ذكاء اصطناعي

شركة ناشئة تبدأ بتجديد جلد الكلاب: هل نشهد طباعة الأعضاء بحلول العقد القادم؟

محمد كمال
محمد كمال

4 د

تعمل شركة Vital3D على طباعة أعضاء حيوية باستخدام تقنية الطباعة بالليزر ثلاثية الأبعاد.

تهدف الشركة إلى تطوير ضمادات حيوية للكلاب تسهم في تسريع التئام الجروح.

تستعد لإجراء تجارب سريرية على الضمادات الحيوية في صيف هذا العام بأوروبا.

تطمح لتوسيع تطبيقاتها المستقبلية لتشمل علاج الأمراض البشرية مثل السكري والحروق.

تشير التحديات إلى صعوبة بناء شبكات دموية مصغرة داخل الأعضاء المطبوعة.

هل تخيلت يوماً أن يُصبح بالإمكان طباعة أعضاء بشرية جاهزة للزرع عند الطلب؟ يبدو أن هذا الحلم يقترب من الحقيقة، حيث تعلن شركة Vital3D الناشئة في ليتوانيا عن خطوة جادة نحو هذا المستقبل عبر تطبيق ثورتها في الطباعة الحيوية على جلود الكلاب أولاً قبل انتقالها للبشر.

تجارب تبدأ من الحيوانات والطموح نحو البشر
في مختبرات مدينة فيلنيوس، تبتكر Vital3D أنسجة حيوية متقدمة باستخدام طابعة ليزر ثلاثية الأبعاد، حيث توضع الخلايا الحية والمواد الحيوية بدقة مذهلة ضمن أنماط هندسية تحاكي البنية الطبيعية للجسم. الرؤية تبدأ مع منتج يسمى VitalHeal: ضمادة فريدة مطبوعة حيوياً للحيوانات الأليفة، تهدف إلى تسريع التئام الجروح وتخفيض العدوى وتكاليف العلاج، مع وعد بأن يحمل التطوير لاحقاً للبشر علاجات للسكري والحروق وحتى تداعيات الحروب. وربط هذا التوجه بين معالجة مشكلات الطب البيطري وتطلعات الطب الحديث للبشر يفتح الباب واسعاً أمام تطبيقات هندسة الأنسجة وزرع الأعضاء.

ضمادة رقمية لتسريع الشفاء: الفكرة والتقنية
تخيل ضمادة تغطي جرحاً على جلد كلب صغير، لكنها ليست كبقية الضمادات؛ فهي مزودة بمسامات دقيقة بسمك أقل من شعرة الإنسان، تسمح بمرور الهواء وتمنع دخول البكتيريا. وإلى جانب ذلك، هناك محفزات نمو مدعمة في كيان الضمادة، تعمل على تسريع تجدد الجلد وتلعب دوراً رئيسياً في تقصير زمن الشفاء من أسابيع طويلة إلى أربعة أو ستة أسابيع فقط. المؤسس والمدير التنفيذي، فيدمانتاس شاكاليس، يراها خطوة أولى نحو حلم أكبر: "طباعة الأعضاء مهمة معقدة للغاية وستحتاج لعقد أو أكثر حتى تصير واقعية، لكننا كشركة تجارية نحتاج لمنتجات أقرب إلى السوق، لذا نبدأ بالأسهل ونتدرج نحو الأصعب". لا تنفصل تلك الرؤية عن حاجة السوق الكبير الذي تشير أرقامه إلى نمو سوق علاج جروح الحيوانات عالمياً من 1.4 إلى 2.1 مليار دولار حتى 2030.

من خبرة الليزر إلى بيولوجيا الأنسجة
ويكشف ربط هذه الإنجازات بخلية القيادة أن شاكاليس لم يأتِ من فراغ؛ فالرجل الذي قضى أكثر من عشر سنوات في تطوير تطبيقات الليزر للأجهزة الطبية والطيران والألكترونيات الدقيقة، استخدم معرفته للهندسة الدقيقة في ابتكار طابعات حيوية يمكنها تشكيل الخلايا والمواد الحساسة بتأنٍ تكنولوجي بالغ. النظام الليزري يُسلط الضوء على حبر حيوي يتحول إلى بنية متماسكة ثلاثية الأبعاد تُحاكي حتى الأعضاء الأكثر تعقيداً. وهنا تبدأ التحديات الكبرى، مثل توفير شبكة أوعية دموية ودمج أنواع متعددة من الخلايا في عضو واحد، وهي قفزات تقنية سيعتمد نجاحها على قدرة الفريق للانتقال من حلول بيطرية إلى هندسة أعضاء كاملة لبني البشر.

من الحيوانات للبشر: خطوة نحو طب المستقبل
ولأن طب تجديد الأنسجة يتطلب أدلة قوية على الفاعلية، فإن Vital3D تستعد لإطلاق تجارب سريرية على الكلاب هذا الصيف في عيادات أوروبية. إذا نجحت ضمادتها الحيوية، تعتزم طرح نسخة غير قابلة للتحلل أولاً ثم العمل على نماذج قابلة للتحلل الحيوي، لتكون اللبنة الأساسية في علاج جروح البشر والسكري والحروق وتطوير طب الجراحات الدقيقة. ويذكر أن التكنولوجيا نفسها تفسح المجال لمشاريع موازية، مثل إنتاج نماذج مصغرة للأعضاء لاختبارات علاج السرطان، بالإضافة إلى دعامة حيوية مطبوعة تظهر نجاحاً واعداً في التجارب الحيوانية.

ذو صلة

تحديات علمية وأمل جديد للمرضى
لكن الطريق ليس سهلاً. تعترف الشركة أن أكبر العراقيل تكمن في بناء شبكات دموية مصغرة وتنوع الخلايا وتخصصها في الأعضاء المعقدة مثل الكلى والقلب. حتى الآن، أقل من 10% من المرضى حول العالم يحصلون على أعضاء مطابقة للزراعة، مع وجود أكثر من تسعين ألف مريض ينتظرون كلية فقط في الولايات المتحدة، ما يضاعف الإلحاح على تسريع هذه الأبحاث. يرى شاكاليس أن الطباعة الحيوية تفتح عصراً جديداً، ليس فقط عبر حل أزمة الزراعة، بل بوضع حجر الأساس لطب شخصي تفصيل يمكّن من تفصيل العلاج بحسب كل مريض. وهذا التفاؤل مدعوم بإمكانات الهندسة النسيجية التي ستنعكس ليس فقط في جراحات الزرع، بل في اختبارات الأدوية وتجديد الجلد وأنسجة الجسم.

وبينما تقترب Vital3D من أولى خطواتها العملية، يمكن للقراء اقتراح تعزيز النص بتغيير كلمة "تجديد الأنسجة" إلى "هندسة الأنسجة" لشمول المواضيع، أو إضافة جملة توضح ضرورة ضبط تقنيات الحبر الحيوي لتفادي أية ردود مناعية لاحقة عند الزرع، ما يمنح المقال ربطاً أعمق بين التقنية ومستقبل الرعاية الصحية. هكذا، يبدو أن رحلة الطب نحو أعضاء وفق الطلب لم تعد خيالاً علمياً، بل واقع ينضج بهدوء بين مختبرات التقنية وأحلام مرضى ينتظرون الأمل.

ذو صلة