ذكاء اصطناعي

علاج ضوئي يقتل 92% من خلايا سرطان الجلد دون لمس الأنسجة السليمة!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

طور فريق باحثين علاج ضوئي يقضي على 92% من خلايا سرطان الجلد بنجاح.

يعتمد العلاج على LED ورقائق مجهرية من القصدير، مستهدفًا الخلايا السرطانية فقط.

التعاون بين جامعة تكساس وجامعة بورتو يسعى لتوفير علاج فعّال ومتاح بتكلفة منخفضة.

أظهرت النتائج الأولية أمان وفعالية العلاج، متجاوزًا العلاجات التقليدية والمكلفة.

في إنجاز علمي يفتح آفاقاً جديدة لعلاج السرطان، طوّر فريق من الباحثين علاجاً مبتكراً يعتمد على الضوء الصادر من مصابيح LED إلى جانب رقائق مجهرية من القصدير (SnOx) لاستهداف الخلايا السرطانية بدقة عالية دون التأثير على الخلايا السليمة. هذا الابتكار الذي جاء نتيجة تعاون بين جامعة تكساس في أوستن وجامعة بورتو البرتغالية، يُعد خطوة واعدة نحو علاجات أكثر أماناً وأقل تكلفة مقارنة بالأساليب التقليدية كالعلاج الكيميائي والجراحة.

ويهدف هذا التعاون المشترك ضمن “برنامج تكساس أوستن – بورتو” إلى جعل العلاج بالضوء أسلوباً متاحاً وشائعاً في مواجهة السرطان، خصوصاً أنه يتغلب على مشكلات رئيسية أبرزها تكاليف الليزر الباهظة والحاجة إلى بيئات علاجية متخصصة.
وهذا يربط بين الطموح العلمي في المشروع وبين سعيه لجعل التكنولوجيا الطبية في متناول الجميع.


دقة متناهية في استهداف الأورام


يعتمد العلاج الجديد على الجمع بين الضوء منخفض الكلفة من مصابيح LED ومركّب نانوي دقيق من القصدير يُعرف باسم “رقائق SnOx النانوية”. ووفقاً للباحثة الرئيسة في المشروع، الدكتورة جان آن إنكورفيا من كلية الهندسة بجامعة تكساس، “الهدف كان ابتكار طريقة تهاجم الخلايا المريضة وحدها دون أن تمس الأنسجة السليمة بأي ضرر”. ويؤكد هذا النهج المبتكر أن الطب الحديث بات أكثر توجهاً نحو علاجات موجهة لاجتثاث السرطان من جذوره دون أعراض جانبية مؤلمة.
وتُمثل هذه الرؤية امتداداً للمفهوم الجديد في الطب الشخصي الذي يسعى لتحقيق أعلى فعالية بأقل مخرجات سلبية ممكنة.


نتائج مذهلة في الاختبارات الأولية


في دراسة نُشرت في مجلة *ACS Nano* العلمية المرموقة، حقق العلاج نسبة نجاح بلغت 92% في القضاء على خلايا سرطان الجلد و50% من خلايا سرطان القولون، بعد نصف ساعة فقط من التعرض للضوء. والأهم أنه لم يُظهر أي تأثير سلبي على خلايا الجلد السليمة، ما يُثبت درجة الأمان العالية للعلاج الجديد.
وهذا يربط بين النتائج المخبرية المبهرة والتطلعات المستقبلية لإطلاق تجارب سريرية على الإنسان قريباً.

العلاج المستحدث يستند إلى تقنية *العلاج الضوئي الحراري بالأشعة تحت الحمراء القريبة*، التي تعمل على رفع حرارة الخلايا السرطانية حتى موتها دون الحاجة لتدخل جراحي أو علاج كيميائي مؤلم. وتعد هذه التقنية محوراً رئيسياً للأبحاث الحديثة لتقليص كلفة العلاج وزيادة قدرته على الاستهداف الانتقائي.


آفاق مستقبلية واستخدامات منزلية محتملة


بعد إثبات كفاءة التقنية، يسعى الفريق العلمي إلى دراسة تفاعل الضوء والحرارة مع المواد المزيدة دقة، وتطوير أجهزة طبية يمكن للأطباء والمرضى استخدامها بسهولة. ويأمل الباحث البرتغالي آرتور بينتو أن تصل هذه التكنولوجيا يوماً إلى المنازل، بحيث يُستخدم جهاز صغير يوضع على الجلد بعد الجراحة لتدمير أي بقايا خلوية سرطانية ومنع عودة الورم.
وهذا التوجه يربط الرؤية العلمية بحياة المريض اليومية، ويجعل من العلاج الضوئي سبيلاً لتبسيط الرعاية الصحية في المناطق محدودة الإمكانات.

ذو صلة

خاتمة


يمثل هذا التطور نقلة نوعية في مجال علاج السرطان، حيث يجمع بين الكفاءة العالية والسلامة وقلة التكلفة. وإذا ما تأكدت فعاليته في التجارب الإكلينيكية، فقد نكون أمام علاج ضوئي بسيط قادر على تغيير مستقبل محاربة الأورام، لينتقل الطب من مرحلة العلاج المؤلم إلى مرحلة الشفاء المريح والمستهدف.

ذو صلة