ذكاء اصطناعي

مايكروسوفت تطلق Copilot Mode لأداة تصفح ذكية ثورية داخل متصفح إيدج

محمد كمال
محمد كمال

4 د

أطلقت مايكروسوفت ميزة "Copilot Mode" في متصفح إيدج لتسهيل التصفح بالذكاء الاصطناعي.

يمكّن Copilot Mode المستخدمين من التحدث مع المتصفح وتلقي ردود ذكية حسب السياق.

يقدم الذكاء الاصطناعي مهاماً متقدمة كحجز الفنادق عبر التواصل مع المواقع المخصصة.

تضمن مايكروسوفت جمع الحد الأدنى من البيانات للحفاظ على خصوصية المستخدم.

الميزة متاحة حاليًا لمشتركي Copilot Pro بالولايات المتحدة، مع احتمالية أن تكون مجانية لاحقاً.

تخيل أن تتصفح الإنترنت ويكون لديك مساعد ذكي يتابعك في كل صفحة، يفهم السياق، ويستجيب لاحتياجاتك دون الحاجة للتبديل بين علامات التبويب. هذا ليس سيناريو مستقبلي، بل أصبح واقعاً مع إطلاق مايكروسوفت لميزة “Copilot Mode” الجديدة في متصفح إيدج، والتي تهدف عبر الذكاء الاصطناعي إلى تغيير مفاهيم تصفح الويب التقليدية وجعل التفاعل اليومي مع الإنترنت أكثر سهولة وذكاء.

تحول تجربة التصفح: من صفحات تقليدية إلى منصة ذكية
مايكروسوفت قررت أن تتخطى حدود المنافسة المعتادة مع متصفحات مثل غوغل كروم عبر الاستثمار بقوة في تقنيات الذكاء الاصطناعي. التجربة الجديدة مع “Copilot Mode” تبدأ باستبدال واجهة تبويب إيدج المعتادة بصفحة أنيقة خالية من التشويش تتصدرها خانة واحدة للبحث والدردشة. أصبح بإمكان المستخدم التحدث مع المتصفح من خلال الأوامر الصوتية، حيث يتفاعل Copilot مع الطلبات المختلفة: من تلخيص محتوى الفيديو والمقالات، إلى تنفيذ الأوامر دون كتابة مطولّة. وهكذا، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد إضافة جانبية، بل أصبح في قلب خطة مايكروسوفت لإعادة تعريف أدوات الإنتاجية والتصفح على الويب.

تحليل علامات التبويب والمهام المتقدمة
ما يميز “Copilot Mode” فعلاً هو قدرته الفريدة على متابعة وتحليل محتوى جميع الصفحات المفتوحة في المتصفح بشكل متزامن. وعلى عكس المساعدات البرمجية التقليدية التي تقتصر على نافذة واحدة، يستطيع هذا النمط إصدار ردود ذكية تُراعي السياق الكامل لجلسة التصفح، ما يختصر الحاجة للتنقل الممل بين عشرات التبويبات المفتوحة. وعبر دمج كلمات مثل التعرف الصوتي، سياق العمل، الأتمتة، وإدارة الجلسة، بات Copilot أشبه بمنصة ذكاء اصطناعي متخصصة قادرة على تلخيص، ترتيب وتنفيذ المهام المعقدة.

وهذا التقدم يحضّرنا لاستكشاف أحد المحاور الأكثر إثارة في أداة Copilot Mode، وهو ما يعرف بميزة “الإجراءات” أو Copilot Actions.

ميزة الإجراءات: الذكاء الاصطناعي ينجز المهام فعلياً
عندما استعرضت مايكروسوفت قدرات Actions، بدت وكأنها تنقل تصفح الإنترنت إلى مستوى من الأتمتة الشاملة. يمكن للمستخدم اليوم أن يطلب عبر حوار بسيط من Copilot أن يحجز فندقاً أو مطعماً، أو حتى يرسل باقة زهور بالكامل دون مغادرة المتصفح أو إدخال البيانات يدوياً. تم تطوير هذه الوظائف لتعمل بالتكامل مع مواقع مثل Booking.com وHotels.com وأيضاً خدمات الحجز كـ OpenTable، مستخدمة تقنيات الذكاء الاصطناعي التحاوري لإتمام المهمة بسرعة وكفاءة. هذه الخطوة تواكب رؤية الرئيس التنفيذي مصطفى سليمان في جعل إيدج متصفحاً ذكياً "يعتمد أولاً على الذكاء الاصطناعي" على غرار خدمات مناطق التكنولوجيا الناشئة.

جدير بالذكر أن هذه الميزة متاحة حالياً لمشتركي النسخة المدفوعة “Copilot Pro” داخل الولايات المتحدة فقط، وتعمل عبر أوامر محادثة مرنة قابلة للإيقاف المؤقت أو الإلغاء في أي وقت.

الدعم والخصوصية: بين التحكّم والثقة
انطلاقاً من حرص مايكروسوفت على ثقة المستخدم، تم تضمين مؤشرات بصرية واضحة تظهر متى يكون الذكاء الاصطناعي نشطاً، بالإضافة لإمكانية تشغيل أو إيقاف Copilot Mode عند الحاجة. الشركة أكدت التزامها بجمع أدنى قدر من البيانات الضرورية حصراً لتحسين تجربة المستخدم، مع عدم مشاركة المعلومات إلا بناءً على إذن صريح. إلا أن الترقب يسود حول مستقبل مجانية Copilot Mode، إذ ذكرت تقارير تقنية أن الخاصية ستكون متوفرة مجاناً لفترة محدودة، وسط غموض حول الجدولة الزمنية أو الأسعار المستقبلية إن قررت مايكروسوفت جعل بعض أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن خدمات مدفوعة.

ذو صلة

وبعد استعراض هذه التفاصيل التقنية، تتضح ملامح خطة مايكروسوفت لإطلاق Copilot Mode بشكل تدريجي، حيث بدأت الواجهة الجديدة بالظهور لدى بعض المستخدمين تلقائياً بينما يحتاج الآخرون لتفعيلها من خلال صفحة الاشتراك الخاصة بالشركة، مما يعطي مساحة لمراقبة ردود الفعل وتطوير الأداء تدريجياً.

خاتمة:
عودة إلى الصورة الأشمل، يتبين لنا أن مايكروسوفت تراهن على الذكاء الاصطناعي كحجر أساس للارتقاء بمتصفح إيدج نحو جيل جديد من التصفح الذكي. سواء اخترت أن تقول “أتمتة” أو “تحليل السياق” أو حتى “مرافق افتراضي”، تظل المنظومة واحدة: متصفح ينجز لك المهام، يلخص محتوى الإنترنت، ويجعل التفاعل أكثر طلاقة وأماناً. وربما يكون من المفيد، عند الحديث عن هذه الثورة التقنية، تطوير بعض المصطلحات أو التركيز على مفردات تعبر بدقة عن جوهر التحول؛ على سبيل المثال، استخدام كلمة “منصة تصفح تفاعلية” بدلاً من “متصفح” وحدها، كما أن تعزيز الروابط بين التقنية وحياة المستخدم اليومية بجملة ربط في نهاية كل مقدمة من شأنه أن يقرب القارئ أكثر لأهمية الموضوع. والمؤكد أن الأيام المقبلة ستحمل المزيد من التطورات في عالم أدوات الذكاء الاصطناعي وأتمتة الويب، ويبدو أن تجربة Copilot Mode ما هي إلا بداية لموجة ابتكار جديدة تضع الإنسان والتقنية جنباً إلى جنب.

ذو صلة