ذكاء اصطناعي

 حمولة فضائية غريبة تضيع في المحيط.. رماد بشري ونبات القنب في مهمة فاشلة نحو الفضاء

محمد كمال
محمد كمال

3 د

أطلقت شركة The Exploration Company كبسولة Nyx لكنها فشلت في الهبوط بأمان بالمحيط.

حملت الحمولة رماد بشري ونباتات قنب لأغراض بحثية ضمن الرحلة الفضائية.

أعربت شركة Celestis عن تعازيها للأهالي المتأثرين بفقدان الأحمال.

تواجه الرحلات الفضائية هذه تحديات تطويرية لتحقيق إنجازات مستقبلية.

 تعتبر الرحلات الفضائية اليوم شيئا عاديا مع ازدياد المشاريع التجارية والشركات الجديدة المتنافسة على استغلال هذا القطاع المتنامي. ومع هذا النمو السريع، صارت الحمولة التي يحملها رواد الفضاء والصواريخ إلى المدار الخارجي تزداد غرابة يومًا بعد يوم. ومن بين هذه الأحمال الغريبة، رحلة شركة "The Exploration Company" الألمانية الصغيرة التي قررت مؤخرًا إرسال حمولة فريدة من نوعها إلى الفضاء، لكنها للأسف انتهت بطريقة غير متوقعة.

أطلقت الشركة الألمانية الناشئة كبسولتها الفضائية التي أسمتها Nyx يوم 23 يونيو من قاعدة فاندنبرغ للقوة الفضائية الأمريكية على متن صاروخ "فالكون-9" ضمن مهمة مشتركة مع عدة حمولة أخرى. اشتملت هذه الرحلة على بقايا رماد بشري وعينات من الحمض النووي لأكثر من 166 شخصًا راحلًا، قامت بتجهيزها شركة Celestis الأمريكية المتخصصة في توفير خدمات حرق ونقل الرماد البشري إلى الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، حملت الكبسولة عينات من نبات القنب والبذور ضمن تجربة علمية لاختبار تأثيرات انعدام الجاذبية على نمو النباتات ومدى تأقلمها مع البيئات الفضائية الجديدة.


لحظات من النجاح أعقبها فشل مفاجئ

مع أن الرحلة بدأت بشكل ممتاز واستطاعت كبسولة Nyx أن تصل بنجاح إلى المدار الفضائي ثم دخلت إلى الغلاف الجوي مرة أخرى بطريقة منضبطة، إلا أن الفشل حدث في اللحظات الأخيرة الحاسمة. حيث لم تنفتح مظلات الكبسولة بشكل صحيح، ما أدى إلى اصطدامها القاسي بمياه المحيط الهادئ يوم 24 يونيو، ملتهمة جميع محتوياتها من حمولة رماد بشري ونبات القنب وعينات الحمض النووي.

وفي تعليق رسمي نشرته الشركة عبر حسابها على منصة لينكدإن، وصفت الحدث بأنه "نجاح جزئي، أو فشل جزئي". وأوضحت أن كبسولة Nyx أتمّت جميع المهام المحددة من ربط المدار بنجاح وإعادة الاتصال بعد فقدانه المؤقت، لكنها واجهت أخيراً مشاكل تقنية أدت لانقطاع الاتصال قبل الهبوط بقليل، ومازال الخبراء يدرسون الأسباب التقنية وراء هذه المشكلة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها شركة Celestis حمولتها في الفضاء؛ ففي عام 2023، انفجر صاروخ يحمل رماد الجثة المحترقة لرائد فضاء ناسا الراحل فيليب تشابمان فوق سماء نيو مكسيكو.

وفي خطوة تضامنية، عبرت شركة Celestis عن تعازيها الحارة لأهالي وأقارب الأشخاص الذين فقد رمادهم مع هذه الرحلة، مؤكدة أنها ستتواصل معهم في الأيام القادمة للنقاش حول الخطوات التالية الممكنة، مع تقديم الدعم النفسي لهم، مبينة تأملها أن يشعر هؤلاء ببعض الراحة كون أحبائهم خاضوا رحلة فضائية تاريخية، وهم الآن في راحة بالمحيط الهادئ وكأنه مراسم دفن في البحر بطريقة تكريم تقليدية.

ولم تكن هذه مهمة Nyx الأولى لمحاولة عودة الكبسولة إلى الأرض؛ ففي مهمة سابقة باسم "Mission Bikini" انطلقت في يوليو 2024 على متن صاروخ "أريان 6"، بقيت الكبسولة محتجزة في المدار بعد تعثر مرحلة انفصالها ودخولها في مسار العودة للأرض، ما يؤكد حجم المخاطر والتحديات التي تواجه هذا النوع من الرحلات الفضائية المبتكرة.

ذو صلة

وفي ختام بيانها، أكدت الشركة الألمانية الناشئة أن مثل هذه التجارب ضرورية لتطوير تقنياتها، مشيرة إلى تحضيراتها لرحلة اختبارية نحو محطة الفضاء الدولية في عام 2028 بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية. مؤكدة عزمها الاستفادة من هذه التجارب لتحقيق إنجازات جديدة في رحلات الفضاء المستقبلية.

وعلى الرغم من حجم الخسارة المحزن لأهالي الراحلين وشركات التجارب العلمية، يبقى الجانب المشرق هو البيانات والخبرات القيمة التي تحققت رغم الفشل الجزئي والتي ستساهم في تقليل احتمالية حدوث مثل هذه الإخفاقات في المستقبل. ويبقى أن نرى كيف ستبنى الدروس المستفادة من هذه المهمة لتجنب تكرار تلك الأخطاء، وكيف ستتطور المشاريع الفضائية المبتكرة خلال الفترة المقبلة.

ذو صلة