ذكاء اصطناعي

حل لغز الأهرامات: اكتشاف نهر مصري قديم يكشف أسرار البناء الفراعوني

محمد كمال
محمد كمال

3 د

اكتشف العلماء دليلًا على وجود فرع نهر قديم ساعد في بناء الأهرامات.

أظهرت الدراسات أن فرع النهر ربط مواقع تاريخية متعددة، مسهلًا نقل الأحجار الثقيلة.

استخدم المصريون القدماء القوة النهرية لنقل الأحجار بفعالية، وليس فقط القوة البشرية.

هذا الاكتشاف يعيد تشكيل فهمنا لكيفية استفادة الحضارات القديمة من البيئة المحيطة.

تقنيات حديثة أعادت رسم مشهد النهر القديم بجوار الأهرامات مفسرة سر بنائها.

تخيّل معي أنك تسير في صحراء شاسعة، حرارة الشمس تلفح وجهك وتحيط بك الرمال من كل صوب. في وسط المشهد، تقف أهرامات شاهقة صمدت لآلاف السنين، تتحدى فهم الإنسان الحديث لكيفية بنائها. اليوم، قد يكون العلماء اقتربوا خطوة هامة من حل لغز بناء الأهرامات الفرعونية، الذي ظل محيرًا للبشرية على مدار قرون طويلة.

لطالما تساءل الباحثون وعلماء التاريخ عن الطريقة التي اعتمد عليها المصريون القدماء لجرّ ورفع الأحجار الثقيلة التي تزن أطنانًا والمستخدمة في بناء هذه الصروح الضخمة. افترض العديد منهم لسنوات أن قدماء المصريين استعانوا بالممرات المائية المجاورة للتنقل بالحجارة الضخمة نحو مواقع البناء. ورغم القبول الواسع لهذه النظرية، لم يكن لدى العلماء دليل قاطع يوضح موقع هذا الممر المائي ولا مساره الدقيق.


 نهر قديم يغير قواعد اللعبة

في هذا الصدد، كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من جامعة نورث كارولينا ويلمنجتون عن أدلة جديدة مذهلة، تشير إلى وجود فرع قديم مهجور من نهر النيل، كان يمر بالقرب من المناطق التي شُيّد فيها 31 هرمًا خلال الفترة من 4700 إلى 3700 سنة مضت. أُطلق على هذا الفرع القديم اسم "فرع أهرامات"، حسب الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في مجلة "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفايرومنت" العلمية.

استخدم الباحثون تقنيات متطورة مثل صور الأقمار الصناعية والرادار والتحليلات الجيولوجية للطبقات الرسوبية، بالإضافة إلى الخرائط التاريخية، ليُعيدوا رسم صورة دقيقة لهذا المجرى النهري القديم. وتم تحديد مقاييس النهر القديمة، فالفرع امتد بطول حوالي 40 ميلًا، وتراوح عرضه بين 200 و700 متر، رابطًا العديد من المواقع التاريخية من الجيزة شمالًا وحتى منطقة اللشت جنوبًا.

بوجود مثل هذا الشريان المائي، يدعم هذا الاكتشاف بقوة نظرية نقل الأحجار الضخمة عبر قوارب أو سفن، وهو ما يعني أن المصريين القدماء ربما استخدموا القوة النهرية الطبيعية بفعالية بدلًا من الاعتماد الوحيد على قوة الإنسان أو الحيوانات. وفي لقاء مع بي بي سي، أوضحت الدكتورة سوزان أونستين من فريق البحث أن وجود هذا الفرع المائي يعني قدرة مئات العمال على نقل الحجارة الثقيلة بسهولة أكبر بكثير مما كنا نتخيله سابقًا.

هذا لا يفسر فقط طريقة نقل الأحجار، بل يساعد أيضًا في فهم سبب اختيار المواقع الصحراوية الحالية لبناء تلك الأهرامات؛ لأن النهر وقتها وفّر للمصريين القدماء مصدرًا للمياه وموارد أساسية أخرى كانت ضرورية لإقامة مجتمعات كاملة حول مناطق العمل الشاسعة.

من المهم أن ندرك هنا، أن استخدام هذه التقنيات المتقدمة في الاستكشاف الجغرافي القديم يفتح الباب لاكتشافات مفاجئة ورائعة. فكثيرًا ما ظلت أسرار الحضارات الغابرة مختبئة تحت الرمال، في انتظار لحظة كشفٍ علميٍّ مثير يعيد لنا فهم الصورة كاملة.

وهو ما أكده البروفيسور إيمان غنيم، قائد فريق البحث، الذي قال بأن الأبحاث السابقة لم تقدم أبدًا صورة واضحة وكاملة لهذا النهر الكبير الذي كان يستقر بجوار الأهرامات. واليوم، بفضل التكنولوجيا، يعاد تشكيل مشهد الحياة القديم عندما كانت الحضارات تزدهر على ضفاف نهر عريض، كانت سفنه تنقل الحجارة لبناء أهرامات لا تزال تبهرنا حتى اللحظة.

ذو صلة

هذه المعطيات الجديدة تعطينا رؤية أوضح وأدق، وتجعلنا نقدّر أكثر عبقرية الإنسان القديم، الذي وظّف البيئة لصالح إنجازاته الكبرى. ما زالت التجارب التحليلية الرائدة مثل هذه ضرورية، وربما من المفيد إعادة تدقيق بعض المصطلحات أو تطوير الربط بين الأفكار لتسهيل فهم القارئ لأثر هذه النتائج على فهمنا التاريخي.

أخيرًا، ماذا عنك؟ هل كنت تتساءل يومًا كيف بُنيت تلك الأهرامات الضخمة؟ ما رأيك في هذا الاكتشاف الجديد؟ شاركنا أفكارك وتعليقاتك، ودعنا نحتفي بمنجزاتنا البشرية وإبداع الإنسان على مر العصور.

ذو صلة