخصيص التعليمات، أو دمج واجهات جديدة كربط التقويم أو أدوات التحليل، مع اختبار النتائج في كل مرحلة. وهنا تبرز العلاقة الوثيقة بين بُساطة الدخول لعالم الذكاء الاصطناعي وبين القدرة على الإبداع وصقل الحلول الشخصية بلا حواجز برمجية.
المنافسة مشتعلة: منصات منذ Lovable وحتى Softr
في ظل هذا الحراك الديناميكي، لم تأتِ أوبال في فراغ؛ بل ظهرت وسط “حُمّى الترميز اللفظي” حيث تتنافس منصات مبتكرة على تقديم تجربة بناء تطبيقات ذكية بلا كود. منصة Lovable مثلاً، تشتهر بفلسفة “التعليمات الواحدة”—يكفي أمر نصي واحد لبناء تطبيق كامل، بينما تقدم bolt.new مفتاحاً مفتوح المصدر يسمح بتشغيل التطبيقات مباشرة داخل المتصفح دون الحاجة لخوادم مخصصة، مع بعض التضحيات في الأداء مقارنة بحلول محلية. وهناك Rosebud AI التي تجمع بين بساطة الاستخدام وقوة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى Dyad التي تتميز بكونها مجانية ومحلية بالكامل. أما منصة Softr فتركز على تمكين الأعمال الداخلية من بناء أدوات خاصة ذات تدفقات عمل جاهزة. وفي هذا الزخم، نجد WeWeb مع Xano وسيلة مفضلة للوكالات الراغبة في فصل الواجهة الأمامية عن الخدمات الخلفية. الفوارق بين هذه الحلول تكمن في سهولة التعلم، مرونة التخصيص، سياسات التسعير، والجمهور المستهدف، ولكن يظل القاسم المشترك هو الرغبة في تسهيل تحويل الأفكار النصية إلى تطبيقات عملية بسرعات غير مسبوقة.
ومع تزايد وتيرة التحديثات وإقبال المطورين، يبدو أن أوبال مرشحة لأن تصبح لاعباً رئيسياً في مسرح التقنيات اللا برمجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تجربتها البصرية، مرونة إعادة التخصيص، غِنى قوالبها، وإمكانات التفاعل الفوري مع النصوص كلها عناصر تمنحها جاذبية واضحة أمام موجة جديدة من مستخدمي التقنية الباحثين عن حلول سريعة ومجربة. وإن كان هناك اقتراح لتحسين المقال فهو تدعيم الحديث عن تنوع القوالب بمزيد من أمثلة الاستخدام في المؤسسات الصغيرة، أو ربما إبراز كيف يمكن لأوبال أن تعزز الإنتاجية اليومية للعاملين في المجالات غير البرمجية. كما قد يُنَشّط الانتقال أكثر بوضع جُملة تربط بوضوح بين أهمية هذه المنصات المستقبلية وبين تغير مفاهيم العمل والتعلم في العصر الرقمي. هكذا، تظل أوبال مثالاً على قدرة التكنولوجيا على اختصار الطريق بين الإبداع والتنفيذ للجميع.