عيونك بأمان من الصور الفاضحة… جوجل تفعّل الميزة المنتظرة

خلال السنوات القليلة الماضية، شهدنا جميعًا تطورًا ملحوظًا في جهود الشركات التقنية من أجل حماية مستخدميها من المحتوى غير المرغوب فيه، وخاصة المحتوى غير اللائق والخادش للحياء، والذي يمثل مشكلة تؤرق الكثير من المستخدمين في جميع أنحاء العالم. في خطوة جديدة ومفيدة لمستخدمي تطبيق المراسلات الخاص بها "Google Messages"، قررت شركة جوجل أخيرًا اتخاذ إجراء فاعل وقوي للحد من هذه الظاهرة المزعجة.

قريباً، وبشكل تدريجي، ستبدأ جوجل في توفير خاصية جديدة تساعدك على حماية خصوصيتك ومنع الصور غير اللائقة وغير المرغوب فيها من الظهور في صندوق رسائلك. كيف سيكون ذلك؟ حسنًا، تعمل هذه الميزة بشكل ذكي وآلي عبر نظام الذكاء الاصطناعي، وسيتمكن التطبيق من التعرف على الصور الحساسة أو التي قد تحتوي محتوى غير لائق، وبالتالي حجبها بشكل تلقائي واستباقي قبل وصولها إليك.

حين تتلقى صورة يشتبه نظام الذكاء الاصطناعي في أنها محتوى حساس أو غير مناسب، سيقوم التطبيق بطمس الصورة وإظهار تنبيه واضح يخبرك فيه بأن هذه الصورة قد تكون غير ملائمة، ويمكنك حينها الاختيار بين مشاهدة الصورة أو تجاهلها لراحتك النفسية وحماية خصوصيتك.

وبحسب الخبراء، فإن هذه الخطوة جاءت كرد فعل عملي من شركة جوجل على مطالبات مستخدمي تطبيقاتها المستمرة بحماية خصوصيتهم بشكل أفضل. فقد كانت ظاهرة استقبال المستخدمين لمواد حساسة أو غير مناسبة دون طلبهم مشكلة تشغل بال الكثير من المستخدمين، بل وتتسبب لهم بالإحراج أو القلق، خاصة عندما تستخدم حسابات التواصل الفردية في بيئة العمل أو في المجال العائلي.

لذا تعمل هذه الخاصية الجديدة كأسلوب وقائي، يمنح المستخدمين السيطرة التامة في اختيار ما يرغبون برؤيته، ويقلل من فرص تعرضهم لمحتوى مزعج أو غير مقبول.

لكن ربما يتبادر لذهنك سؤال مهم وهو: "ماذا لو أردت إلغاء هذه الخاصية؟". الإجابة على ذلك بسيطة للغاية، فجوجل تؤكد أن هذه الميزة ستكون خياراً متاحاً داخل إعدادات التطبيق، يمكنك تفعيلها أو تعطيلها وقتما تشاء، لأن الهدف الأساسي من وراء الخاصية هو منح أكبر قدر ممكن من التحكم للمستخدم نفسه.

يعتقد كثير من المتابعين أن خطوة جوجل هذه قد تفتح الباب أمام شركات تقنية أخرى لاعتماد استراتيجيات مشابهة وغير مسبوقة، سواء على مستوى تطبيقات المراسلة مثل واتساب أو تيليجرام أو غيرها. فتنامي الوعي والاهتمام بحماية الخصوصية وتقليل الإساءة عبر التطبيقات يدفع جميع شركات التقنية الكبيرة إلى تقديم الحلول الذكية التي تعتمد على أنظمة متقدمة من الذكاء الاصطناعي لحماية المستخدمين.

ختاماً، يمكن القول بأن هذه الميزة الجديدة من جوجل تعكس اهتمامًا حقيقيًا بخصوصية المستخدم، وطريقة تفاعل الشركة مع رغبات مستخدميها بشكل واضح وعملي. ويبقى السؤال المهم هو هل ستنجح هذه الخاصية في تحقيق مستويات الأمان والخصوصية التي يأملها المستخدمون بالفعل؟ الأيام القادمة وحدها ستجيب عن هذا السؤال.