ذكاء اصطناعي

مركبة “كيوريوسيتي” تلتقط صورًا مذهلة لـ “شبكات عنكبوتية” عملاقة على المريخ

محمد كمال
محمد كمال

3 د

التقطت "كيوريوسيتي" أول صور لتشكيلات تشبه شبكات عنكبوتية على المريخ.

توضح الصور "تكوينات الصناديق" الناتجة عن ترسب المعادن بعد تسلل المياه.

تغطي التشكيلات مساحة شاسعة بجبل "شارب"، ما يثير اهتمام العلماء بتاريخ المياه.

يشير الاكتشاف لتغير بيئة المريخ وكيفية تكوّن المياه الجوفية الغنية بالمعادن.

تعد الرحلة جزءًا من جهود 13 عامًا لاستكشاف تطور المناخ والجيولوجيا على المريخ.

في اكتشاف هو الأول من نوعه، نجحت مركبة "كيوريوسيتي" التابعة لوكالة ناسا في تصوير تشكيلات مذهلة تشبه شبكات عنكبوتية ضخمة على سطح كوكب المريخ، فيما بات العلماء أمام صور مثيرة قد تساعدنا في فهم تاريخ الكوكب الأحمر وعلاقته بالماء والحياة.

الصور الملتقطة تكشف عن أشكال هندسية معقدة تعرف بـ"تكوينات الصناديق" أو (Boxwork formations)، وهي أنماط متشابكة ظهرت نتيجة ترسب المعادن بعدما تسللت مياه جوفية غنية بالمعادن عبر شقوق الصخور وتصلبت على مر ملايين السنين، ثم تعرضت هذه الطبقات الرقيقة من الصخور لتآكل الرياح الشديد، وتبقت أجسام معدنية صلبة كونت تلك الرسومات الهندسية العنكبوتية.

تشكيلات الصناديق هذه لا تعتبر غريبة بالكامل على علماء الأرض، إذ يمكن العثور على مثلها في كهوف محدودة الحجم مثل كهف "ويند كهف" في الولايات المتحدة، إلا أن التشكيلات على كوكب المريخ فريدة من نوعها من حيث الحجم والامتداد، فهي تغطي مساحة واسعة تصل ما بين 10 إلى 20 كيلومترًا على منحدرات جبل "شارب"، مما أثار دهشة كبيرة في المجتمع العلمي.


دلالات مهمة حول تاريخ المياه الجوفية على المريخ

تثير هذه التشكيلات اهتمام علماء وكالة ناسا لارتباطها الوثيق بتاريخ المياه على سطح المريخ. يُعتقد أن هذه الأشكال تكونت في وقت كانت بيئة الكوكب فيه تتغير تدريجيًا نحو ظروف أكثر جفافًا، لكنها لا تزال تحتفظ بمياه جوفية غنية بالمعادن تحت سطحه، مما يفتح المجال لاحتمالية تواجد أشكال حيّة أوليّة ظهرت وتكونت في تلك الفترات القديمة.


رحلة طويلة نحو جبل "شارب"

هذا الاكتشاف الجديد هو ثمرة نحو 13 عامًا من جهود مركبة "كيوريوسيتي". منذ هبوطها في فوهة "غيل" في أغسطس 2012، قطعت المركبة مسافات طويلة وواجهت تحديات صعبة حتى وصلت إلى منحدرات جبل "شارب" في سبتمبر عام 2014. تتركز الأهمية العلمية لجبل "شارب" في احتفاظ طياته الصخرية بتاريخ جيولوجي يمتد لمليارات السنين، مما يجعله مسرحًا مثاليًا لمعرفة تغير الظروف المناخية والبيئية على الكوكب الأحمر.

ومنذ وصولها إلى جبل شارب، ركزت مركبة كيوريوسيتي جهدها على دراسة طبقات الصخور والمعادن التي توضح التغييرات الجيولوجية، مثل المناطق الغنية بالصلصال ومنطقة المعادن الكبريتية التي أظهرت وجود أملاح ومعادن تعود لفترات تهيمن عليها عملية تبخر المياه منذ نحو 3 مليارات عام.

ذو صلة

تعمّقنا هذه الاكتشافات الجديدة في فهم مجتمعنا العلمي للظروف المناخية والجيولوجية التي سادت المريخ، وتثير أسئلة جديدة حول إمكانية احتفاظ الكوكب ببعض مصادر المياه تحت سطحه حتى اليوم. فملاحظات مسبار "إنسايت" مؤخراً تشير إلى إشارات مغناطيسية قد ترتبط بوجود خزانات مياه جوفية عميقة، وبالتالي فإن رحلة "كيوريوسيتي" القادمة المخطط لها خلال عام 2025، ستواصل استكشاف هذه التكوينات، ما قد يقدم إجابات أكبر حول ماضي المريخ وقابليته للحياة.

أخيرًا، تبقى هذه الصور والتكوينات العجيبة من سطح المريخ شاهدة على تاريخ كوكبي بالغ الثراء والغموض. لذا، فإن استبدال مصطلحات تقنية قليلة بمفردات أكثر قربًا من اللغة اليومية، وإضافة جمل تربط النتائج مع اهتمام الجمهور العام، قد تسهم بشكل كبير في تحسين التواصل بين الاكتشافات العلمية المهمة والجمهور الواسع. وبالطبع، فإن أسئلة عديدة لا تزال على طاولة الخبراء، مما يزيد من قيمة وأهمية رحلة "كيوريوسيتي" المستمرة في استكشاف أسرار الكوكب الأحمر.

ذو صلة