ماسك يُنقذ تسلا بالتقسيط… بعد أن تخلّى السوق عنها

3 د
أعلنت تسلا عن تمويل بفائدة 1,99% لمدة 6 سنوات على طراز Model Y Long Range.
أُطلق الطراز الجديد رسميًا في مارس، لكن النسخة الأرخص توفرت فقط في أبريل.
تشير العروض التحفيزية السريعة إلى ضعف الطلب الفوري على الطراز.
أصبح مستقبل تسلا مرتبطًا أكثر بمراهنة ماسك على الذكاء الاصطناعي لتعويض تراجع زخم المبيعات.
في خطوة تعكس عمق الأزمة التي تمر بها شركة تسلا حاليًا، أعلنت الشركة عن تقديم عروض تمويل منخفضة على سيارتها الأكثر مبيعًا، "موديل Y"، وذلك بعد أسابيع فقط من إطلاق نسختها الجديدة. هذه الخطوة، التي تحمل في طياتها الكثير من الدلالات، تشير إلى تبدّل جذري في استراتيجية تسلا التسويقية، والتي لم تعد تعتمد على وفرة الطلب، بل على محاولات حثيثة لإنعاشه.
تخفيضات غير معهودة على موديل Y
أعلنت تسلا أنها باتت توفر إمكانية الحصول على سيارة Model Y Long Range ذات الدفع الرباعي بسعر يبدأ من 48,990 دولارًا، مع تمويل منخفض الفائدة بنسبة 1.99% على مدى ست سنوات، بشرط دفع مقدّم قدره 3,999 دولارًا. ويُعد هذا العرض غير معتاد لشركة كانت، حتى وقت قريب، ترفع أسعار سياراتها لتقليل الطلب الزائد. أما اليوم، فقد بات على الرئيس التنفيذي إيلون ماسك أن "يقاتل" من أجل كل زبون جديد.
العرض الجديد يأتي بعد مرور أربعة أسابيع فقط على طرح النسخة الجديدة من موديل Y، وهي "نسخة محسّنة قليلاً" من السيارة التي أُطلقت أول مرة في عام 2020. لكن تسلا بدأت في تسليم الطراز المحدّث فقط للفئة المحدودة "Launch Series"، والتي كانت موجهة لمحبي العلامة الأوفياء مقابل 59,990 دولارًا، قبل أن تُتيَح النسخة الأرخص في أبريل.
أزمة الطلب… بعد أن كانت أزمة عرض
التحول في سياسة تسلا يعكس معضلة أعمق؛ فالشركة التي لطالما واجهت صعوبة في مواكبة الطلب المرتفع، باتت الآن تجد صعوبة في توليد الطلب نفسه. إذ أن تقديم عروض تحفيزية بعد أقل من شهر من طرح السيارة في الأسواق، يُظهر بوضوح أن المستهلكين لم يندفعوا لشراء الطراز الجديد بالسعر الكامل، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الفائدة في السوق.
وفي حين لم تُصدر تسلا أي تصريح رسمي لتوضيح سبب هذه العروض، ولم ترد على طلب للتعليق من مجلة Fortune، إلا أن المؤشرات تؤكد أن هذه التخفيضات تعكس ضعف الطلب، وليس سخاءً غير مبرر.
ماسك في مواجهة أكبر أزماته
يرى مراقبون أن ما تشهده تسلا الآن هو انعكاس مباشر لقرارات إيلون ماسك في السنوات الأخيرة. فمنذ إطلاق موديل Y في عام 2020، لم تُقدّم تسلا طرازًا جديدًا يشكل ضربة قوية في السوق، ما ساهم في تراجع جاذبية علامتها التجارية. بل إن سلوك ماسك نفسه، سواء من حيث تصريحاته المثيرة للجدل أو انشغاله بمشاريع أخرى مثل الذكاء الاصطناعي وX (تويتر سابقًا)، أدى إلى تراجع الثقة لدى بعض عملاء تسلا الأوفياء.
في ظل هذه الظروف، يبدو أن مستقبل تسلا لم يعد مرهونًا فقط بمبيعات السيارات، بل بمراهنات ماسك على الذكاء الاصطناعي، وهو مجال وعد بأن يكون فيه لسيارات تسلا ميزة تنافسية مستقبلية كبرى.
تسلا أمام منعطف حاسم
العروض الجديدة، رغم جاذبيتها، تعكس مأزقًا استراتيجيًا حقيقيًا: هل فقدت تسلا قدرتها على الابتكار الجذري الذي يخلق موجات جديدة من الطلب؟ وهل يمكن للعروض التسويقية وحدها إنقاذ الشركة من فقدان الزخم الذي كانت تتمتع به؟ في الوقت الذي تتسابق فيه شركات صناعة السيارات الكبرى لإطلاق طرازات كهربائية جديدة وأكثر تنوعًا، تواجه تسلا تحدي الحفاظ على ريادتها في سوق لم يعد يحتمل التباطؤ أو الركود.
في غياب منتجات ثورية جديدة، ومع تفاقم المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، قد تكون العروض التحفيزية مجرد مسكّن مؤقت، لا يلبث أن يكشف عن حاجات أعمق إلى إعادة الابتكار.