قُل هذه العبارات لـ ChatGPT وسيتذكرك للأبد

كم مرة تحدثت فيها مع روبوتات الذكاء الاصطناعي وتساءلت متى تتمكن هذه التكنولوجيا من بناء علاقة حقيقية مع المستخدم؟ حسناً، يبدو أن ChatGPT، بدأت تقطع خطوات كبيرة نحو هذا الاتجاه، والفضل يعود إلى ميزة الذاكرة الجديدة التي أطلقتها الشركة مؤخراً، والتي تسمح له بتذكر تفاصيل مهمة عنك.

الميزة الجديدة التي وضعتها شركة OpenAI تسمح لروبوت الدردشة بالاحتفاظ بالمعلومات التي تقدمها له في محادثة ما، ليستخدمها مستقبلاً في محادثات لاحقة. ولعل أبرز ما يثير الاهتمام بهذه الخاصية هو السهولة الكبيرة لتنشيطها؛ فكل ما عليك فعله هو أن تستخدم عبارة بسيطة: **\"تذكر أن...\"** وتَتبعها بالمعلومة التي تود الاحتفاظ بها.

على سبيل المثال، يمكنك أن تقول لروبوت الدردشة:**\"تذكر أنني أعاني من حساسية من الفول السوداني\" أو \"تذكر أنني أفضل استخدام النظام المتري في جميع حساباتي\"**. بهذه الطريقة البسيطة، يخزن الروبوت هذه التفاصيل ويستخدمها في محادثاته معك مستقبلاً بدلاً من نسيانها مع انتهاء المحادثة الحالية.

لكن قبل أن تبدأ باستخدام هذه الميزة المفيدة، يجب أولاً التأكد من تمكينها في الإعدادات الخاصة بك. ادخل إلى قسم الإعدادات، ثم انتقل إلى التخصيص واختر خانة الذاكرة، وتأكد أن الخيار مفعّل. إذا لم تجد هذه الميزة بعد، فلا تقلق؛ عادةً ما تُطلق OpenAI هذه الخصائص بشكل تدريجي لجميع المستخدمين.

وهذه الخطوة من OpenAI تتماشى بشكل وثيق مع التوجه الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي، المتمثل في تعزيز قدرات التخصيص المتقدمة لمستخدميه. إن اختيارك الدقيق لما يجب أن \"يتذكره\" الروبوت عنك يمكنه حقاً إحداث فرق كبير في تجربتك؛ فالبيانات العشوائية لن تفيد بالضرورة، أما التفاصيل التي تلامس احتياجاتك ومجالات اهتماماتك فستساعد ‏ChatGPT على تقديم مساعدة ونصائح أكثر دقة وملاءمة لك.

لنفترض مثلاً أنك تستخدم الروبوت لمساعدتك في بدء برنامج لياقة بدنية. حين تقول له: **\"تذكر أنني أبدأ روتيناً رياضياً بعد فترة طويلة من عدم النشاط ولدي مشكلة محددة في ركبتي اليمنى\".** بمجرد حفظ هذا السياق الهام، سيستخدم روبوت الدردشة هذه المعلومات لتقديم نصائح تلائم ظروفك الخاصة.

ومع ذلك، من الطبيعي أنك قد ترغب بمرور الوقت بمراجعة أو تحديث ما يحتفظ به الروبوت من معلومات عنك. وبالفعل، وفرت OpenAI أداة متقدمة سهلة الاستخدام لإدارة وحذف أو تعديل هذه البيانات، حيث يمكنك الوصول إليها بسهولة من خلال قائمة إعدادات الذاكرة ذاتها. ولضمان خصوصية أكبر وتجنب أية مشكلات غير مرغوبة، فمن الأفضل أن تقوم بين حين وآخر بمراجعة ما يحفظه ChatGPT من بيانات شخصية أو معلومات حساسة ومهمّة.

هذه الميزة تُعد قفزة حقيقية في أسلوب تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي، فهي تؤسس لعلاقة طويلة الأجل بين المستخدم والروبوت. أصبح بإمكان **ChatGPT** الآن بناء فهم تدريجي لاحتياجاتك، عبر حفظ المعلومات في \"ذاكرته\" الافتراضية، شبيهاً بالطريقة التي تتطور فيها علاقاتنا الإنسانية عبر تراكم الخبرات المشتركة.

بكلمات بسيطة وفعالة، مثل \"تذكر أن...\"، بات الآن بإمكانك تحويل ChatGPT إلى مساعد شخصي يزداد ذكاؤه ويصبح أكثر قرباً مع كل دردشة جديدة. ومع تقدم التقنية، من المتوقع بالتأكيد أن نشهد مزيداً من التطورات في هذا المجال؛ وحتى الآن، هذا الأمر هو نقلة نوعية تفتح آفاقاً واسعة للتفاعل مع روبوتات الذكاء الاصطناعي.

وفي النهاية، بينما يبدو هذا التحديث رائعاً فعلاً، قد تكون جملة ختامية موجزة تؤكد على أهمية الحذر في حفظ المعلومات الحساسة خطوة جيدة للمستخدمين. وربما استخدام كلمة مثل \"قفزة نوعية\" أو \"تقدم رائد\" سيكون خياراً أفضل لتعزيز قوة الجملة الأخيرة، وجعل النص أكثر تأثيراً وغنىً بأسلوب ودّي وقريب من القراء.