ذكاء اصطناعي

مفاعل نووي على القمر!! الصين وروسيا تخططان لإطلاق أول محطة نووية لدعم قاعدة بحثية دائمة بحلول 2035

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

تخطط الصين بالتعاون مع روسيا لبناء مفاعل نووي على القمر لدعم محطة أبحاث دائمة بحلول عام 2035، وفق ما كشفه بي زهاويو، مهندس مهمة "تشانغ إي-8".

يشمل المشروع استخدام الطاقة النووية، مع دراسة خيارات بديلة مثل الألواح الشمسية، لمواجهة تحديات بيئة القمر القاسية.

تسعى الصين إلى تأسيس قاعدة قمرية دائمة في القطب الجنوبي، مستفيدة من إمكانيات وجود الماء الجليدي وموقعه المثالي للأبحاث العلمية.

تطمح الصين إلى إشراك 50 دولة و5000 باحث في برنامجها الفضائي، مع التركيز على التعاون الدولي إلى جانب تحقيق أهدافها الاستراتيجية الخاصة.

في خطوة تعكس طموحها المتزايد في مجال استكشاف الفضاء، تعمل الصين على دراسة إنشاء محطة طاقة نووية على سطح القمر، لتلبية احتياجات مشروع "المحطة الدولية للأبحاث القمرية" (ILRS)، الذي تطوره بالشراكة مع روسيا. ووفقاً لما نقلته صحيفة The Independent، تم الكشف عن تفاصيل هذا المشروع الطموح خلال عرض تقديمي ألقاه المهندس الرئيسي لمهمة "تشانغ إي-8" (Chang’e-8)، بي زهاويو، في 23 أبريل 2025.

تُعد مهمة "تشانغ إي-8"، المقرر إطلاقها في عام 2028، إحدى المحطات الأساسية في برنامج الفضاء الصيني، الذي يهدف إلى تأسيس قاعدة قمرية دائمة بحلول عام 2030، على أن تكون المحطة الدولية للأبحاث القمرية محور هذه الجهود.


تعاون صيني-روسي لإنشاء محطة طاقة قمرية

تأتي مهمة "تشانغ إي-8" كبوابة رئيسية نحو تحقيق مشروع "ILRS"، وهو ثمرة تعاون وثيق بين الصين وروسيا. ووفقاً لما استعرضه بي زهاويو، تخطط الدولتان لتطوير مفاعل نووي على سطح القمر بحلول عام 2035، لتوفير مصدر طاقة مستدام للقاعدة. وبينما بحثت العروض التقديمية إمكانية استخدام بدائل مثل مصفوفات الطاقة الشمسية وأنابيب نقل الحرارة، ظل الخيار النووي مطروحاً بقوة، نظراً لصعوبة توفير طاقة مستمرة في بيئة القمر القاسية.

ويُراد من هذا التعاون أن يُفضي إلى بناء محطة قمرية مكتفية ذاتياً، لا تقتصر وظيفتها على دعم رواد الفضاء فحسب، بل تتعداها لتكون نقطة انطلاق للأبحاث والاستكشاف طويل الأمد. ومن اللافت أن هذا الإطار الزمني يتقاطع مع جدول برنامج "أرتميس" التابع لوكالة ناسا، الذي يخطط لإعادة إرسال رواد فضاء إلى سطح القمر بحلول ديسمبر 2025، مما يعكس اشتداد المنافسة الدولية على الريادة في استكشاف الفضاء.


طموحات الصين في استكشاف القمر

تسعى الصين إلى تحقيق قفزة نوعية عبر بناء قاعدتها القمرية في القطب الجنوبي للقمر بحلول عام 2035، وهي منطقة تحظى باهتمام علمي خاص نظراً لاحتوائها المحتمل على مخزونات من جليد الماء، بالإضافة إلى ميزاتها البيئية التي تتيح إجراء أبحاث متقدمة.

وتشكل سلسلة مهام "تشانغ إي" حجر الأساس في هذا المسعى، حيث تسهم كل مهمة في تهيئة الظروف التقنية والعلمية اللازمة لإطلاق "ILRS". وتعتزم الصين تعزيز هذا المشروع عبر مبادرة "مشروع 555"، التي تهدف إلى إشراك 50 دولة و5000 باحث دولي في برامج استكشاف القمر، مما يوسّع نطاق التعاون العلمي على المستوى العالمي.

وفي هذا الإطار، أكد وو ويرين، أحد كبار قادة برنامج الفضاء الصيني، في تصريحات سابقة، أن النموذج الأساسي للمحطة الدولية للأبحاث القمرية سيكون جاهزاً بحلول 2035، مشدداً على أهمية جعل القطب الجنوبي للقمر مركزاً لعمليات الاستكشاف المستقبلية.

ذو صلة

من خلال هذه الجهود، لا تسعى الصين إلى تحقيق مكاسب بحثية فحسب، بل تسعى أيضاً إلى ترسيخ موقعها كشريك محوري في خارطة التعاون الفضائي الدولي، مع الحرص على دفع أجندتها الخاصة باستكشاف الفضاء بعيد المدى.

في النهاية، تبدو مساعي الصين وروسيا لبناء محطة نووية على القمر أكثر من مجرد مشروع طموح؛ فهي تعبر عن مرحلة جديدة من سباق الفضاء، حيث لا يقتصر الأمر على الوصول إلى القمر، بل على البقاء فيه والتوسع منه نحو رحلات أعمق في النظام الشمسي. وبينما تتحرك الصين بخطوات مدروسة لتأمين وجود دائم على القمر، فإن السؤال الأبرز الذي يفرض نفسه هو: هل نشهد خلال العقد القادم تشكل أول مجتمع بشري شبه دائم خارج الأرض؟ الإجابة قد تحمل في طياتها تحولاً جذرياً في مسار البشرية.

ذو صلة