شركة OpenAI تستعد لإطلاق نموذج GPT-5 المتقدم في أغسطس

4 د
من المتوقع إطلاق نموذج GPT-5 الجديد من أوبن إيه آي في أغسطس 2025.
سيضم النموذج إمكانيات متعددة الوسائط تشمل النصوص والصور والأصوات والفيديوهات.
تجري حاليًا اختبارات مكثفة لضمان استقرار النموذج والتزامه بالأخلاقيات.
سيبدأ توفير النموذج تدريجيًا للشركات ثم للأفراد، مع ميزات إضافية للاشتراكات المدفوعة.
تؤكد أوبن إيه آي على تركيزها على الأمان والموثوقية بدلًا من جولات التمويل الجديدة.
في خطوة ينتظرها الجميع على أحر من الجمر، أعلنت شركة أوبن إيه آي (OpenAI) عن استعدادها لإطلاق نموذجها الأكثر تقدماً حتى الآن، GPT-5، خلال شهر أغسطس 2025. جاء هذا الإعلان ليسكب الزيت على نار الحماسة التي أشعلها الرئيس التنفيذي سام ألتمان، الذي أشار في وقت سابق إلى أن الإصدار قادم “قريباً جداً” وأن الصيف سيكون موعداً للانطلاقة المنتظرة. ولعل أكثر ما يميّز هذا الجيل القادم أنه سيأتي برفقة نسخ مصغرة (mini وnano)، مع فتح المجال للمطورين من خلال واجهة برمجة التطبيقات (API)، ما يمهد لعصر جديد في معرض نماذج الذكاء الاصطناعي.
تطورات ومسار النموذج الجديد
رغم أن المسار نحو GPT-5 كان متعرجاً مليئاً بالتأجيلات، إلا أن التسريبات والاختبارات الداخلية أثارت فضول المتابعين. فمنذ تلميحات ألتمان الأولى عن قدوم النموذج “في وقت ما هذا الصيف”، توالت المؤشرات على انخراط فرق أوبن إيه آي في جولات متتالية من الاختبارات التقنية وفحوصات الأمان. في يوليو 2025 تم رصد إشارات إلى “GPT-5 Reasoning Alpha” من خلال ملفات تكوين شاركها بعض المهندسين، كما رُصدت إشارات أخرى في مستودعات داخلية للشركة تعكس وصول المشروع إلى مراحل متقدمة من التجربة والتطوير. وتأتي هذه المنهجية في التحضير تعكس حذراً واضحاً وتسعى لضمان استقرار المخرجات وكفاءة الاستدلال.
المنافسة على السرعة والدقة – نافذة الإصدار تزداد وضوحاً
في خضم تسارع الرهانات وتناقل التوقعات داخل أوساط التقنية، ضاقت نافذة الإصدار التي بدأت بتصريح عام من ألتمان—“الصيف 2025”—لتقترب من التأكيد الرسمي بأن الإطلاق سيتم في أوائل أغسطس القادم. يتصل ذلك بسلسلة التسريبات التي ركزت على التقدم المتدرج في تحديثات الدردشة الذكية (ChatGPT)، حيث تم سابقاً إصدار نسخة وسيطة GPT-4.5 “Orion” لمشتركي الخدمة المدفوعة. هذا التسلسل في التحديثات يضمن انتقالاً سلساً للمستخدمين ويتيح مراجعة دقيقة لكل مرحلة.
حرص على الأمان… ومقاربة جديدة لإعلان النماذج
في هذه الزاوية تتلاقى تصريحات ألتمان مع الحساسية العالية حول قضايا أمان الذكاء الاصطناعي. فقد جدد التأكيد بأن GPT-5 لن يرى النور إلا إذا أظهرت الاختبارات التزاماً بالاستقرار والاتساق الأخلاقي، مشدداً في لقاءات عديدة على ضرورة توازن الأداء مع الجوانب الأخلاقية. وربما يُلحظ هنا تحول في سياسات الإعلان، حيث تغيب الحملات الدعائية الضخمة لصالح تسريب المعلومات بشكل مدروس عبر الحوارات ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يخلق جواً من الترقب ويمنح الشركة فرصة القيام بضبط دقيق بناءً على ردود الفعل الأولية.
قفزة تقنية: إمكانيات غير مسبوقة والتكامل متعدد الوسائط
وباستمرار الحديث عن إمكانيات GPT-5، تظهر معالم نقلة نوعية تتمثل في توحيد القدرات متعددة الوسائط داخل بنية واحدة—أي أن النموذج سيكون قادراً وبسلاسة على معالجة النصوص والصور والأصوات والفيديوهات، ما يمنحه مرونة وسرعة غير مسبوقتين في التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي المعقدة. إلى جانب ذلك، تشير الترجيحات إلى زيادة مذهلة في قدرة النموذج على استيعاب السياق (context window)—حيث ارتفعت من مئات الآلاف إلى أكثر من مليون “رمز” (token)، أي ما يعادل متابعة قرابة عشرة كتب كاملة في آن واحد. ومن غير المستبعد أن نرى تقنيات متقدمة في التحليل المنطقي، مثل بنية “سلسلة التفكير” (Chain of Thought)، والتي تتيح للنموذج تفكيك المشكلات المعقدة إلى خطوات أبسط لضمان نتائج أكثر دقة وواقعية، مع تقليل ظاهرة “الهلاوس” أو الاستنتاجات الخاطئة التي أزعجت المستخدمين في الإصدارات السابقة.
ومن هنا، يتضح أن هذه النقلة الكبيرة في قدرات GPT-5 ترتبط أيضاً باستراتيجية أوبن إيه آي في توزيع النسخ بشكل تدريجي—تبدأ بإتاحتها لبعض الشركات والمؤسسات الرائدة، ثم تطرح لاحقاً للمستخدمين الأفراد من جميع الفئات، مع استمرار توفير إمكانيات إضافية للمشتركين في الباقات المدفوعة. هذه المنظومة المرنة تجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وتسمح برصد التحديات وحلها بشكل فوري.
سباق الذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل
وفي ظل هذه الأجواء، يبقى سؤال السباق إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI) حاضراً بقوة، خاصة أن GPT-5 يأتي في وقت يحتدم فيه التنافس بين الكبار في عالم التقنية. وتشدد أوبن إيه آي أنها لا تربط هذا الإصدار بجولات تمويل جديدة ولا تسعى لتحريك السوق بهذه الورقة، بل تركز على عنصر الأمان والموثوقية كتاج للإنجاز.
ومع اقتراب موعد الإصدار، ينصح بعض المراقبين باستخدام مصطلحات أدق مثل “قدرات الاستدلال العميق” بدلاً من “ذكاء اصطناعي متقدم جداً”، مع الحرص على ربط الجمل وتضييق زاوية التغطية عند الحاجة لضمان وضوح الصورة للقراء. ومهما بلغت التقنيات من تطور، فإن التجربة الإنسانية في الكتابة وتبسيط المصطلحات، ستبقى دائمًا الوسيلة الأهم لجسر الفجوة بين العالم التقني والجمهور الباحث عن الفهم والتفاصيل.