ذكاء اصطناعي

ذكاء بلا حدود: OpenAI تفتح صندوقها الأسود وتكشف عن أول نموذج مفتوح المصدر

ذكاء بلا حدود: OpenAI تفتح صندوقها الأسود وتكشف عن أول نموذج مفتوح المصدر
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

تعتزم شركة OpenAI إصدار نموذج لغة جديد مفتوح المصدر.

سيتم إطلاق النموذج في أوائل الصيف بترخيص مفتوح وسهل الاستخدام.

تسعى OpenAI لتعزيز المنافسة مع نماذج مثل Llama وGemma.

يركز النموذج على سهولة الاستخدام وقدرة "نص لإدخال النصوص ونص لإخراج النتائج".

الشركة ملتزمة بمعايير السلامة مع نشر تقرير "بطاقة نموذج" قبل الإطلاق.

في خطوة جديدة لتعزيز مكانتها في سوق نماذج الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة OpenAI الشهيرة عزمها طرح نموذج لغة جديد مفتوح المصدر، وهو ما أثار حماساً كبيراً في مجتمع مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي.


نموذج لغة مفتوح بمميزات فريدة

تشير التفاصيل الأولية إلى أن "أوبن إيه آي" تخطط لإطلاق هذا النموذج في أوائل فصل الصيف القادم. النموذج الذي يشرف على تطويره إيدان كلارك، نائب رئيس قسم الأبحاث في OpenAI، لا يزال حالياً في مرحلته الأولية، ومن المتوقع أن يتم تقديمه للمطورين بترخيص استخدام مفتوح وسهل، بدون قيود معقدة، سواء تجارية أو غيرها.

وفي اجتماعاتها الأخيرة مع مطورين ومتخصصين، أكدت الشركة بأنها تسعى ليكون هذا النموذج الأفضل من بين النماذج المفتوحة المنافسة، والتي تصدرتها سابقاً نماذج مثل Llama من شركة ميتا Meta وGemma من جوجل، وهي النماذج التي تعرضت لبعض الانتقادات من مجتمع المستخدمين بسبب الشروط والقيود المفروضة في التراخيص.


منافسة متزايدة وتغير في الاستراتيجيات

هذه الخطوة من OpenAI تأتي وسط منافسة شديدة مع مختبرات وشركات أخرى بدأت تعتمد نموذج العمل المفتوح في تطوير وإصدار منتجاتها من الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، حققت شركة DeepSeek الصينية نجاحاً ملحوظاً مؤخراً نتيجة اعتمادها على سياسة توفير نماذجها للجميع مباشرةً ودون تعقيدات، الأمر الذي مكنها من جذب استثمارات كبيرة وجمهور واسع عالمياً.

كما أن شركة "ميتا" بدورها حققت نجاحاً ملموساً في مجال النماذج المفتوحة؛ حيث وصل نموذج Llama التابع لها لأكثر من مليار مرة تحميل في شهر مارس الماضي فقط، الأمر الذي يعكس بوضوح نجاح استراتيجية المصدر المفتوح في تحقيق الانتشار السريع.


تغييرات تقنية وحجم ومساحات استخدام متعددة

وترغب OpenAI أن يكون نموذجها القادم أداةً سهلة الاستخدام من نوع "نص لإدخال النصوص، ونص لإخراج النتائج" (text in, text out)، مع احتمال توفير خيار يسمح للمستخدم بإضافة أو إزالة خاصية "الاستدلال" (reasoning). وللشرح ببساطة، خاصية الاستدلال هي قدرة النموذج على فهم وتحليل الأسئلة والاستفسارات بشكل عميق ومنطقي، ولكنها قد تؤدي أحياناً لبطء نسبي في تنفيذ المهام.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، في تصريحات سابقة له، إن OpenAI ربما أخطأت في الماضي عندما تحفظت على إصدار بعض تقنياتها بشكل مفتوح. وأضاف ألتمان في لقاء سابق على منصة Reddit:


"أعتقد بشكل شخصي أن علينا إعادة النظر في استراتيجيتنا المتعلقة بالمصدر المفتوح. نرغب في تقديم نماذج أفضل مستقبلاً، لكن من الطبيعي ربما أن يكون تقدمنا أقل من حيث الحجم والتأثير قياسًا بما حققناه في الماضي".


التركيز على معايير السلامة والأمان قبل الإصدار الرسمي

رغم اندفاع الشركة لتطوير نموذج لغة مفتوح المصدر، إلا أنها حرصت على تأكيد التزامها بمعايير صارمة لتقييم سلامة النموذج الجديد. وأوضحت مصادر من داخل الشركة أنها سوف تنشر تقرير "بطاقة نموذج" تفصيليًا، وهو تقرير تقني يعرض نتائج الاختبارات والمعايير الفنية للسلامة، وكذلك التقييمات الداخلية والخارجية قبل إطلاقه رسمياً.

ذو صلة

وتبدو هذه الخطوة مهمة جدًا، خصوصاً بعدما تعرضت OpenAI لانتقادات سابقة بسبب التسريع في إصدارات نماذجها من دون إجراء تقييمات سلامة مفصلة، ما أثار حفيظة مجتمع الذكاء الاصطناعي والمهتمين بقضايا أخلاقيات التكنولوجيا.

على كل حال، يمكن القول إن هذه الخطوة ستكون محورية بالنسبة لمستقبل الشركة في ظل المنافسة المتصاعدة والإقبال العالمي المتزايد على الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر. وحتماً سيكون الصيف المقبل موعداً مهماً ينتظره الكثيرون في قطاع التقنية، ليروا إذا ما كانت OpenAI ستتمكن بالفعل من تحقيق وعدها بإصدار أفضل نموذج لغة مفتوح المصدر حتى الآن.

ذو صلة