منصة الحرية تفكّر في وضع الحدود: بلوسكاي تستعد لتوثيق الحسابات

في خطوة جديدة قد تجعلها تنافس بشكل أكبر مع تطبيق "إكس" (تويتر سابقًا)، يبدو أن تطبيق "بلوسكاي" يتحضر لإضافة خاصية التحقق من الحسابات عبر العلامة الزرقاء الشهيرة، وفق ما كشفت عن ذلك بيانات جديدة في الأكواد البرمجية المنشورة على منصة GitHub.

ولعل أبرز ما يلفت الانتباه في نظام التحقق الجديد الذي تعمل عليه "بلوسكاي" أنه، رغم التشابه في الشكل مع علامة التوثيق التي اعتاد المستخدمون رؤيتها في تويتر والآن "إكس"، إلا أن الآلية التي ستحكم هذه العملية ستكون مختلفة تمامًا. فبحسب التعديلات التي ظهرت حديثًا على أكواد التطبيق، فإن "بلوسكاي" قد يعتمد على مؤسسات مستقلة للحصول على الصلاحيات اللازمة لمنح هذه العلامات الزرقاء للحسابات التي تود توثيق هويتها.

هذا يعني بكل بساطة أن هناك طريقة غير مركزية للتعامل مع التوثيق، بدلاً من أن تكون "بلوسكاي" وحدها المسؤول الوحيد عن عملية التحقق. ففي هذا النظام، ستحصل بعض المنظمات والمؤسسات الإعلامية الموثوقة على إمكانية منح هذه العلامة مباشرة للمستخدمين المؤهلين عبر منصة التطبيق.

ووفقًا لما ورد في الكود الجديد، يبدو أن الإعلان الرسمي ممكن أن يكون قريبًا للغاية، إذ أن سجلات التغييرات تحتوي على رابط يشير إلى منشور من المتوقع أن يصدر قريبًا يوضح تفاصيل أكثر حول هذه الميزة وآلية عملها. وبالرغم من أن المنشور مؤرخ في أبريل 2025، تحدثت بعض المصادر التقنية أن الكشف عن هذه الميزة سيتم خلال وقت قريب، وقد يكون هذا التاريخ الدقيق مجرد عنصر شكلي في الاختبارات التجريبية الداخلية.

ليست هذه أول مرة تشير فيها "بلوسكاي" لهذه الرؤية الخاصة بنظام التحقق. فسبق وأن ذكر رئيس الشركة "جاي غرابر" قبل حوالي عام بأنهم يفكرون في تجربة أنواع مختلفة من التحقق، من بينها توزيع الصلاحيات على جهات متعددة، بدلاً من احتكار القرار في يد فريق "بلوسكاي" وحده.

العلامة الزرقاء المقترحة ستكون عبارة عن دائرة زرقاء بداخلها علامة بيضاء، ستظهر بوضوح في حساب المستخدم الموثق. أما المؤسسات "المعتمدة" من قبل بلوسكاي، أي الجهات التي تحصل على صلاحية التوثيق مباشرة، فستظهر علامة زرقاء أخرى لها حواف دائرية بشكل متعرج داخلها علامة توثيق بيضاء أيضًا.

وتظهر الصور التجريبية أن بعض الجهات الإعلامية الكبرى، ومنها صحيفة نيويورك تايمز، قد تكون من بين أوائل المؤسسات التي ستمتلك صلاحية منح التحقق للمستخدمين على "بلوسكاي". ومن المزايا العملية المثيرة للاهتمام في هذه الخاصية الجديدة، أنه يمكن للمستخدم أن يضغط على العلامة الزرقاء الموجودة في حساب الآخرين ليعرف مباشرة أي مؤسسة قامت بمنح التوثيق للحساب، وهو ما يعزز مفهوم الشفافية بشكل واضح.

في المقابل، تبقى هذه السياسة المقترحة من "بلوسكاي" مختلفة تمامًا عما يقدمه منافسها الأساسي "إكس". فبينما كان تويتر سابقًا يمنح علامات زرقاء مجانًا لحسابات موثوقة ومشهورة، قرر مالكه الجديد "إيلون ماسك" تغيير سياسة التوثيق بشكل جذري وأصبح بالإمكان الحصول على هذه العلامة فقط عبر اشتراك شهري مدفوع.

ورغم أن ماسك قام لاحقًا بإعادة منح علامات التوثيق لبعض الشخصيات المؤثرة دون أن يدفعوا اشتراكًا، إلا أنه تم انتقاده بسبب تحويل العلامة الزرقاء من رمز للمصداقية إلى خدمة مدفوعة قد تضعف من قيمتها أمام المستخدمين.

مع وجود هذا النوع المختلف من التوثيق لدى "بلوسكاي"، خصوصًا فكرة توزيع المسؤوليات بين شركات ومؤسسات مختلفة، تظهر تساؤلات منطقية لدى الكثيرين حول مدى فاعلية الفكرة الجديدة وإمكانية نجاحها في الحفاظ على أرضية موثوقة مع توسّع استخدام المنصة.

وفيما ما زالت الشركة تلتزم الصمت ولم تعلق رسميًا حتى الآن، ينتظر مجتمع التقنية والمتابعون ما سيحمله الإعلان الرسمي القريب من مزيد من التفاصيل والتوضيحات حول هذه النقلة النوعية المقبلة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي.