جوجل تكسر حاجز الزمن الكمي.. شريحة “Willow” تنفّذ خوارزمية أسرع بـ13 ألف مرة من أقوى الحواسيب
أعلنت غوغل عن شريحة Willow في مجال الحوسبة الكمّية كنقلة نوعية.
تتميز Willow بقدرتها على تصحيح الأخطاء الكمّية وزيادة استقرار الكيوبتات.
تفتح Willow مجالات جديدة في الفيزياء النظرية وتصميم الأدوية وتحليل البيانات المتقدمة.
تواجه غوغل تحديات في تحويل التجربة المخبرية إلى منتج تجاري فعال.
النجاح في ذلك قد يطلق عصرًا جديدًا من الاقتصاد الكمّي والابتكار العلمي.
في تطور علمي لافت، أعلنت شركة **غوغل** عن إنجاز جديد في مجال **الحوسبة الكمّية** عبر كشفها عن شريحة أطلقت عليها اسم **Willow**، والتي وصفتها بأنها تمثل نقلة نوعية نحو جعل هذا النوع من المعالجة الرقمية قابلاً للتطبيق التجاري والعلمي على نطاق واسع. هذا الإعلان يسلّط الضوء على سباق التكنولوجيا العالمي في تطوير **الذكاء الاصطناعي** والقدرة على معالجة البيانات بسرعة تفوق الحواسيب التقليدية بملايين المرات.
هذا التطور لا يأتي بمعزل عن محاولات سابقة أجرتها غوغل في تطوير شرائح **Sycamore** و**Bristlecone**، لكن «Willow» تتميز بقدرتها العالية على تصحيح الأخطاء الكمّية وزيادة **استقرار الكيوبِتات** (الوحدات الأساسية في الحوسبة الكمّية) لفترة أطول، وهو ما يعد أحد أكبر التحديات التي واجهت هذا المجال منذ بدايته.
دقة غير مسبوقة في الأداء
وتوضح غوغل أن شريحة Willow يمكنها تنفيذ عمليات كمّية معقدة بدرجة دقة غير مسبوقة، مما يسمح بتجارب كانت حتى وقت قريب مجرد نظريات أكاديمية. وتفتح هذه القفزة الباب أمام تطبيقات في **الفيزياء النظرية**، **تصميم الأدوية**، و**تحليل البيانات المتقدمة** التي تتجاوز قدرة الحواسيب العملاقة الحالية.
وهذا يربط بين رؤية غوغل لتطويع الحوسبة الكمّية لخدمة أهداف التحول الرقمي العالمي، وسعيها لتعزيز مكانتها في مواجهة **مايكروسوفت** و**آي بي إم** و**أمازون ويب سيرفِسز**، التي تشاركها السباق المحموم لتطوير منصات كمّية تجارية.
مستقبل الاقتصاد الكمّي
ويرى محللون أن نجاح Willow قد يعجّل بولادة ما يسميه الخبراء بـ«الاقتصاد الكمّي»، حيث ستعتمد قطاعات مثل التمويل والطاقة والمناخ على قوة المعالجة الكمّية للتنبؤ بالأسواق وتحليل النماذج المعقدة بدقة غير مسبوقة. هذا التحول، إن تحقق، سيعيد رسم خريطة تنافس الشركات التقنية الكبرى، ويؤسس لعصر جديد في **الابتكار العلمي** و**التحول الصناعي الذكي**.
ومن هنا، تجد غوغل نفسها أمام تحدٍ مزدوج: تحويل التجربة المخبرية إلى منتج يمكن استخدامه من قبل الشركات والباحثين، مع ضمان تقليل التكلفة وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
آفاق واسعة وتحديات قائمة
رغم الحماس الكبير، يشير اختصاصيون إلى أن الطريق ما يزال طويلاً أمام استخدام الحوسبة الكمّية على نطاق تجاري فعلي، إذ تتطلب بيئة تشغيل خاصة وثابتة للغاية، بالإضافة إلى استهلاك طاقة مرتفع وتحديات تتعلق بالأمان السيبراني الكمّي.
وهذا يجعل المستقبل مفتوحاً على تساؤل محوري: هل تستطيع غوغل استثمار تقدمها الحالي لتسبق منافسيها، أم أن طبيعة التقنية نفسها ستجعل من الصعب حسم السباق في المدى القريب؟
خاتمة
في نهاية المطاف، تمثل شريحة **Willow** أكثر من مجرد تحديث تقني، فهي إعلان عن مرحلة جديدة من **التسابق العلمي** نحو تسخير **ميكانيكا الكمّ** لخدمة الإنسان. وإذا نجحت غوغل في تحويل هذه الرؤية إلى واقع، فقد نكون على أعتاب ثورة حوسبية تُغيّر جذرياً مفهوم السرعة والقدرة في العالم الرقمي.









