ذكاء اصطناعي

من زمن الحياة البدائية: موسورا حفريّة عمرها 506 ملايين عام تكشف غرابة الحياة الأولى على الأرض

من زمن الحياة البدائية: موسورا حفريّة عمرها 506 ملايين عام تكشف غرابة الحياة الأولى على الأرض
فريق العمل
فريق العمل

3 د

عُثر على حفرية مذهلة تدعى "موسورا فنتوني" تعود إلى 506 مليون عام.

يمتاز "موسورا" بثلاث عيون وأطراف مخلبية تشبه الأجنحة للسباحة والافتراس.

تكشف الحفرية عن بنية تشريحية معقدة تشمل أجهزة تنفس إضافية.

تؤكد الحفريات على الثراء والتنوع المدهش للحياة المبكرة على الأرض.

حين نتحدث عن الحياة المبكرة على كوكبنا، نجد أحيانًا مخلوقات تبدو وكأنها قادمة من فيلم خيال علمي أو قصة مغامرات قديمة. وآخر هذه الاكتشافات المفاجئة عبارة عن حفرية مذهلة يعود تاريخها إلى نحو 506 مليون عام، تم العثور عليها في منطقة "بورغيس شيل" بكندا، وأطلق عليها الباحثون اسم "موسورا فنتوني" (Mosura fentoni)، نسبة إلى شخصية الوحش الياباني الخيالي "موثرا" التي تشبه الفراشة.

هذا الكائن الغريب، الذي يبلغ حجمه تقريبًا بحجم إصبع اليد، يأتي بثلاث عيون وأطراف مسلحة بمخالب تشبه الأجنحة، مع شكل يشبه إلى حد كبير مخلوقات أفلام الخيال العلمي القديمة. ينتمي "موسورا" إلى مجموعة من مفصليات الأرجل المنقرضة تُعرف بـ"راديو دونت" وهي مجموعة كانت تضم بين أفرادها مفترس البحار المرعب "أنومالوكاريس"، الذي بلغ طوله حوالي متر كامل واشتُهر بفمه الدائري الممتلئ بالأسنان والأطراف الشوكية المخصصة للصيد.

هذا الرابط المثير بين "موسورا" وأقاربه من مفصليات الأرجل يظهر واضحًا في امتلاكه لأطراف جانبية مشابهة للمجاديف تساعده على السباحة، وفم دائري مخصص للالتقاط والافتراس. إلا أن الاختلاف الأبرز في هذا الكائن الفريد يظهر في الجزء الخلفي منه، حيث يمتلك جزئًا يشبه الذيل مكوناً من 16 حلقة ضيقة متراصة بعناية، تحتوي على خياشيم عديدة يمكن استخدامها في عملية التنفس.

تثير هذه البنية التشريحية العجيبة التساؤل حول طبيعة بيئة "موسورا"، حيث يرجّح الباحثون أنه ربما عاش في مياه بطيئة الحركة أو ذات نسب أكسجين منخفضة. وقد يكون النشاط العالي والكبير لهذا الحيوان هو ما حتم عليه امتلاك أجهزة تنفس إضافية مكثفة لمواجهة ظروف الحياة المتطلبة التي عاش في وسطها منذ ملايين السنين.

أما عن تفاصيل الاكتشاف، فقد نُشرت نتائج البحث مؤخرًا في مجلة "The Royal Society Open Science"، وتناول فريق العلماء بقيادة "جو مويزيوك"، الباحث والقيّم على متحف مانيتوبا، دراسة 61 عينة مميزة من هذه الأحافير المذهلة، وجاءت كلها من منطقتي ياهو وكوتناي بارك، الواقعتان في نطاق "بورغيس شيل" الشهير— وهي منطقة معروفة باحتفاظها الاستثنائي بالأنسجة الرخوة للمخلوقات القديمة التي سكنت قاع البحر في العصر الكمبري.

المثير أكثر للاهتمام هو أن هذه الحفريات لم تقتصر على تفاصيل جسم المخلوق الخارجية فحسب، بل احتفظ بعضها بتفاصيل دقيقة للتركيب الداخلي مثل الجهاز العصبي، وأجزاء من العينين، والجهاز الهضمي، بل وحتى أجزاء تعكس الجهاز الدوري المفتوح، الذي يُعتقد أنه كان يقوم بوظيفة شبيهة بضخ الدم للقنوات والتجاويف الداخلية للجسم.

ذو صلة

وهذا الاكتشاف المضاف لسلسلة مشابهة أجراها مويزيوك في السنوات الأخيرة، احتوت على كائنات أخرى مثل "تيتانكوريس" العملاق و"كامبروراستر"، تؤكد أن الحياة المبكرة لم تتوقف عن إبهار العلماء بتنوعها وغرابتها الاستثنائية.

وفي حين يواصل علماء الحفريات دراسة هذه الكائنات واختيار أسماء مستوحاة من عالم السينما والخيال، يبقى من الضروري أن نتذكر أنّ ما نكتشفه في أعماق ماضينا لا يروي لنا قصة الماضي فقط، بل يُذكّرنا أيضًا بمدى تعقيد مسارات التطور وتنوعه عبر ملايين السنين. وربما يمكننا إثراء النص أكثر باستبدال كلمات عامة مثل "غريب" بمرادفات أقوى مثل "استثنائي" أو "فريد"، وإضافة جملة خفيفة تربط بين اكتشافات "بورغيس شيل" ومفهوم أهمية الأبحاث في فهم أصول الحياة.

ذو صلة