مؤسس تيليغرام يقرر توريث ثروته الهائلة لأكثر من 100 طفل أنجبهم من حول العالم!

3 د
بافل دوروف يورث ثروته لبناته البالغ عددهم أكثر من 100 عالميًا.
تأجيل وصول الأبناء للإرث 30 عامًا لتعليمهم الاستقلالية المالية.
دوروف يعتبر جميع الأبناء متساوين في الحقوق لمنع النزاعات المستقبلية.
تيليغرام يواجه انتقادات بفرنسا بسبب محتوى غير قانوني، ودوروف ينفي الاتهامات.
دوروف يعيش حاليًا في دبي ويحمل جنسيتين إماراتية وفرنسية.
في تصريح أثار موجة واسعة من الجدل والدهشة، كشف بافل دوروف، الملياردير الروسي مؤسس تطبيق تيليغرام للرسائل الفورية، أنه يعتزم توريث ثروته كاملة إلى أكثر من 100 طفل أنجبهم في عدد من الدول. وتقدر ثروة دوروف بنحو 13.9 مليار دولار، وفقاً لمجلة "لو بوينت" الفرنسية التي نشرت مقابلة حصرية معه.
وأوضح دوروف خلال المقابلة أنه رسمياً والد لستة أطفال أنجبهم من ثلاث شريكات مختلفات، لكنه كان قد بدأ التبرع بسائله المنوي قبل 15 عاماً لمساعدة صديقة له، ومنذ ذلك الوقت استخدمت عيادات الخصوبة هذا التبرع في إنجاب أكثر من 100 طفل في اثنتي عشرة دولة حول العالم.
وتابع دوروف أن قراره هذا جاء مدفوعاً برغبته في منع أي خلافات أو صراعات محتملة بين أبنائه في المستقبل، قائلاً: "كلهم أبنائي، وسيمتلكون جميعاً حقوقاً متساوية، لا أريدهم أن يتقاتلوا فيما بينهم بعد أن أرحل".
الإرث مؤجل لـ٣٠ عاماً لتعليم الاستقلالية المالية
أما ما أثار الاهتمام بشكل خاص، فهو قرار دوروف بعدم إتاحة الفرصة لأبنائه للحصول على أمواله فور وفاته، مؤكداً أنه قرر تأخير وصولهم إلى الميراث لمدة ثلاثين عاماً كاملة. وعن دوافعه وراء هذا القرار الغريب، أوضح دوروف: "أريدهم أن يعيشوا حياة طبيعية، أن يتعلموا الاعتماد على أنفسهم وكيفية بناء حياتهم بجهودهم الخاصة، أريدهم أن يكونوا مبدعين ومستقلين وألا يصبحوا رهائن لحساب مصرفي ضخم".
وكان دوروف قد أسس تطبيق تيليغرام عام 2013 بعد تجربته في إنشاء شبكة التواصل الاجتماعي "فكونتاكتي" التي غادرها بسبب رفضه الخضوع لطلبات الحكومة الروسية تقييد حرية التعبير. واليوم، تيليغرام واحد من أكثر تطبيقات المراسلة شهرة وانتشاراً، ولديه أكثر من مليار مستخدم نشط شهرياً يُفضلونه لتركيزه على الخصوصية والتشفير.
ذلك التركيز على الخصوصية هو بالذات ما جر على دوروف انتقادات وحتى مشكلات قضائية في بعض الدول، خاصة فرنسا، التي وجهت إليه مؤخراً اتهامات بعدم التعاون الكافي مع سلطات القانون لمكافحة محتوى الاتجار بالمخدرات والاستغلال الجنسي للأطفال والأعمال الاحتيالية الأخرى. ونفى دوروف هذه الاتهامات نفياً قاطعاً، مؤكداً أنها "ادعاءات سخيفة" وأن "وجود مجرمين يستخدمون تطبيقنا مثلما يستخدمون تطبيقات أخرى لا يجعلنا مسؤولين عن جرائمهم."
كذلك دافع دوروف وتيليغرام عن جهودهم في مكافحة المحتوى غير القانوني والإجرامي، حيث يؤكد التطبيق على وجود فرق مختصة بالرقابة وإصدار تقارير يومية للشفافية حول المحتوى المخالف.
ومن روسيا إلى الإمارات، حيث يعيش مؤسس تيليغرام حالياً، يحمل دوروف الجنسيتين الإماراتية والفرنسية، ويمضي حياته في مدينة دبي التي تحتضن مكتب شركته الرئيسي.
وسط هذه الأجواء، يظل مستقبل التطبيق مثاراً للجدل مع جناح يرى أنه يساعد على نشر المحتوى الضار وجناح آخر يتهم السلطات بالمبالغة والتدخل في خصوصية مستخدميه.
وفي النهاية، تبقى تصريحات دوروف الأخيرة قصة لافتة تذكرنا مجدداً بأسئلة مهمة حول الخصوصية والمال والتكنولوجيا، وتتركنا بلمسة من الفضول لنرى كيف سيؤثر هذا القرار غير المعتاد على حياة عشرات الأطفال، وعلى الإرث الذي سيخلّفه صاحب واحد من أهم تطبيقات التواصل في العالم.
وربما كان من الأفضل استخدام كلمات أوضح في بعض المواضع وتعميق الربط بين مختلف النقاط في المقال، لضمان تقديم صورة أكثر تماسكا ووضوحا عن شخصية دوروف وخططه المستقبلية، لكن بشكل عام، ستبقى هذه القصة الغريبة مادة خصبة للحوار في الأيام القادمة.