مفاجأة من جوجل لمستخدمي أندرويد: فتح البوت لودر يحرمك من أقوى مزايا جيميناي

3 د
أعلنت غوغل أن فتح البوت لودر سيعطل "Gemini Nano" محليًا على الأجهزة المتأثرة.
يتمثل السبب في تعرض آلية التمهيد المتحقق للتعطل، مما يُضعف الأمان ويخترق البيانات.
الميزات المتأثرة تشمل وظائف الذكاء الاصطناعي للكاميرا والردود التنبؤية.
القرار يعيد النقاش حول توازن الخصوصية والأمان مقابل حرية التخصيص في أندرويد.
أعلنت شركة غوغل رسميًا عن خطوة جديدة وصادمة لمستخدمي نظام أندرويد، حيث أكدت أن فتح محمّل الإقلاع (Bootloader) سيؤدي إلى تعطيل نموذج الذكاء الاصطناعي المحلي Gemini Nano على الأجهزة المتأثرة. القرار، الذي نُشر ضمن وثائق الدعم الفني لـ ML Kit GenAI APIs، يضع حدودًا واضحة لعلاقة المستخدمين مع أجهزتهم المعدّلة ويعيد النقاش حول توازن الخصوصية والأمان مقابل حرية التخصيص.
سياسة أمنية جديدة تغيّر تعامل أندرويد مع أجهزة المعدّلين
توضح غوغل في وثائقها أن الأجهزة التي تُفتح فيها آلية الإقلاع ستفقد تلقائيًا إمكانية تشغيل “Gemini Nano” محليًا، إذ ستظهر رسالة خطأ تفيد بأن الميزة غير متاحة. ويأتي هذا القرار بعد سنوات من الجدل بين مجتمع المطورين الذي يرى أن فتح البوت لودر حق أساسي في تجربة النظام، وبين الشركة التي تعتبره تهديدًا مباشرًا لنزاهة أندرويد الأمنية.
تقول غوغل إن السبب الأساس وراء التقييد هو تعطّل آلية التمهيد المتحقق (Verified Boot) عند فتح البوت لودر، ما يجعل النظام أقل مقاومة للتلاعب أو لعمليات الهندسة العكسية التي قد تكشف خوارزميات الذكاء الاصطناعي الحساسة. بمعنى آخر، تحاول الشركة تطبيق نفس مستوى الحماية الذي تستخدمه لخدمات حساسة مثل Google Pay و SafetyNet.
الميزات التي ستتأثر فعليًا
يُعد “Gemini Nano” النسخة المدمجة والأكثر كفاءة من عائلة نماذج الذكاء الاصطناعي لدى غوغل، وتعمل محليًا دون اتصال بالإنترنت لتقديم أداء فوري في مهام مثل التلخيص، الكتابة التلقائية، والتوصية بالمحتوى اعتمادًا على السياق.
- فقدان قدرة التطبيقات المدمجة على الوصول إلى واجهات GenAI APIs.
- تعطّل التحليلات الذكية في لوحة المفاتيح والردود التنبؤية.
- توقف تحسينات الكاميرا المبنية على الذكاء الاصطناعي في الوضعين الليلي والبورتريه.
- غياب الخدمات التفاعلية دون اتصال، مثل المساعد الكتابي داخل النظام.
“يتم تنفيذ هذا القيد للحفاظ على سلامة النظام ومنع التلاعب بالبيانات المحلية أو نموذج الذكاء الاصطناعي.” — من وثائق ML Kit GenAI APIs
انعكاسات القرار على مجتمع المطورين والمستخدمين
القرار يعني عمليًا أن مستخدمًا مهتمًا بتجربة أنظمة معدّلة أو تثبيت نسخ Android مفتوحة المصدر سيتخلى عن أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي في الأجهزة الحديثة. وهو ما يعيد إلى الأذهان خلافات سابقة حين قيّدت غوغل استخدام Widevine L1 لتقنية DRM على الأجهزة ذات المحمّل المفتوح، ما أثّر على بث محتوى HD في تطبيقات الفيديو.
من الناحية التجارية، تسعى الشركة إلى ضمان بيئة موثوقة لنماذجها المحلية، لكنها بذلك تضع حدودًا جديدة بين حرية التخصيص وموثوقية النظام. ومع توجهها نحو ذكاء اصطناعي يعتمد بشكل متزايد على معالجة البيانات على الجهاز، يبدو أن مفهوم "الملكية الكاملة للجهاز" يتضاءل لصالح حماية خدمات التعلم الآلي نفسها.
يمكن مقارنة هذا النهج بما فعلته الشركات المصنعة في قطاع الهواتف منذ أعوام، حين بدأت تقييد استخدام الرومات المخصصة لحماية مفاتيح Safety Integrity. القرار ليس منفصلًا عن اتجاه أوسع يرى الذكاء الاصطناعي كجزء من البنية التحتية الحساسة وليس مجرد ميزة إضافية.
ما الذي يعنيه ذلك لمستقبل أندرويد المفتوح؟
تطرح الخطوة سؤالًا جوهريًا حول ما تبقّى من فلسفة الانفتاح التي ميّزت أندرويد لعقود. فبينما تستثمر غوغل في بناء بيئة أكثر أمنًا لتقنيات AI المحلية، قد يرى المطورون والمجتمعات المفتوحة أن هذا المسار يقود نحو أندرويد أقل حرية وأكثر انغلاقًا حول تقنيات الشركة.
في النهاية، يبدو أن الحدود الفاصلة بين حماية المستخدم وتمكينه أصبحت أضيق من أي وقت مضى. ومع توسّع الذكاء الاصطناعي في قلب نظام التشغيل، قد يصبح سؤال “من يملك الجهاز فعلاً؟” أكثر تعقيدًا مما كان عليه في بدايات أندرويد.