دعوى قضائية تلاحق آبل بسبب تدريب الذكاء الاصطناعي على الكتب المقرصنة!

رفَع الكاتبان غريدي هندريكس وجينيفر روبرسون دعوى جماعية ضد Apple في محكمة فيدرالية بولاية كاليفورنيا، متهمين الشركة باستخدام كتبهم المحمية بحقوق النشر دون إذن، لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بما في ذلك النماذج المرتبطة بمبادرة Apple Intelligence. الدعوى تزعم أن Apple استعانت بمكتبة غير قانونية تُعرف باسم Books3 تحتوي على عشرات آلاف الكتب المقرصنة، ضمنها أعمال المؤلفَين، لتغذية نموذجها OpenELM.

الكاتبان يقولان إن الشركة “نسخت أعمالهم دون إذن، لتطوير نماذج تُنتج محتوى ينافس كتبهم، ويقلل من قيمتها السوقية”. وذكرت رويترز أن هذه القضية قد تُمنح صفة “دعوى جماعية” نظرًا لحجم الأضرار وعدد المؤلفين المتضررين.

بحسب ملف القضية، Apple لم تحاول تعويض الكاتبين أو التفاوض معهما، بل استخدمت الأعمال ضمن قاعدة بيانات تم جمعها من “مكتبات ظل” مثل Bibliotik وZ-Library، وتُتهم بأنها لم تُصرّح أبدًا بمصادر تلك البيانات ضمن وثائق Applebot.

تأتي هذه القضية بعد أيام فقط من إعلان Anthropic، مطوّر نموذج Claude، عن تسوية بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار لتعويض المؤلفين الذين زُعم أن كتبهم استُخدمت في التدريب دون إذن. وبحسب وكالة أسوشيتد برس، سيحصل كل مؤلف في تلك الدعوى على حوالي 3,000 دولار لكل كتاب متأثر.

وتُعد هذه القضايا جزءًا من موجة أكبر تطال شركات مثل OpenAI، Meta، وGoogle، التي تُتهم باستخدام محتوى خاضع لحقوق النشر دون ترخيص، لتطوير نماذجها الذكية.

حتى الآن، لم تصدر Apple بيانًا رسميًا بشأن الدعوى، لكن صفحة سياسات Applebot تذكر أن النظام لا يستخدم محتوى الويب المحمي بحقوق النشر للتدريب، وأنه يحترم تعليمات robots.txt لمنع الزحف أو الاستخدام.

إذا كُتب لهذه الدعوى النجاح، فإنها قد تُغيّر قواعد اللعب بالكامل في ما يتعلق بتدريب النماذج اللغوية. الشركات ستكون مضطرة إلى الالتزام بقيود الترخيص، وقد تُجبر على شراء حقوق واضحة أو تطوير مصادر بيانات بديلة بالكامل.

من جهة أخرى، فإن بعض المحاكم الأميركية اعتبرت في دعاوى سابقة أن استخدام الكتب في التدريب قد يندرج تحت “الاستخدام العادل”، طالما أن الأثر التجاري على العمل الأصلي محدود. لكن، في حال ثبوت استخدام مصادر مقرصنة، فإن الشركات تواجه خطر فقدان ثقة المستخدمين والمجتمع الإبداعي على حد سواء.

معركة Apple أمام المؤلفين قد تكون نقطة تحوّل في كيفية بناء الذكاء الاصطناعي. فبين الإبداع والخصوصية، يبدو أن التوازن لا يزال هشًا في زمن النماذج الذكية.