ذكاء اصطناعي

كيف نجت المجتمعات القديمة من التغيرات المناخية؟ أسرار يكشفها علم الآثار!

فريق العمل
فريق العمل

2 د

اقترح باحثون من جامعة مونتريال استخدام علم الآثار لفهم تغيرات المناخ السابقة.

ويسعى العلماء لدمج البيانات الأثرية مع نماذج الأنظمة الأرضية الحالية.

توفر السجلات الأثرية دروسًا حول طرق التكيف الإنسانية مع تغير المناخ.

يشدد الفريق على أهمية التنوع الثقافي في تعزيز مرونة المجتمعات.

النظر إلى الماضي قد يكون المفتاح لصياغة استراتيجيات مناخية فعّالة للمستقبل.

عندما نفكر بالتغيرات المناخية، عادة ما يتبادر إلى ذهننا المستقبل، لكن فريقاً دولياً من العلماء قرّر أن يبحث في الماضي للحصول على إجابات قيّمة قد تساعدنا في التأقلم مع هذه الظاهرة التي تؤرّق العالم. مؤخراً، اقترح باحثون من جامعة مونتريال أن علم الآثار قد يكون المفتاح لفهم كيف تعاملت المجتمعات الإنسانية السابقة مع تغيرات المناخ، وبالتالي تقديم مخطط واضح يمكن الاستفادة منه في حاضرنا ومستقبلنا.

هؤلاء العلماء، وفي مقدمتهم عالمة الأنثروبولوجيا أريان بيرك وفريقها المتعدد التخصصات، نشروا مؤخراً ورقة بحثية في المجلة المرموقة "نيتشر كوميونيكيشنز"، يقترحون فيها دمج البيانات الأثرية مع نماذج الأنظمة الأرضية التي يستخدمها خبراء المناخ حالياً. فالذي ينقص النماذج المناخية التقليدية هو دمج واضح للدور الثقافي والاجتماعي في كيفية استجابة الإنسان للتغيرات البيئية.

ومن خلال دراسة السجل الأثري بعناية، يؤكد الباحثون أننا نستطيع استخلاص دروس تاريخية حقيقية حول طرق التكيف الإنسانية. فعندما تغيّر المناخ في السابق، أدى ذلك بطبيعة الحال إلى تحولات كبيرة في طريقة تنظيم المجتمعات البشرية، سواء من حيث الكثافة السكانية أو شكل الاتصال الاجتماعي أو التحولات الثقافية التي رافقت تغير المناخ. هذا النوع من التغيرات هو ما يسعون لفهمه بشكل أفضل.

ولتطبيق ذلك عملياً، يستخدم العلماء نماذج تسمى "نماذج ملاءمة الموائل"، تساعدهم في إنشاء صورة واضحة للبيئة التاريخية وكيف كانت المجتمعات الإنسانية تتفاعل مع الموارد الطبيعية وتستفيد منها. بعد ذلك، يتم ربط هذه المعطيات بتطور ثقافي يمكن قياسه وتحليله عبر السجلات الأثرية وتجارب الماضي الموثقة.

هذا التوجه العلمي الجديد يؤكد على أهمية التنوع الثقافي الذي طالما كان عامل قوة بالنسبة للبشرية، بحسب الفريق البحثي. فكلما ازدادت التنوعات الثقافية والاجتماعية، ازداد معها مستوى مرونة المجتمعات وقدرتها على الصمود في وجه التحديات المناخية كظاهرة الاحتباس الحراري اليوم.

ذو صلة

ولهذا السبب، فإن الخطوة التالية للباحثين هي الاستفادة من تفاصيل أكثر دقة حول سلوك البشر من المصادر الأرشيفية والأنثروبولوجية، ومزجها ببيانات أثرية، لتشكيل صورة متكاملة عن تفاعل الإنسان مع بيئته أثناء فترات التحولات المناخية الكبيرة.

وبينما لم يعد أمامنا رفاهية تجاهل أزمة المناخ الحالية، ربما يكون النظر إلى الماضي هو الطريق المثالي لصياغة استراتيجيات علمية واجتماعية فعّالة للمستقبل. تحسين هذا التوجّه من خلال توضيح بعض المصطلحات بشكل مبسط أو باستخدام تعابير ذات دلالة أقوى، وتقديم جمل ربط أكثر بين الأفكار، من الممكن أن يساعدنا في استيعاب أفضل لهذه المقاربة الجديدة التي تجمع بين علوم التاريخ والطبيعة والانسان في معادلة ضرورية لمواجهة التغير المناخي.

ذو صلة