ذكاء اصطناعي

رجل بزَرع عضو ذكري… والنتيجة صادمة: سيصبح أبًا قريبًا!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

أُعلن عن نجاح أول عملية زراعة عضو ذكري في العالم في جنوب أفريقيا.

الشاب الذي خضع للعملية بصدد أن يصبح أباً بعد نجاحها وظيفياً وإنجابياً.

استغرقت العملية تسع ساعات في مستشفى تايغيربرغ بتقنيات دقيقة.

جنوب أفريقيا تعاني من مشكلات الختان التقليدي، ما يعزز الحاجة لهذه الزراعة.

هناك خطط مستقبلية للتوسع في إجراء مثل هذه العمليات الناجحة.

في خبر يحمل الأمل لكثيرين حول العالم، أعلن أحد الجراحين المشاركين في أول عملية زراعة عضو ذكري ناجحة على الإطلاق أن الشاب الجنوب أفريقي الذي خضع للجراحة أصبح قريباً من أن يصبح أباً. فقد أكدت صديقة الشاب، الذي يبلغ من العمر 21 عاماً ويحظى بسرية هويته، أنها حامل في الشهر الرابع، ليكشف ذلك عن نجاح العملية الطبية الجديدة ليس فقط من الناحية الوظيفية، بل والإنجابية أيضاً.

في ديسمبر الماضي، شهد مستشفى تايغيربرغ الجامعي بالتعاون مع جامعة ستلينبوش حدثاً طبياً فريداً من نوعه، إذ استغرقت العملية نحو تسع ساعات لتوصيل عضو ذكري من متبرع إلى المريض الذي فقد عضوه نتيجة ختان تقليدي فاشل. وأوضح الجراح أندري فان دير ميرفي، الذي رأس الفريق الطبي، أنه لم يكن بحاجة لإجراء اختبار أبوة، مؤكداً ثقته الكاملة بحقيقة حدوث الحمل كنتيجة مباشرة للعملية الناجحة.


العلم يغيّر حياة شاب


من الطبيعي أن نربط هذا الإنجاز الطبي بتأثيره الفوري على جودة حياة الشاب المتلقي للعضو الجديد. فبعد فقدانه لعضوه الأصلي عندما كان في الثامنة عشرة بسبب مضاعفات طبية خطيرة، عاش الشاب سنوات عصيبة أثرت عليه جسدياً ونفسياً. ويقول الطبيب فان دير ميرفي إن تحقيق القدرة على التبول بشكل طبيعي وممارسة العلاقة الزوجية أهم ما كان يصبو إليه الفريق الجراحي، لتسجل هذه العملية بذلك علامة فارقة في الأمل والاستقرار النفسي والاجتماعي للمريض. سلاسة النجاح تعود إلى تقنيات وصلت حد الدقة في توصيل الأوعية الدموية والأعصاب الدقيقة، مستلهَمة جزئياً من خبرات عمليات زراعة الوجه، مما يزيد من احتمالات قبول العضو الجديد واندماجه.


انعكاس عالمي وأسباب محلية للظاهرة


ولا يمكن إغفال أن جنوب أفريقيا تحديداً تعد واحدة من أكثر الدول التي تحتاج إلى عمليات زراعة الأعضاء الذكرية، نظراً لتقارير مقلقة حول فشل عمليات الختان التقليدية وما تسببه سنوياً من إعاقات أو حتى وفيات لبعض الشبان خلال طقوس الانتقال إلى الرجولة. الأمر دفع العديد من الأسر إلى التردد بين مراعاة العادات الموروثة والحفاظ على سلامة أبنائهم. ولعل نجاح أول زراعة من هذا النوع يسلّط الضوء أكثر على ضرورة وجود حلول طبية متقدمة لمصاعب تبدأ من المجتمع وتَنتهي على طاولة الجراحة.


هل نشهد عمليات جديدة قريباً؟

ذو صلة


وفي ظل هذا النجاح الباهر، كشف الطبيب الجراح أن الفريق لا يزال بصدد تقييم النتائج الكاملة للعملية بغية التأكد من جميع التفاصيل الطبية، مشيراً إلى إمكانية إجراء المزيد من عمليات زراعة العضو الذكري مستقبلاً، ما يعني فتح باب الأمل أمام عشرات وربما مئات الشبان الذين ينتظرون حلاً مشابهاً. بعض المحاولات السابقة في العالم لم تكلل بالنجاح على المدى الطويل، لكن الأطباء باتوا أكثر تفاؤلاً اليوم بفضل التقدّم العلمي في طرق نقل الأعضاء والتقنيات الجراحية الدقيقة.

إذاً، نجاح عملية زراعة العضو الذكري في جنوب أفريقيا تمثل، من جهة، إضافة ثمينة لعالم الطب في مجال زرع الأعضاء، ومن جهة أخرى فرصة جديدة لإعادة بناء حياة الشباب المتضررين جراء مضاعفات الختان أو الحوادث. يبقى أن يثبت الطب قدرته على المضي قدماً بفضل الشجاعة العلمية والأمل الإنساني الذي لا ينضب.

ذو صلة