ذكاء اصطناعي

كنز خفي تحت أقدامنا: 99.999% من ذهب الأرض في مكان لم تتوقعه!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

%99.

999 من ذهب الأرض مدفون بعيدًا في باطن الأرض.

الذهب مفضل للحديد وينجذب إلى لب الأرض الملتهب.

النشاط البركاني يساهم في صعود كميات ضئيلة من الذهب إلى السطح.

كويكبات مثل "سايكي" تحتوي على كميات هائلة من الذهب والمعادن الثمينة.

التنقيب في الفضاء يثير تساؤلات حول التقنية والكلفة المحتملة المستقبلية.

تخيل للحظة وجود مخزن من الذهب ضخم جدًا، أكثر بكثير مما قد تراه في أي فيلم سينمائي أو مصرف كبير. هذا ليس خيالًا، بل هو حقيقة علمية مذهلة كشفها باحثون مؤخرًا: 99.999% من الذهب الموجود على كوكب الأرض مدفون بعمق تحت أقدامنا، بعيدًا عن أي إمكانية للوصول إليه حاليًا!

لطالما ارتبط الذهب في أذهان البشر بالثروة والقوة والرفاهية، ومنذ القدم وحتى اليوم ما زال بريقه يأسر قلوب الكثيرين. ولكن رغم جهود الإنسان على مدار آلاف السنين، إلا أن كمية الذهب التي استخرجها البشر لا تتعدى سوى جزء ضئيل جدًا من الموجود فعليًا في باطن الأرض.

ولتقريب الصورة، يقدر العلماء إجمالي ما استخرج من ذهب عبر التاريخ بنحو 216 ألف طن تقريبًا. قد تبدو الكمية هائلة، لكن المفاجأة هي أن كل هذه الكمية تكفي بالكاد لصنع مكعب طول ضلعه حوالي 22 مترًا. والجزء الأعظم من هذا الذهب تحول بالفعل إلى مجوهرات وعملات وأجهزة إلكترونية ينتشر استخدامها في حياتنا اليومية.


لماذا يختفي معظم ذهب الأرض في قلبها الملتهب؟

لكن الحقيقة المدهشة التي كشفها العلماء تقول إن معظم الذهب على الأرض موجود في مكان لا يُتَوقع: في قلب الأرض الملتهب، على بعد حوالي 2900 كيلومتر تحت السطح. هذا السر مرتبط بطبيعة الذهب الكيميائية التي تجعله "محبًا للحديد"، أو كما يطلق عليه العلماء عنصرًا "سيديروفيليًا"، ما يعني أنه ينجذب بقوة إلى الحديد الحقيقي الذي يشكل النسبة الأكبر من النواة الداخلية لكوكبنا، ما حجز الذهب عميقًا منذ تشكل الأرض قبل 4.5 مليار سنة.

ربما تبدو فكرة الوصول إلى هذا الكنز شيئًا مستحيلًا، لكن المفاجأة الثانية التي جاءت بها بحوث العلماء تحكي قصة مختلفة قليلًا. تؤكد الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر" العلمية أن الطبيعة نفسها تعمل من حين لآخر على تسريب كميات محدودة من هذا الذهب إلى سطح الكوكب ببطء شديد عبر ملايين السنين، وتحديدًا عبر الحركة البركانية والصهارة القادمة من أعماق الأرض.

ولتأكيد ذلك، قام العلماء بتحليل عينات صخرية مأخوذة من مناطق بركانية مثل هاواي وجزر جالاباجوس ومستعمرة لاريونيون الفرنسية، ووجدوا أن بعض البروتينات في الصخور البركانية القادمة من تلك الأماكن تشير بشكل واضح إلى أن مصدرها عميق بشكل استثنائي داخل باطن الأرض، وتؤكد وجود آثار صغيرة قادمة رأسيًا من الحدود بين لب الأرض وطبقة وشاحها العلوي.

استنادًا إلى هذه النتائج، نستنتج أن كوكبنا لا ينضب فعليًا من الذهب؛ لكننا فقط نحتاج إلى هبات من البراكين وانتظارات من ملايين السنين ليصل هذا المعدن الثمين إلى متناول الإنسان مجددًا!

وهنا تظهر لنا فكرة قد تبدو من أفلام الخيال العلمي لكنها واقعية جدًا: البحث عن الذهب خارج حدود كوكبنا. توجد كويكبات في مجموعتنا الشمسية تحتوي على كميات هائلة من المعادن الثمينة، والأنظار تتجه بشكل خاص نحو الكويكب المعروف باسم "سايكي"، الذي تقدر قيمته بعشرات التريليونات من الدولارات من الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.

هذا الأمر دفع العلماء ووكالات الفضاء لطرح سؤال جريء: هل يمكننا فعلًا تعدين الذهب من الفضاء يومًا ما؟ أم أن المسافة والتكاليف والتقنيات اللازمة ستبقى عائقًا يحول بيننا وبين هذه المعادن خارج الأرض لفترة أطول مما نتخيل؟

ذو صلة

وفي النهاية، تفتح هذه الأبحاث نافذة جديدة نطل منها على الطبيعة المدهشة التي يعيشها كوكبنا، وتُذكرنا بأن الذهب الذي يعشقه الإنسان له قصة تمتد من قلب الأرض وحتى أعماق الفضاء. وبينما قد يكون "الذهب الفضائي" حلمًا صعب التحقيق حاليًا، تبقى رحلة التنقيب عن كنوز الكون رحلة مدهشة تجعلنا نعيد النظر في حدود المغامرات البشرية وإمكانيات العلم في المستقبل.

وفي إطار تحسين سردنا، ربما يكون من الجيد الاستغناء مستقبلًا عن مفردات عامة مثل "ضخم جدًا"، واختيار كلمات أكثر دقة مثل "استثنائي" أو "خرافي"، لتعزيز قوة ووضوح النص. كما قد يساعد إدراج جمل توضح الترابط وتسهِّل الانتقال بين الأفكار المختلفة في زيادة سلاسة القراءة وجعل المحتوى أكثر جاذبية للقارئ.

ذو صلة