رغم جهود مايكروسوفت.. الموظفون يفضلون ChatGPT على منصة Copilot

3 د
تُفضّل العديد من المؤسسات استخدام ChatGPT على منصة Copilot من مايكروسوفت.
يُعدّ انتشار ChatGPT بين المستخدمين سببًا رئيسيًا في تفضيلهم له.
تواجه مايكروسوفت تحديات لإقناع الموظفين باستخدام Copilot رغم الصفقات الضخمة.
بلغ مستخدمو ChatGPT 800 مليون مقابل 20 مليون فقط لـCopilot.
يسعى المستخدمون لاختيار المنصات بناءً على الألفة وسهولة الاستخدام.
في الفترة الأخيرة، برزت منصات الذكاء الاصطناعي التفاعلية كأحد أبرز تقنيات العصر الحديث، وبات من الشائع الآن استخدام نماذج مثل ChatGPT وCopilot في أماكن العمل وخارجها. لكن تقارير جديدة تشير إلى أن نموذج ChatGPT المطور من OpenAI بدأ يهيمن تدريجياً على المنافسة، مضعفاً آمال منصة Copilot التي أطلقتها شركة مايكروسوفت لاستهداف المؤسسات والشركات.
صراع المنصات على كسب ثقة الموظفين
كشف تقرير نشرته وكالة بلومبرغ مؤخراً أن العديد من المؤسسات التي سارعت للاشتراك في منصة مايكروسوفت Copilot، تواجه اليوم تحدياً كبيراً في إقناع موظفيها باعتماد هذه المنصة في أعمالهم اليومية. شركة الأدوية الكبرى "أمجين" على سبيل المثال، اشترت خطة اشتراك توفر المنصة لنحو عشرين ألف موظف، لكن المفاجأة تمثلت في أن الموظفين استمروا بالاعتماد على منصة ChatGPT رغم مرور أكثر من سنة على الاشتراك.
وهذه ليست حالة فردية، بل أصبحت ظاهرة واضحة في مختلف المؤسسات التي تشهد تفضيل الموظفين لمنصة ChatGPT بدلًا من Copilot. يعود ذلك بدرجة كبيرة إلى أن ChatGPT ينتشر بشكل واسع بين المستخدمين في منازلهم، ما مكّنه من تحقيق انتشار كبير وأكسبه ميزة الألفة وسهولة الاستخدام التي تجعل منه خيارًا مريحًا لموظفي الشركات.
المزايا المشتركة ومحاولات مايكروسوفت للسيطرة
تدلّ بعض الوقائع على أن مايكروسوفت سعت بالفعل للاستفادة من منصة OpenAI، حيث تقدم Copilot خدمات مشابهة لخدمات ChatGPT، كتلخيص المعلومات وصياغة الرسائل الإلكترونية وتحليل البيانات وحتى توليد الصور. وبشكل نظري، كان من المفترض أن تكتسب Copilot ميزة تنافسية بسبب الانتشار الواسع لنظام التشغيل ويندوز في أنظمة الشركات، وهو ما حاولت مايكروسوفت تسويقه للمؤسسات كوسيلة لدمج التأقلم التقني بسلاسة.
لكن الواقع جاء مخالفًا للتوقعات، حيث أظهرت البيانات الأخيرة أنه بحلول يونيو 2025، امتلكت ChatGPT حوالي 800 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا، من ضمنهم 3 ملايين مستخدم من أصحاب الاشتراكات التجارية المدفوعة، في مقابل 20 مليون فقط لمنصة Copilot، وهو رقم لم يتغير كثيرًا منذ أكثر من سنة.
وهذا ما يُظهر بوضوح حجم الفرق في الانتشار بين المنصتين على الرغم من أن منتجات مايكروسوفت عادة ما كانت تسيطر على السوق بفضل ارتباطها الوثيق بنظام ويندوز الذي تُعتبر منصته من أنجح أنظمة التشغيل عالميًا.
ضغوط مؤسسية ومحاولات لتغيير الواقع
تعاملت مايكروسوفت مع مؤسسات كبرى، بما فيها فولكس فاجن، وأكسنتشر، وباركليز، وهي شركات وقعت بالفعل صفقات بمئات آلاف الحسابات بعشرات ملايين الدولارات سنويًا للاشتراك في Copilot. ومع ذلك، ما تزال مايكروسوفت تواجه صعوبة واضحة في إقناع موظفي هذه المؤسسات باستخدام Copilot بشكل يومي وكثيف، ما دفع بعض إدارات الشركات إلى محاولة تحفيز الموظفين وتشجيعهم على استخدام المنصة التي تم التعاقد بشأنها بالفعل.
تأتي هذه الأخبار في ظل الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي تعانيها مايكروسوفت، إذ أعلنت الشركة مؤخراً عن تخفيض كبير في قواها العاملة، بما يُقدّر بحوالي من 6 إلى 7 آلاف وظيفة على مستوى العالم، تمثل حوالي 3% من إجمالي موظفيها.
مستقبل المنافسة وأهمية كسب ولاء المستخدمين
وبالنظر إلى هذه الظروف الصعبة التي تواجهها مايكروسوفت حاليًا، يبدو من الواضح أن معركة إقناع الموظفين وتغيير سلوكهم في استخدام الأدوات التقنية أصبحت اليوم نقطة حاسمة لإثبات نجاح نموذج العمل الجديد لهذه الشركات التقنية الكبيرة. فالمستخدمون اليوم هم الذين يقررون أي منصة تُستخدم بشكل يومي في حياتهم المهنية، ولذلك فإن كسب ثقتهم أصبح أمراً ضرورياً للمنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي المتزايد التنافسية.
وعلى الرغم من أن مايكروسوفت تمتلك سجلاً طويلاً في علاقاتها المؤسساتية مع قطاع تكنولوجيا المعلومات، فإن الألفة الكبيرة التي حققتها منصة ChatGPT مع المستخدمين كانت السبب الرئيسي في تقدمها بهذه الصورة على منافستها Copilot.
في المرحلة القادمة، ربما يكون من الأفضل لمايكروسوفت أن تبحث عن مزيد من السبل لدمج Copilot بطريقة تجعل من استخدامها أمراً أسلس وأكثر قرباً للمستخدمين، وربما تحتاج إلى التضييق من نطاق تركيز المنصة لتصبح أداة أكثر تحديداً ووضوحاً، ما قد يساهم في جعلها خياراً جذاباً للمؤسسات وموظفيها، لتتمكن في نهاية المطاف من خلق علاقة متينة وولاء مستدام مع قاعدة مستخدميها.