طفل يولد بوزن 12.8 رطلاً في أمريكا… لكن المفاجأة أنه ليس الأكبر!

3 د
ولد رضيع في أمريكا بوزن 5.
8 كيلوغرامات، لكنه ليس الرقم القياسي العالمي.
ظاهرة العملقة الجنينية تشمل الأطفال الذين يزيد وزنهم عن 4.
5 كيلوغرامات عند الولادة.
10% من الولادات في أستراليا تقع ضمن العملقة، مع تحديات للأطباء والأمهات.
العوامل الكبرى تشمل الوراثة، مدة الحمل، وصحة الأم مثل سكري الحمل.
تقدير وزن الطفل قبل الولادة غير دقيق، ويعتمد على قياسات رحمية وتقنيات التصوير.
في واحدة من أغرب قصص الولادة هذا العام، شهدت الولايات المتحدة قدوم طفل أثار دهشة الأطباء ووسائل الإعلام على السواء. فقد وُلد الرضيع كاسيان بوزن وصل إلى **5.8 كيلوغرامات** (نحو 12.8 رطلاً)، وهو رقم لافت لكنه ليس الأعلى في التاريخ كما روّج البعض. ففي عام 2023 مثلاً، وُلد طفل في البرازيل بوزن تجاوز **7.3 كيلوغرامات**، أي بفارق كبير عن حالة كاسيان الأمريكية.
هذا الحدث يفتح الباب للحديث عن ظاهرة تُعرف طبيًّا باسم **“العملقة الجنينية”** أو **Macrosomia**، وهي تصنّف كل طفل يزيد وزنه عند الولادة عن **4 إلى 4.5 كيلوغرامات**. تختلف التعريفات قليلاً من بلد إلى آخر، إلا أن المعنى العام يشير إلى ولادة طفل أكبر من المتوسط الطبيعي المرتبط بعمر الحمل.
وهنا يبرز السؤال المتكرر: هل ولادة طفل ضخم أمر استثنائي فعلاً؟
ماكروسوميا بين العلم والخطر
تشير إحصاءات طبية من دول متقدمة مثل أستراليا إلى أن نحو **10% من الولادات** تقع ضمن نطاق العملقة الجنينية، ما يجعلها ظاهرة غير نادرة تماماً. لكن ولادة طفل بوزن مرتفع تضع تحديات أمام الأطباء والأمهات على حد سواء. فكلما تجاوز الوزن **4.5 كيلوغرامات**، ارتفعت احتمالات اللجوء إلى **الولادة القيصرية** أو استخدام أدوات مثل **الملقط الجراحي** و**الشفط الهوائي** لتسهيل خروج الجنين. هذه الإجراءات قد تزيد فترة نقاهة الأم وتؤثر في خياراتها الإنجابية المستقبلية.
ومن الطبيعي بعد هذا أن نتساءل عن الآثار الصحية التي قد تطال المولود نفسه نتيجة هذا الوزن الكبير.
الأسباب وراء “الرضيع العملاق”
العوامل التي تحدد وزن الطفل لحظة الولادة معقدة ومتداخلة. فإلى جانب **الوراثة**، تلعب **مدة الحمل** و**صحة الأم** دوراً محورياً. المواليد الذين يتجاوزون موعد ولادتهم المتوقع غالباً ما يزداد وزنهم لأنهم قضوا وقتاً أطول داخل **الرحم**. أما العامل الأهم فيبقى **سكري الحمل** أو **السكري المزمن** لدى الأم، إذ يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى انتقال كميات أكبر من الطاقة إلى الجنين، ما يسمح بتخزين **الدهون** في جسمه ويزيد وزنه الإجمالي.
الطريف أن هذا النمط يمتد أحياناً عبر الأجيال؛ فالأسر التي يُعرف عنها إنجاب أطفال كبار الحجم غالباً ما تكرر الظاهرة نفسها. ولا يمكن هنا أن نغفل تأثير **مؤشر كتلة الجسم (BMI)** للأم أو **نوعية تغذيتها**، إذ تساهم هذه العناصر في رفع احتمالات العملقة أيضاً.
ومع هذا الكم من العوامل، يبدو من الصعب على الأطباء تقدير حجم الطفل قبل الولادة بدقة، ما يدفعهم للاعتماد على القياسات المتاحة رغم محدوديتها.
تقدير الوزن قبل الولادة… علم غير دقيق
عادة يعتمد الأطباء على قياس **ارتفاع الرحم** والفحص الخارجي لتقدير حجم الجنين. وإذا بدت النتائج غير مألوفة، يتم إجراء **تصوير بالأشعة فوق الصوتية (Ultrasound)** لمحاولة تقدير الوزن. لكن الدراسات أثبتت أن هذه القياسات تفتقر إلى الدقة، إذ تُظهر تفاوتاً كبيراً بين التوقعات والحقيقة.
وقد كشفت **دراسة بريطانية** كبرى سُمّيت “تجربة الطفل الكبير”، وشملت ما يقرب من **3 آلاف امرأة**، أن **60% من الأجنة** الذين ظن الأطباء أنهم كبار الحجم وُلدوا بوزن طبيعي جداً. حتى فكرة **تحفيز الولادة في الأسبوع الـ39** لتجنّب المضاعفات لم تُظهر فائدة واضحة، ما دفع الباحثين إلى إيقاف الدراسة مبكراً.
هذه النتائج تضعنا أمام حقيقة أن التنبؤ بمقدار “ضخامة” الطفل لا يزال أمراً تقديرياً في المقام الأول، ويعتمد على الخبرة بقدر ما يعتمد على التكنولوجيا.
في النهاية، يذكّرنا خبر كاسيان بأن وراء كل عنوان مثير قصة طبية متشعبة تقف فيها **الوراثة** و**التغذية** و**مدة الحمل** و**رعاية الأم الصحية** جنباً إلى جنب. فبينما تترقب وسائل الإعلام كل ولادة غير معتادة، يبقى العلم مشغولاً أكثر بفهم ما وراء هذه الأوزان الكبيرة وكيفية ضمان سلامة الأمهات والأطفال معاً.