لقطات غير مسبوقة: رصد ظاهرة طبيعية نادرة من الفضاء تعرف بـ ” Sprite” عاصفة البرق!

3 د
رصدت رائدة الفضاء نيكول آيرز ظاهرة "سبرايت" النادرة من محطة الفضاء الدولية.
ظاهرة "سبرايت" تحدث بسبب نشاط كهربائي قوي فوق العواصف.
تُظهر الظاهرة شعلة كهربائية حمراء اللون تُشبه المظلة المعكوسة.
يستمر العلماء في دراسة هذه الظواهر لفهم خصائصها والظواهر الجوية المرتبطة بها.
أطلقت ناسا مشروع "سبرتيكيولار" لمشاركة الجمهور في جمع بيانات حول هذه الظواهر.
لقطة غير مسبوقة جذبت الأنظار من الفضاء، رصدتها أمس رائدة الفضاء الأمريكية نيكول آيرز من على متن محطة الفضاء الدولية، كشفت عن ظاهرة طبيعية نادرة تُعرف بـ"سبرايت" (Sprites)، والتي تحدث نتيجة لنشاط كهربائي شديد من عواصف رعدية على ارتفاعات شاهقة فوق الغيوم.
حدث جذب الانتباه، وقد شاركت رائدة الفضاء نيكول آيرز الصورة المدهشة لهذه الظاهرة على حسابها الرسمي في منصة "X"، وتظهر الصورة شعلة كهربائية حمراء اللون على شكل مظلة معكوسة، وكأنها مشهد خيالي من فيلم "سيد الخواتم"، وكتبت معلقة: "ببساطة.. رائع، خلال مرورنا فوق المكسيك والولايات المتحدة هذا الصباح، تمكنت من التقاط هذه السبرايت".
مشهد مذهل من ارتفاعات شاهقة
ظاهرة "السبرايت" (Sprites) أو ما يُعرف بـ "الأحداث الضوئية العابرة TLE"، تظهر عالياً فوق سحب العواصف بمسافة قد تصل إلى نحو 80 كيلومترًا فوق سطح الأرض، وهو ارتفاع يفوق مستوى الغيوم العاصفة بمراحل كبيرة، وتتخذ عادةً هيئة خيوط أو أعمدة حمراء اللون تظهر للحظات خاطفة بعد حدوث البرق مباشرة.
وهذا المشهد النادر، كما أوضحت آيرز، منح فريق البحث في وكالة ناسا فرصة ثمينة لدراسة هذه الأحداث النادرة من منظور فريد يتيح لهم فهم تكوينها وصفاتها، وكيفية ارتباطها بالعواصف الرعدية أسفلها.
من الجدير بالذكر أن هذه الظواهر الغريبة شوهدت رسميًا لأول مرة بشكل واضح عام 1989، ورغم مرور أعوام طويلة، لا تزال "سبرايت" والظواهر المشابهة لها لغزًا محيرًا للعلماء، ولم يتم الكشف بعد عن جميع أسرارها.
وبهدف إشراك الجمهور في البحث والوصول لفهم أعمق، كانت ناسا قد أطلقت عام 2022 مشروعًا يسمى "سبرتيكيولار Spritacular"، وهي مبادرة علمية مجتمعية هدفها استقطاب عامة الناس لمشاركة أية صور أو التسجيلات تظهر فيها هذه الأحداث الضوئية العابرة من مختلف أنحاء العالم. وحتى الآن، شهد المشروع مشاركة 800 شخص، أسهموا بتقديم حوالي 360 ملاحظة من 21 بلدًا حول العالم.
ظواهر "السبرايت" ليست وحدها في فئتها الغريبة هذه، إذ يذكر العلماء تسميات شبيهة مثل "إلفز Elves"، وهي نوع من الانبعاثات الضوئية منخفضة الترددات، وكذلك "الجتس Jets"، وهي شحنات كهربائية زرقاء تتجه من السحب للهواء مباشرةً، وصفها العلماء كسحب خيوطية زرقاء تخترق الأجواء.
وفي السياق ذاته، يقول الباحث في جامعة الصين للعلوم والتكنولوجيا هايلانغ هوانغ في تصريحات صحفية سابقة إن "ظواهر سبرايت وإلفز قد تبدو صامتةً ورقيقةً في السماء، لكنها مرتبطة أحيانًا بأنظمة جوية رهيبة"، وأضاف أن "فهم هذه الأحداث لا يشبع فضولنا العلمي بشأن الغلاف الجوي العلوي فحسب، بل يجنبنا أيضًا الكثير من مخاطر الأحوال الجوية الصعبة على الأرض".
واللافت أن الاهتمام لا يقتصر على كوكبنا فقط؛ إذ تمكنت مركبة الفضاء "جونو" التابعة لناسا من التقاط مؤشرات تدل على وجود ظواهر مشابهة لسبرايت وإلفز في طبقات الغلاف الجوي لكوكب المشتري، وهذا يزيد من فترة التساؤل عن إمكانية حدوث هذه الظواهر على كواكب أخرى بعيدة.
وهكذا تكشف الصورة المذهلة التي التقطتها رائدة الفضاء نيكول آيرز مدى جمال وغموض الكون من حولنا، وتعزز رغبة العلماء والجمهور على حد سواء في التعرف بشكل أفضل على هذه الظواهر الطبيعية النادرة.
في المستقبل يمكن التركيز أكثر على شرح المصطلحات المعقدة وتبسيط لغة العلوم بشكل أكبر، كما يمكن استخدام مرادفات أكثر قوة بدلًا من "تبدو" مثل "تلوح" أو "تتجلى"، ومن الممكن إضافة فقرة قصيرة لتوضيح كيفية تفاعل هذه الظواهر مع البيئة بشكل عملي أكثر وذلك لجذب القارئ بشكل أفضل وتعزيز أهمية الموضوع.