ذكاء اصطناعي

وضع الذكاء الاصطناعي الجديد في بحث جوجل: احجز المطاعم وتذاكر السفر

مصطفى يسري
مصطفى يسري

4 د

قدمت جوجل تحديثات كبيرة على "وضع الذكاء الاصطناعي" في البحث لتسهيل حياة المستخدمين.

يعزز الذكاء الاصطناعي قدرته على تنفيذ مهام عملية كمساعدة شخصية للمستخدمين.

تتيح المزايا الجديدة تخصيص نتائج البحث بما يتناسب مع تفضيلات واحتياجات المستخدمين.

توفر ميزة جديدة لمشاركة النتائج والاقتراحات الذكية مع الأصدقاء والعائلة.

يشمل التوسع الجديد أكثر من 180 دولة، مع دعم للغات إضافية مستقبلاً.

تشهد محركات البحث دائماً سباقاً مستمراً في تطوير الخدمات الذكية لتسهيل حياة المستخدمين، وجوجل اليوم تعود لتؤكد ريادتها بإعلانها عن تحديثات كبيرة على “وضع الذكاء الاصطناعي” في البحث، مستعينةً بمزايا جديدة أقرب للعون الشخصي وبتوسيع هائل يطال أكثر من 180 دولة حول العالم.

في هذا الخبر المثير الذي نشرته جوجل، تكشف الشركة عن صعودٍ لافت لقدرات البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي، حيث بات بإمكان المستخدمين توجيه أسئلة معقدة وشخصية—بل وتكليف الذكاء الاصطناعي بمهام عملية مثل حجز المطاعم أو البحث عن تذاكر فعاليات تناسب أذواقهم بدقة غير مسبوقة. كل هذا يأتي ضمن مسعى واضح لأن تصبح خدمة البحث أكثر من مجرد مصدر للإجابات، بل منصة متكاملة لإنجاز المهام والتخطيط للحياة اليومية.


الذكاء الاصطناعي ينتقل من البحث إلى العمل الفعلي

التطور اللافت في التحديث الجديد يُبرز ما يُعرف بـ”القدرات العاملية” أو “الوظيفية” (Agentic Capabilities)، والتي تسمح لوضع الذكاء الاصطناعي بأن ينوب عنك في ممارسة المهام الحياتية بدلاً من أن يكتفي بإرشادك نظرياً. على سبيل المثال، لو رغبت في حجز طاولة لعشاء مع الأصدقاء، يمكنك ببساطة إبلاغ البحث بتفاصيل مثل عدد الأشخاص والتاريخ والوقت والموقع ونوع المطبخ المفضل. سيقوم الذكاء الاصطناعي حينها بالبحث عبر منصات الحجز المختلفة في الوقت الفعلي، ويعرض عليك قائمة خيارات جاهزة بمواعيد شاغرة، رابطاً إياك مباشرة إلى صفحة الحجز لإتمام العملية بسلاسة. هذا النوع من التكامل يضيّق المسافة بين الاستفسار والتنفيذ، ويوظف مجموعات البيانات الضخمة من “رسم المعرفة” وخرائط جوجل بالإضافة إلى الشراكات مع مواقع مثل OpenTable وResy وTock. وتتلاءم هذه التقنية مع الرغبة المتصاعدة في جمع المعلومات، التخصيص، وتوفير الوقت للمستخدم.

ولأن الحديث عن التخصيص يكتمل بالدقة والملاءمة، ننتقل إلى جانب آخر من التجديدات.

يمضي السياق هنا ليبرهن على كيف يسعى وضع الذكاء الاصطناعي لجعل كل تجربة بحث قابلة للتكييف مع شخصية المستخدم واحتياجاته المتغيرة.


تجارب بحث شخصية بامتياز

في ظل السعي المستمر لجعل نتائج البحث أكثر فائدة، تتيح جوجل الآن عرض اقتراحات مخصصة للمستخدمين المشتركين في تجربة “وضع الذكاء الاصطناعي” في الولايات المتحدة ضمن Google Labs، مركزةً بشكل خاص على المطاعم وأماكن تناول الطعام. فعلى سبيل المثال، لو طلبت توصية لمكان غداء سريع في وقت محدود، سيُراعي النظام تفضيلاتك السابقة سواءً كنت تفضل المطبخ الإيطالي أو الطعام النباتي أو الجلوس في الفضاء المفتوح، ويرشح لك اختيارات ملائمة بناءً على سجل بحثك وتفاعلك مع الخرائط. من جهة أخرى، تترك لك جوجل الحرية الكاملة لضبط إعدادات الخصوصية والتحكم في حجم البيانات الشخصية المستخدمة بالتخصيص.

ولا تقتصر التجربة على الفرد فقط، وإنما تتوسع لتشمل العمل الجماعي والمشاركة الذكية.

وهذا يدفعنا للكشف عن نقلة نوعية في طريقة التفاعل الاجتماعي حول المعلومات الرقمية.


مشاركة التجارب الذكية مع الأصدقاء والعائلة

واحدة من الإضافات الأنواعية وأكثرها تفاعلية هي ميزة مشاركة الروابط المباشرة لنتائج الذكاء الاصطناعي، حيث يمكنك الآن—في الولايات المتحدة—نقل اقتراح أو إجابة أو حتى خطط كاملة لأصدقائك وعائلتك. ببساطة، زر المشاركة يتيح لهم متابعة الحوار مع الذكاء الاصطناعي من النقطة التي توقفت عندها، واستكمال النقاش أو التخطيط لمناسبات مثل الرحلات والحفلات الجماعية. تبقى دائماً أنت المتحكم في الروابط وإمكانيات إلغائها أو تعديلها بما يضمن الخصوصية والأمان.

كل هذا لا يكتمل دون النظر إلى بُعد الانتشار والانتفاع الواسع بالتقنيات الذكية، وهو ما تؤكده جوجل مجدداً اليوم.


توسع عالمي يلامس حياة الملايين

ذو صلة

في خطوة كبرى تعزز مكانة جوجل كمحرك بحث عالمي وذكي، أعلنت الشركة أن وضع الذكاء الاصطناعي متاح الآن بحلته الجديدة في أكثر من 180 دولة، وباللغة الإنجليزية في المرحلة الأولى، مع وعود بالتوسع القادم للغات ومناطق إضافية. وتشمل هذه الخدمة المتطورة كلاً من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند منذ البداية، ما يمنح الملايين حول العالم فرصة طرح أسئلة دقيقة ومعقدة والاعتماد جزئياً على الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام المربكة والمعقدة كاختيار المنتجات أو تخطيط الرحلات، فضلاً عن إمكانية التعامل مع السيناريوهات الحياتية اليومية بذكاء وتنظيم عالٍ.

وباختصار، تقود جوجل سباق مستقبل البحث الرقمي لتجعل الذكاء الاصطناعي أقرب للعون الشخصي الحاضر دائماً، وتفتح الباب أمام عالم من الحلول الذكية التي تغير تماماً طريقة تفاعلنا مع الإنترنت، لتنتقل بنا من الاكتفاء بإجابات ثابتة إلى خوض تجربة شخصية ووظيفية تجمع بين التخصيص، التنفيذ والمشاركة. الأيام القادمة تعد بالكثير مع هذه القفزة النوعية في خدمات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ذو صلة