هل يجب عليك تعطيل Meta AI في واتساب؟ الأسباب والطريقة ببساطة

4 د
ظهور Meta AI في واتساب جذب اهتمامًا متنوعًا بين المستخدمين.
يقلق البعض بشأن الخصوصية وسرية البيانات عند استخدام الذكاء الاصطناعي.
تتيح بعض الدول خيارات تعطيل Meta AI، لكن تبقى محدودة في الدول العربية.
تم طرح حيل لتقليل حضور الذكاء الاصطناعي والعودة للتجربة الكلاسيكية.
يثار القلق حول الخصوصية والاستفادة من AI في التطبيقات اليومية.
منذ أن ظهر المساعد الذكي Meta AI في تطبيق واتساب، انقسم مستخدمو التطبيق بين مرحّب بفكرته وبين من يبحث فورًا عن طريقة للتخلص منه. فما هو هذا الذكاء الاصطناعي؟ ولماذا يثير كل هذا الجدل؟ وكيف يمكن تقليل ظهوره أو تعطيله قدر الإمكان، خاصة في الدول التي لا تسمح بالتحكم الكامل به؟
في البداية، يعد Meta AI أداة ذكاء اصطناعي مدمجة داخل واتساب، هدفها مساعدة المستخدمين في إنجاز بعض المهام السريعة كالإجابة على الأسئلة أو تنفيذ أوامر بسيطة أثناء الدردشة. الفكرة تتركز على جعل تجربة المراسلة أكثر انسيابية وسرعة، إذ يعمل كنوع من المساعد الافتراضي المستعد دائمًا لتقديم يد العون. وهذا كان من المفترض أن يضفي على المحادثات نوعًا من الذكاء، مستخدمًا تقنيات التعليم الآلي وتوليد النصوص لإضفاء طابع عصري وأقل تقليدية على التطبيق.
ومع ذلك، هناك شريحة كبيرة من المستخدمين لا تشعر بالارتياح لهذا التوجه الجديد. عبر كثيرون عن مخاوفهم من ناحية الخصوصية وسرية البيانات، خاصة مع وجود شكوك حول حجم المعلومات التي يمكن أن يطلع عليها النظام الذكي أثناء تصفح المحادثات أو استخدامه للردود الذكية. في الوقت نفسه، هناك من لا يريد ببساطة أي إضافات أو أيقونات جديدة تغيّر شكل واتساب الكلاسيكي الذي اعتاده الناس لأعوام. من هنا تبدأ تساؤلات عن إمكانية إزالة Meta AI أو على الأقل الحد من ظهوره اليومي في التطبيق.
محدودية تعطيل ميزة Meta AI: خيارات المستخدمين بين أوروبا والدول العربية
ولعل أكثر ما يزعج المستخدمين هو اختلاف قدرات التحكم بين منطقة وأخرى. ففي بعض البلدان الأوروبية، صار بإمكان الناس التخلص نهائيًا من المساعد الذكي عبر إعدادات التطبيق، بينما لا تزال هذه الميزة غير متاحة في دول مثل الأرجنتين وحتى معظم الدول العربية حتى الآن. هذا الاختلاف يثير تساؤلات عن العدالة الرقمية وحق المستخدم في اختيار أدواته البرمجية، وهو ما يزيد شعور البعض بالاستياء أو فقدان السيطرة.
ولمن يُهمه الأمر ويريد تقليل حضور Meta AI، تتوفر بعض الحيل غير الرسمية مثل إزالة نافذة الدردشة الخاصة به أو إخفاء الأيقونة الزرقاء من قائمة الدردشات. الطريقة ببساطة أن تقوم بحذف المحادثة مع Meta AI ولن يظهر ضمن المحادثات النشطة. وفي حال رغبت لاحقًا في العودة لاستخدامه، يمكنك فقط البحث عن "Meta AI" في شريط البحث وبدء دردشة جديدة متى احتجت ذلك. هذه التغييرات لا تمحو المساعد تمامًا من التطبيق لكنها تخفف من تدخله في الحياة الرقمية اليومية وتجربة المستخدم، وتحفظ مساحة أكبر من البساطة في واجهة واتساب التي اعتاد عليها الملايين.
وانتقالاً من التحكم والواجهة إلى المسار الأكثر إثارة للقلق، يبقى القلق الأهم غالبًا متعلقًا بسلامة البيانات الشخصية والخصوصية.
الخصوصية مصدر للقلق: كيف تتعامل Meta مع بيانات المستخدمين؟
تطمئن الشركة المالكة Meta المستخدمين بشكل مستمر بأن بيانات رسائلهم ومحادثاتهم تعامل بحرص، وأن هدف الذكاء الاصطناعي هو المساعدة فقط دون خرق الخصوصية. برغم ذلك، يشعر الكثيرون بعدم الراحة، خاصة في ظل الأخبار المنتشرة عن تسريبات معلومات أو الاستخدام غير المصرح به للبيانات حول العالم. ويزداد القلق مع إدراك أن كل ميزة جديدة تسهل على المستخدم قد تفتح بابًا لفهم سلوكياته أو تسويق منتجات إضافية له. تجارب البعض مع المساعدات الذكية تظهر تردداً وإحجاماً عن كشف مزيدٍ من التفاصيل الشخصية ضمن التطبيق. وهكذا فإن اتخاذ احتياطات، مثل مراجعة الإعدادات وتقييم مدى الحاجة فعلاً للمزايا الجديدة قبل استخدامها، هو أفضل دفاع يدوي حتى إشعار آخر.
وهنا يتفرع النقاش إلى سبب أعمق: هل قيمة Meta AI حقيقية بالنسبة لك، أم أن متاعب ظهوره تفوق فوائده؟
لماذا يرغب كثيرون في التخلص من Meta AI؟
تتعدد الدوافع. جزء كبير من المستخدمين ببساطة يريد تجربة واتساب الأصيلة، خالية من التعقيدات أو الإشعارات الجديدة، ويرفض تدخلات الذكاء الاصطناعي التي قد تربك المحادثة. هناك من يخشى مخاطر الأمان حتى لو أكدت الشركة سلامة العمليات، معتبرًا وجود المساعد بمثابة "ضيف غريب لا يريدون استضافته". البعض يرى فيه ميزة مفيدة عند الحاجة فقط، لكن لا يريد حضوره الدائم أو أن يصبح الحال وكأنك تتحدث مع جهاز أو آلة بدل أصدقاء حقيقيين. وهناك شكاوى متكررة من أن الردود أحيانًا تكون غير دقيقة أو تربك المستخدم بدلاً من مساعدته، عدا عن الإزعاج من كثرة الإشعارات أو ظهور نافذة للمساعد دون طلب.
لذا، كثيرون يعتبرون أن الخيار المثالي هو توفير زر تحكم واضح لإلغاء تفعيل الميزة بالكامل بدل الحيل المؤقتة أو شبه الخفية. يريدون واتساب أبسط، مثلما عرفوه من قبل، بعيدًا عن مبالغات الذكاء الاصطناعي وهوس الشركات بتجربة المستخدم الذكية حتى وإن لم يطلبها المستخدم نفسه.
في النهاية، هذه التفاصيل تكشف عن ازدواجية مشاعر كبيرة تجاه دمج الذكاء الاصطناعي في التطبيقات اليومية. البعض يرى فيه راحة وتطورًا، وآخرون يرونه عبئًا وتطفلاً على الخصوصية. قرار تعطيل Meta AI سيبقى شأنًا شخصيًا يعتمد على مدى ثقة كل مستخدم ورغبته في إبقاء الأمور بسيطة. حتى مع صعوبة إلغاء ميزة الذكاء الاصطناعي بالكامل في بعض الدول، تبقى الحيل الصغيرة خطوة مهمة لمن يرغب في الاستفادة من واتساب دون منغصات. ربما سيأتي وقت تتيح فيه الشركة خيارات تحكم أوسع وأكثر شفافية للجميع، ليرضي المزاجين معاً ويضمن خصوصية وراحة المستخدم في النهاية.
وفي انتظار مزيد من التطورات من واتساب وMeta، تبقى نصيحة الخبراء: راقب إعداداتك دائمًا، كن حريصًا عند مشاركة المعلومات، ولا تتردد في استخدام كل أداة متاحة لحماية خصوصيتك أو الحفاظ على تجربتك المفضلة في الدردشة.