ذكاء اصطناعي

متصفح Comet من Perplexity متاح مجانًا للجميع… وميزة “المساعد الخلفي” تغيّر قواعد اللعبة للمستخدمين المدفوعين

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

أطلقت شركة Perplexity متصفحها Comet مجانًا لجميع المستخدمين عالميًا.

تم تطوير ميزة “المساعد الخلفي” المخصصة لمشتركي الخطة Max.

يعتمد "المساعد الجانبي" على تقديم خدمات ذكية مثل تلخيص الصفحات وإدارة المحتوى.

يدعم Comet أدوات شاملة مثل Discover وSpaces لتحقيق تجربة تصفح شاملة.

تسعى Perplexity لمنافسة المتصفحات الكبرى وتقديم منصة إنتاجية متكاملة.

في خطوة تعكس شدة المنافسة في عالم المتصفحات الذكية، أعلنت شركة Perplexity الناشئة في مجال البحث بالذكاء الاصطناعي عن إتاحة متصفحها Comet لجميع المستخدمين حول العالم مجاناً. ويتزامن هذا التوجه مع إطلاق ميزة نوعية لمشتركي خطتها الأعلى سعراً “Max”، وهي “المساعد الخلفي” القادر على تنفيذ مهام متعددة أثناء انشغال المستخدم بأعمال أخرى.

هذا التوسع المجاني يأتي بعد ثلاثة أشهر فقط من طرح المتصفح لنخبة عملاء يدفعون 200 دولار شهرياً، لكن الطلب المتنامي وقوائم الانتظار الضخمة دفعت الشركة لفتح الباب أمام الجميع. وهكذا ننتقل من مجرد أداة محصورة بالنخبة إلى منتج أشمل يسعى لمنافسة أسماء راسخة مثل كروم من غوغل ومتصفحات ناشئة مثل Dia من The Browser Company.


Comet: متصفح يرافقك بمساعد جانبي

السمة الأبرز في Comet هي “المساعد الجانبي” الذي يرافق المستخدم أثناء تصفحه للويب. هذا المساعد يوفر إمكانات مثل تلخيص الصفحات، الإجابة عن الأسئلة المباشرة، إدارة المحتوى، وحتى التنقل بين المواقع بدلاً من المستخدم. وبذلك يحاول المتصفح أن يتجاوز فكرة “النوافذ التقليدية” بإضافة طبقة ذكية تسهّل إدارة المعلومات اليومية.
ومن هنا يبرز التحدي: إثبات أن هذه القدرات الوكيلية موثوقة بما يكفي لتشجيع الناس على ترك متصفحاتهم المألوفة.


خدمات مجانية وأدوات شاملة

حتى للمستخدمين المجانيين، يتيح Comet حزمة أدوات متكاملة: منصة Discover لتوصيات الأخبار، قسم Spaces لتنظيم المشاريع، خدمة Shopping لمقارنة الأسعار، أداة Travel لاقتراح الرحلات والإقامات، بجانب حلول في مجالات التمويل الشخصي والرياضة. هذه التوليفة تعكس رغبة Perplexity في جعل المتصفح مركزاً يومياً لمختلف الأنشطة الرقمية.
وبالانتقال إلى مشتركي Max، نجد أن التجربة تصبح أعمق بفضل وصولهم إلى نماذج ذكاء اصطناعي عالية الكفاءة، ومساعد البريد الإلكتروني الذي يكتب الردود وينظم الرسائل ويرتب الاجتماعات.


المساعد الخلفي… فريق افتراضي تحت الطلب

الجديد الذي أعلن عنه الرئيس التنفيذي أرافيند سرينيفاس هو “المساعد الخلفي”، أشبه بلوحة تحكم مركزية لإدارة “فريق” من المساعدين الافتراضيين. يمكن للمستخدم أن يطلب منه إتمام مهام في الكواليس مثل صياغة رسالة بريدية، إضافة تذاكر رخيصة لمشروع شراء، أو البحث عن أفضل رحلة مباشرة في تاريخ محدد. لوحة القيادة تُمكّن من متابعة التقدم والتدخل إذا لزم الأمر، بينما يتولى النظام الباقي بهدوء.


هذا المساعد يمتلك كذلك “وصلات أذكى” مع تطبيقات الحاسوب الأخرى، مما يزيد من احتمالات الدمج مع مختلف بيئات العمل.

ومن هنا يتضح أن Perplexity لا تكتفي بمجرد متصفح، بل تطمح لتقديم منصة إنتاجية متكاملة تنافس حلولاً مثل Google Workspace وواجهات متصفحات الذكاء الاصطناعي الناشئة.


نماذج تسعير مرنة

بالإضافة إلى الخطة المجانية، سيكون أمام المستخدمين خيار اشتراك منخفض التكلفة يسمى Comet Plus مقابل 5 دولارات شهرياً، وهو منتج يهدف لمنافسة خدمات مثل Apple News لكن بلمسة ذكاء اصطناعي تعزز التوصية بالمحتوى. أما مشتركو Pro وMax فسيحصلون عليه تلقائياً ضمن باقاتهم.


مستقبل المنافسة

ذو صلة

في ظل تحضر OpenAI لإطلاق متصفحها الخاص المدعوم بالذكاء الاصطناعي، تبدو حركة Perplexity مدروسة لاستباق السوق وترسيخ حضورها. لكن يبقى التحدي قائماً: هل ستقنع هذه الابتكارات المستخدمين بالانتقال من بيئات مستقرة مثل كروم وسفاري وفايرفوكس؟

خطوة Perplexity بإتاحة Comet مجاناً مع تقديم “مساعد خلفي” لمشتركي Max تعكس رهانا واضحاً على مستقبل المتصفحات الذكية كمنصات إنتاجية. وفي عالم يشهد تزاوجاً متسارعاً بين البحث، الذكاء الاصطناعي، وإدارة المهام، قد يكون Comet تجربة مبكرة لما قد يصبح القاعدة في تصفح الإنترنت السنوات المقبلة.

ذو صلة