“OpenAI على OpenAI” كيف تعمل أكبر شركة ذكاء اصطناعي من الداخل؟

3 د
أعلنت OpenAI عن مبادرة "OpenAI على OpenAI" لتطبيق تقنياتها داخليًا.
الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من منظومة العمل اليومية للشركة.
التقنيات تساعد في تقليص المدة الزمنية من شهور إلى أسابيع.
أداة لتوسيع وتوزيع الخبرات عبر فرق متعددة بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
من المتوقع استعراض المزيد من التقنيات في فعالية DevDay القادمة.
في 29 سبتمبر 2025 أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق سلسلة جديدة بعنوان "OpenAI على OpenAI"، وهي مبادرة تكشف كيف تدير الشركة أعمالها الداخلية بالاعتماد على تقنياتها الخاصة. هذا الإعلان يعكس تحوّل الذكاء الاصطناعي من مرحلة التجريب إلى كونه بنية تحتية أساسية لاتخاذ القرارات اليومية داخل المؤسسات.
الذكاء الاصطناعي من التجارب إلى البنية التحتية
تشير الشركة في البيان الرسمي إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة جانبية بل أصبح جزءًا من منظومة العمل اليومية. الانتقال من اختبارات تجريبية إلى أنظمة عملية يطرح تحديات تتمثل في كيفية مواءمة الأدوات الجديدة مع البنية الحالية، وفي كيفية قياس أثرها في ظل تغيّر سريع للمشهد التقني.
داخل OpenAI نفسها واجهت الفرق إشكالات مشابهة لتلك التي تواجهها المؤسسات الأخرى: أين يبدأ دمج الأدوات؟ وكيف يتم اختبارها على نطاق ضيق قبل اعتمادها؟ هذه الأسئلة أساسية لا سيما حين يصبح الذكاء الاصطناعي أداة توسّع خبرات العاملين وتوزّعها عبر فرق متعددة بدل أن تبقى محصورة في خبرة فردية.
منهجية داخلية تعكس تجربة العملاء
السلسلة الجديدة ستعرض أمثلة عملية من داخل الفرق التجارية والهندسية والمنتجاتية في الشركة، حيث يتم تحديد نقاط قوّة في سير العمل اليومي وإعادة تصميم الأدوات بما يتيح تقليص المدة الزمنية من شهور إلى أسابيع. المنهجية ترتكز على تجربة مباشرة شبه ميدانية، ليصبح فريق تطوير OpenAI هو "المستخدم الأوّل" لما ينتجه.
- تفعيل خاصيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسريع دورة تطوير المنتجات.
- اختبار أدوات دعم داخلي بهدف تقليل زمن الاستجابة الأول (FRT) للموظفين.
- توحيد خبرات فرق المبيعات والهندسة عبر نماذج مدرّبة.
- إطلاق دروس مستفادة قابلة للتكيّف لدى الشركات الأخرى.
"كل شركة تمتلك خبرة خاصة. الذكاء الاصطناعي يتيح توزيع هذه الخبرة على نطاق أوسع."
الرسالة هنا مزدوجة: من ناحية تقدّم الشركة نموذجًا عمليًا لكيفية الاستفادة من تقنياتها داخليًا، ومن ناحية أخرى تسعى إلى إرساء معايير جديدة يمكن أن تُستأنس بها في قطاعات أخرى. التجربة لا تبدو بعيدة عن مبادرات شركات كبرى سبقت إلى دمج تقنياتها في عملياتها التشغيلية، شبيهة باستخدام مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي في حزمتها المكتبية.
آفاق أوسع مع اقتراب DevDay
من المتوقع أن يتسع النقاش خلال فعاليات DevDay في السادس من أكتوبر، حيث وعدت الشركة بتوفير موارد تقنية إضافية لاحقًا. هذه الخطوة تتجاوز الإعلان ذاته، إذ تلمح إلى بداية تشكيل بيئة "أفضل الممارسات" حول تشغيل الشركات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي الخاص بها. بالنظر إلى حجم التأثير، يبقى السؤال مطروحًا: إلى أي مدى يمكن أن تصبح المؤسسات أكثر اعتمادًا على أنظمتها الداخلية قبل أن تحتاج حلولاً خارجة عن إطارها؟
مع تسابق الشركات لتبني نماذج أكثر تقدمًا، يبدو أن القادم لن ينحصر في تحسين الأدوات فحسب، بل في إعادة تشكيل ثقافة العمل بحد ذاتها. المؤسسات التي تنجح في المزج بين الخبرة البشرية والكود الذكي هي الأقدر على صياغة مستقبل يتماشى مع تسارع التقنية ومتحولاتها.