ذكاء اصطناعي

لغز الكوكب المتجمد: تلسكوب جيمس ويب يكشف عن كوكب متجمد جديد خارج النظام الشمسي

فريق العمل
فريق العمل

3 د

التقط تلسكوب جيمس ويب صورة لكوكب خارجي متجمد يدور حول نجم بعيد.

اكتشف العلماء كوكبًا يُدعى "14 هيركيوليس سي" بمدار بيضاوي غريب.

تشير تحليلات العلماء إلى أحداث كونية عنيفة في النظام النجمي المكتشف.

يسعى العلماء لفهم تاريخ الأنظمة الفضائية وتطورها من خلال هذا الاكتشاف.

التقط تلسكوب جيمس ويب الفضائي صورة غير مسبوقة لكوكب خارجي متجمد يدور حول نجم بعيد، في اكتشاف مذهل يفتح آفاقاً جديدة لفهم الكواكب الغامضة التي تقع بعيداً خلف مجموعتنا الشمسية.

تخيل عالماً متجمداً يبعد عنا حوالي 370 تريليون ميل! فقد نجح تلسكوب جيمس ويب، الذي يتميز بقدرات تكنولوجية فائقة، بالتقاط الصور الأولى من نوعها لهذا الكوكب المسمى "14 هيركيوليس سي"، والذي يدور بعيداً في أعماق الكون في درجة حرارة منخفضة للغاية تصل لحوالي 27 درجة فهرنهايت (-3 درجة مئوية تقريبًا)، ليكسر بذلك الصورة المعتادة التي عرفناها عن الكواكب الخارجية التي اعتادت أن تكون لهيبة وشديدة الحرارة.

ومنذ اكتشاف أول كوكب خارجي عام 1995، تعرف العلماء على أكثر من 6000 كوكب خارج نظامنا الشمسي، لكن رصد تفاصيل واضحة عن هذه الكواكب البعيدة كان دائماً تحدياً تقنياً كبيراً. الغالبية الكاسحة مما تم تصويره كانت لكواكب شديدة الحرارة وصحراوية تقريباً، وبالتالي فإن الكشف الجديد يُعد خطوةً ثورية للكشف عن المزيد من أسرار تلك المدارات البعيدة بفضل قدرات "جيمس ويب" الفائقة في تتبع الأشعة تحت الحمراء.

وهذا يقودنا لفهم تفاصيل الصورة التي التقطها تلسكوب جيمس ويب مؤخراً للكوكب المُجمد. فالكوكب "14 هيركيوليس سي"، الذي تبلغ كتلته حوالي سبعة أضعاف كتلة المشتري، يدور في مدار بيضاوي الشكل بشكل غريب، مشابه في بُعده من نجمه لمسافة تقع بين كوكبي زحل وأورانوس في نظامنا الشمسي. هذه الطريقة الغريبة في الدوران تعني أن الكوكب لا يسير في حلقة معتدلة منتظمة حول نجمه، كحال كوكبنا الأرض، بل يسلك مساراً متطرفاً يبعده تارةً ويقربه تارةً أخرى.

وتشير تحليلات العلماء الأولية إلى أن هذا المدار الغريب قد يعكس وجود أحداث كونية عنيفة سابقة في هذا النظام النجمي. ويبدو من خلال الدراسات الأولية أن هناك احتمال وقوع اصطدام كوني قديم أدى إلى إخراج كوكب ثالث بشكل دراماتيكي من هذا النظام، مخلفاً وراءه "رقصة مدارية" مضطربة تفسر الميل الغريب والافتقار إلى الاستقرار المداري بين كواكب هذا النظام النجمي البعيد.

وهنا يكمن سر اهتمام العلماء بهذا الاكتشاف المميز الذي قد يجعلنا نعيد رسم تصورنا عن ديناميكيات الأنظمة الفضائية والكواكب الخارجية، وربما فهم التاريخ العنيف نفسه الذي مر به نظامنا الشمسي، وفقاً لما أشار إليه الباحث وليام بالمر من جامعة جونز هوبكنز. فمصائر الكواكب الأكثر صغراً، وكوكبنا الأرض من ضمنها، غالباً ما تكون تحت رحمة قوى كونية مدهشة خارجة عن السيطرة.

ذو صلة

وبينما نتأمل هذه الاكتشافات الجديدة، يُسجّل تلسكوب جيمس ويب خطوة أخرى تلهمنا للتساؤل مجدداً عن مكانة كوكبنا في رحابة الكون. فكل كوكب جديد يتم اكتشافه، وكل صورة جديدة تصل إلينا، تحمل معها لغزاً جديداً وقطعة من لغز الكواكب وتسلسل الأحداث التي شكلت الكون من حولنا.

سواء كنت مهتماً بكيفية نشأة هذه الكواكب البعيدة، أو بطبيعة أجوائها الغامضة، فالفضاء يواصل مفاجأتنا كل يوم بجديده، ويذكّرنا بعظمته وتعدد أشكال الحياة الممكنة التي ربما تتواجد في مجرات ونجوم أخرى. فما الذي يثير فضولك أنت بخصوص هذه الكواكب البعيدة؛ هل هي مداراتها الغريبة، أم طبيعة غلافها الجوي، أم احتمالات الحياة المحتملة؟ لا تتردد بمشاركة أفكارك مع أصدقائك، ودعونا معاً نستكشف هذا الكون المبهر.

ذو صلة