ذكاء اصطناعي

جوجل تُغيّر قواعد اللعبة: هل نشهد وداعًا لمحركات البحث التقليدية؟

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تسعى جوجل لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في محرك البحث لتحسين التجربة.

ستوفر التقنية الجديدة نتائج مركزة وشخصية بدلاً من القوائم الطويلة من الروابط.

يواجه التحديث تحديات تتعلق بفهم السياقات وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة.

يجب أن تضمن جوجل أن التحول يحترم خصوصية المستخدمين وأمان البيانات.

من المحتمل أن يؤدي هذا التطور إلى تغيير جذري في أساليب البحث والاستفادة من الإنترنت.

في الوقت الذي لا زال معظمنا يعتقد أن محركات البحث لا تتغير كثيرًا، يبدو أن جوجل قررت أن المستقبل سيمر عبر بوابة الذكاء الاصطناعي المتطور. إذ كشفت تقارير حديثة عن نية عملاق البحث الأمريكي دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في خدمتها الشهيرة للبحث، ما يشكل تغييرًا جذريًا في تجربة المستخدم وربما يكون خطوة أولى نحو نهاية شكل محركات البحث التقليدية كما نعرفها اليوم.


ماذا يعني الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي تتوجه إليه جوجل بقوة؟


لنفهم الأمر ببساطة، الذكاء الاصطناعي التوليدي هو نوع متقدم من أنظمة الذكاء الاصطناعي قادر على إنشاء محتوى جديد (نص، صورة أو مقاطع فيديو)، بسهولة وانتظام، وذلك بعد تدريبه على كميات ضخمة من البيانات والمعلومات. وقد رأيناه مؤخرًا في شكل شات جي بي تي (ChatGPT)، القادر على إجراء حوار متدفق طبيعي مع المستخدم ومساعدته في إنجاز مهام عديدة.

وبالتالي، تسعى جوجل من خلال هذا التحول النوعي إلى تقديم نتائج بحثية مركزة وشخصية أكثر للمستخدمين. بدلًا من مجرد قائمة طويلة من الروابط والنتائج التي تفرض على المستخدم البحث اليدوي فيها، ستتمكن هذه التكنولوجيا من فهم وتحليل الأسئلة والاستفسارات بشكل أعمق وإعطاء إجابات دقيقة ومباشرة، ما يمثل نقلة نوعية في سرعة الوصول إلى المعلومة.


التحديات التي تواجه تحديث جوجل


ورغم فوائد هذه التقنية المبهرة، ليست الأمور بهذه السهولة. فهناك تحديات تقنية كبيرة، تتضمن دقة فهم السياقات اللغوية، وإمكانية تقديم معلومات دقيقة وموثوقة دومًا، من دون نشر معلومات خاطئة أو مضللة. إضافة إلى ذلك، سيكون على جوجل التعامل بحذر مع انتقادات محتملة تخص خصوصية المستخدمين، فهي بحاجة إلى التأكد من أن تقنياتها الجديدة آمنة بشكل كامل وتحترم خصوصية بيانات المستخدمين.

وكذلك، فإن تبني هذه التقنية الجديدة سيكون خاضعًا لاختبارات متعددة، تأخذ بعين الاعتبار كيفية تفاعل الناس مع هذه الخدمة، وتقييم المخاطر المحتملة للخطأ أو سوء الاستخدام. خصوصًا أن الذكاء الاصطناعي جلب معه في السنوات الأخيرة الكثير من التساؤلات حول أخلاقيات استخدامه وتأثيره على الوظائف البشرية وأسواق العمل بشكل عام.


هل ستتغير طريقة بحثنا عن المعلومات للأبد؟

ذو صلة


من المبكِّر أن نجزم بهذه الفرضية بشكل قاطع، لكن بدون شك، فإن قرار جوجل بالاتجاه نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤثر بشكل كبير على قطاع البحث الإلكتروني بأكمله. قد نرى في المستقبل القريب كيف تتفاعل شركات أخرى مع هذا التطور الكبير، وهل ستتغير أساليب البحث والاستفادة من الإنترنت بشكل جذري إلى الأبد.

في نهاية المطاف، وكما عودتنا التكنولوجيا دائمًا أن التغيير هو الأمر الثابت الوحيد، يبقى علينا أن نراقب ونختبر ونتأقلم. ربما سيكون هذا التطور فرصة رائعة لتحسين كيفية الحصول على معلومات موثوقة بسهولة أكبر، مع ضرورة أن يكون الأمر مترافقًا دومًا مع مراعاة التوازن بين التقنيات المتقدمة واحترام خصوصية وأمان المستخدم.

ذو صلة