ذكاء اصطناعي

روبوتات مجهرية تقتحم عالم الطب: مستقبل علاج أمراض القلب دون جراحة!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تطوّر علماء روبوتات مجهرية تمهد لعلاج انسداد الشرايين دون جراحة تقليدية.

تعمل الروبوتات باستخدام تقنية "ذاكرة الشكل" لتتحرك بدقة داخل الجسم.

الروبوتات تُعزز علاج الشرايين والأورام بسلاسة وبدقة أكبر.

التحديات تشمل تحسين الحركة في بيئة الدم، وتتطلب أبحاثاً إضافية.

يمثل هذا تطوراً ثورياً في العلاجات النانوية وأكثر أماناً للجسم البشري.

هل تخيلت يوماً أن يتسلل روبوت دقيق داخل عروقك ليزيل الكوليسترول المترسب دون عمليات جراحية مؤلمة؟ أحدث ما أعلن عنه علماء من جامعة نورث وسترن الأميركية يقترب بهذا الخيال من الواقع، عبر تطويرهم أصغر روبوتات يتم التحكّم بها عن بُعد، لا يتجاوز عرض الواحد منها واحد ميليمتر، أي أصغر من رأس الدبوس بكثير. هذه القفزة الهندسية الجديدة قد تغيّر قريباً مفهوم الطب والعلاجات القلبية التقليدية للأبد.

ابتكار فريد: الروبوتات المجهرية في مهمة داخل الجسد
هذه الروبوتات الفريدة، المصممة بشكل يشبه السلطعون الصغير، مصنوعة من سبائك معادن تبلغ من الذكاء ما يسمح لها بتذكر شكلها الأصلي. تعتمد فكرتها الأساسية على ظاهرة "ذاكرة الشكل"؛ إذ يعاد تشكيل أجزاء الروبوت بدقة عندما تتعرض للحرارة، مثل ضوء الليزر، فتتحرك الأرجل والمخالب المصغرة بشكل متناغم على حسب برمجة مسبقة من العلماء. وبهذه التقنية، يتحرك الروبوت بسلاسة في بيئة جافة، ويعيد ترتيب نفسه بشكل تلقائي عند انخفاض الحرارة. هذا الربط الذكي بين الهندسة والتقنيات الطبية يفتح الباب أمام تطورات علاجية ثورية، لا سيما في ميدان عمليات الأوعية الدموية وقسطرة القلب.

وبناءً على النجاح المبدئي لهذا الابتكار، يبدأ العلماء في تصور أدوار أكثر جرأة لهذه الروبوتات داخل جسم الإنسان. فبجانب إزالة ترسبات الكوليسترول أو ما يسمى "اللُّويحات"، هناك طموح لاستهداف الأورام السرطانية داخل الأعضاء بصورة دقيقة. ومن هنا تتضح أهمية هذا المشروع البحثي، إذ يعزز من فرص التصدي لمشاكل الشرايين بشكل غير غازٍ، ويوفر بديلاً للناظور الجراحي والمؤثرات الجانبية المصاحبة له.

تحديات التطبيق: ما زال الطريق طويلاً
ورغم الحماس الذي يرافق هذه التجربة، يعي العلماء أن النموذج المطوّر حالياً يعمل فقط على الأسطح الصلبة، ولم يدخل بعد بيئة السوائل مثل الدم داخل الشرايين أو الشعيرات الدقيقة. التحكّم بحركة الروبوت وسط تيارات الدم، وسط الملايين من خلايا الدم الحمراء، أمر يتطلب مزيداً من البحث والتطوير لجعل الروبوتات أكثر كفاءة في السباحة والتنقل الدقيق. وفي هذا السياق، يواصل الفريق العلمي جهودهم لتقليل حجم الروبوت أكثر فأكثر، حتى يتمكن فعلياً من التجوال داخل أدق الشعيرات الدموية دون أن يتسبب بأي ضرر أو انسداد.

وهذا الوعي بالتحديات التقنية يربط بين التصور المستقبلي للروبوتات الطبية وحاجة الواقع السريري للحلول العملية التي تضمن الأمان والكفاءة معاً، خاصة في بيئة الجسد المعقدة والبيولوجية.

ثورة في العلاجات المصغّرة
الأمل الكبير أن يثمر هذا المجال في ابتكار حلول طبية جديدة توصف غالباً بأنها ثورة في التدخلات العلاجية المصغّرة، أو ما يعرف بالطب النانوي. إذ يتطلع الباحثون من خلال السيطرة عن بعد، واستعمال التكنولوجيا الذكية في تصميم الروبوتات، لفتح عصر جديد يستطيع فيه الإنسان علاج أمراض القلب والشرايين من الداخل عن طريق "جراحين ميكرويين" يعملون بلا ألم أو ندوب أو توقف طويل عن الحياة اليومية.

ذو صلة

وبينما يستمر السباق العلمي في محاولة اجتياز عقبة بيئة السوائل ومكافحة تحديات تصغير المركبات الذكية إلى مستوى النانو، يبقى الأمل معقوداً أن يأتي اليوم الذي نسمع فيه عن أول مريض يتعافى من انسداد خطير باستخدام روبوت مجهرية، لتنقلب الموازين تماماً في عالم الطب الحديث.

في نهاية المطاف، يبدو أن كلمة "مستحيل" أمام هذه الاختراعات تتلاشى يوماً بعد يوم. ربما يكون من المفيد مستقبلاً استخدام مصطلح "علاج مصغّر" بدلاً من عبارة "حد أدنى من التدخل" للدلالة على جوهر التطور. ومن المهم عند صياغة الأخبار حول التطورات الطبية إبراز الرابط المنطقي بين التحديات الحالية والآفاق القريبة، مع دعم النص بجمل ربط سلسة تعزز اتساق الخطاب وتجذب القارئ للمضي قدماً في الاكتشاف.

ذو صلة